حين يصبح البيت جبهة: غزة تنزف 100 شهيد في يوم، بينهم 45 طفلاً وثلاثة إعلاميين

ارتفع عدد الضحايا في قطاع غزة اليوم بشكل مروع بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، وأسفرت عن إستشهاد نحو 100 شخص، بينهم ثلاث صحفيين وطبيبة مع أفراد عائلاتهم، في مشهد يعكس تصاعدًا خطيرًا في حدة العمليات العسكرية واستمرار استهداف المدنيين الأبرياء دون تمييز، وقد وثّق مراسلنا في دير البلح أن الصحفية نور قنديل قضت رفقة زوجها وطفلتهما بعد قصف منزلهم بشكل مباشر.
وفي بلدة القرارة شرق خان يونس، أكد المصدر إستشهاد الصحفي عبد الرحمن توفيق العبادلة بعد انقطاع الاتصال به منذ يومين، حيث تجري فرق الدفاع المدني عمليات انتشال جثمانه من تحت الأنقاض، بينما استشهد الصحفي عزيز الحجار هو الآخر مع كامل أفراد أسرته، مما يعكس مدى فداحة الاستهداف الإسرائيلي للكوادر الإعلامية والعائلات الفلسطينية.
إقرأ ايضاً:بعد ارتفاع ارباحها: "جاهز" تعلن عن خطة استراتيجية لشراء 7.6 مليون سهم للإحتفاظ بهافي الأربعين.. رونالدو يواصل كسر الحواجز ويهيمن على قائمة فوربس
تواصل القصف المدفعي والجوي طال مناطق مختلفة من شمال وجنوب القطاع، بما في ذلك عبسان الكبيرة، وتل الزعتر، ومشروع بيت لاهيا، ومحيط مدرسة عسقلان، في حين نقلت الطواقم الطبية عشرات الجثث من تحت الأنقاض إلى المستشفيات، خاصة في خان يونس، حيث أعلنت وزارة الصحة والدفاع المدني أن عدد الشهداء الذين تم انتشالهم حتى الآن بلغ أكثر من 80 ضحية، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.
وفي منطقة المواصي بخان يونس، استشهدت الطبيبة نور زياد المدهون مع زوجها وأطفالها الثلاثة بعد سقوط قذائف على خيمتهم التي كانوا يقطنون بها منذ تهجيرهم من مناطقهم، وفي جباليا النزلة شمال القطاع، فقدت عائلة نصر أكثر من 12 من أفرادها، بينهم أزواج وأطفال، بينما قتل الاحتلال 6 من عائلة الشاعر في استهداف آخر لخيام اللاجئين في مواصي خان يونس، ما يدل على امتداد الاستهدافات إلى مناطق الإيواء المؤقت للنازحين.
وفي خضم هذا التصعيد، أعلنت منظمة اليونيسف أن 45 طفلاً قتلتهم اسرائيل خلال اليومين الماضيين نتيجة القصف المتواصل، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العنف وإنقاذ حياة المدنيين، خاصة الأطفال، في حين يواجه سكان القطاع أوضاعًا مأساوية بسبب انهيار البنية التحتية الطبية ونقص المستلزمات الإغاثية، مع استمرار صمت دولي يثير تساؤلات حول مصير العدالة وحقوق الإنسان في ظل ما يحدث على الأرض.