شوارع أوروبا تشتعل غضبًا.. هل آن الأوان لتغيير الموقف الرسمي من إسرائيل؟

خرجت مظاهرات حاشدة في عدد من العواصم والمدن الأوروبية اليوم السبت، تنديدًا للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، واحتجاجًا على صمت الحكومات الأوروبية تجاه ما وصفه المتظاهرون "جرائم الحرب" التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين. شارك الآلاف في مسيرات بمدن لندن وباريس وبرلين وكوبنهاغن، رافعين شعارات تطالب بإيقاف الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، وتدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية عليها، فيما أظهرت الاحتجاجات تزايدًا في زخم التضامن الشعبي الأوروبي مع الشعب الفلسطيني.
وفي لندن، نظمت مؤسسات المجتمع المدني مظاهرة هي السابعة والعشرين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، والتي تأتي متزامنة مع الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، حيث أكد المشاركون أن النكبة لم تنتهِ بل مستمرة من خلال سياسات التطهير العرقي والاستيطان. ونقلت مراسلة الجزيرة عن بن جمال مدير حملة التضامن مع فلسطين قوله إن تصاعد العنف الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة كشف زيف الحجج التي تستخدمها الحكومة البريطانية لتبرير الممارسات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الرأي العام البريطاني بدأ يدرك حجم التناقض بين الخطاب الرسمي والواقع الإنساني المأساوي. كما أدان سياسيون بينهم نواب برلمانيون موقف حكومة كير ستارمر التي تتغاضى -بحسب قولهم- عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، خصوصًا في مجال تسليح إسرائيل والدفاع عن "حقها في الدفاع عن النفس".
إقرأ ايضاً:موجة دمار واسعة تشل ولايات أمريكية: وتحذيرات من مزيد من العواصفتمكين اقتصادي شامل: جمعية "أسر" تطلق استراتيجيات جديدة
وفي العاصمة الفرنسية باريس، شهدت الشوارع تحركًا شعبيًا واسعًا، حيث جابت مسيرة حاشدة وسط المدينة، رفع فيها المتظاهرون شعارات تطالب بوقف الحرب فورًا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما عبر المحتجون عن غضبهم من تقاعس الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن وقف ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية". واستخدم المتظاهرون مشاهد فنية وأداءً تمثيليًا لإحياء ذاكرة النكبة الفلسطينية ولتسليط الضوء على المجازر التي طالت الأطفال والنساء. وتنوعت خلفيات المشاركين بين أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات حقوقية، مما يعكس توسع نطاق القلق البشري والأخلاقي إزاء الوضع في فلسطين.
كما شهدت مدن برلين وشتوتغارت الألمانيتين، بالإضافة إلى العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، مظاهرات مماثلة دعت إلى مقاطعة إسرائيل على كافة المستويات، وطالبت بوقف التعاون التجاري معها، وحظر الصادرات إليها. وأكد المشاركون أن الصمت الغربي لا يمكن أن يستمر أمام ما وصفوه بـ"الجريمة الإنسانية المستمرة"، وأن الضمير العالمي يجب أن يكون أكثر حضورًا في وجه السياسات التي تنتهك الكرامة البشرية.
وقد عبر العديد من المواطنين الأوروبيين عن انقلاب جذري في موقفهم تجاه القضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن الصور المأساوية التي تصلهم يوميًا من قطاع غزة دفعتهم إلى الخروج إلى الشارع والتعبير عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني، وهو ما يشير إلى تحول ملحوظ في الرأي العام الأوروبي الذي أصبح أكثر انتقادًا للسياسات الداعمة لإسرائيل.