موجة دمار واسعة تشل ولايات أمريكية: وتحذيرات من مزيد من العواصف

إعصار سانت لويس
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

في كارثة مناخية جديدة تضرب قلب الولايات المتحدة، لقي 21 شخصًا على الأقل مصرعهم وأُصيب العشرات بجروح متفاوتة، إثر عواصف عاتية وأعاصير محلية اجتاحت مناطق واسعة من وسط وغرب البلاد، في موجة عنف جوي هي الأشد منذ بداية العام، وسط تحذيرات من استمرار سوء الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة، وقد خلفت العواصف التي ضربت مساء الجمعة دمارًا كبيرًا، ودخلت على إثرها عدد من الولايات في حالة استنفار قصوى، مع تواصل عمليات الإغاثة والبحث عن ناجين وسط أنقاض المنازل والبنى التحتية المدمرة.

وسُجلت الحصيلة الأكبر للضحايا في ولاية كنتاكي، حيث أعلنت السلطات وفاة 14 شخصًا، فيما أُعلنت سبع وفيات أخرى في ولاية ميسوري، من بينها خمس حالات في مدينة سانت لويس، التي كانت من أكثر المناطق تضررًا بالعاصفة، وقالت عمدة المدينة، كارا سبنسر، إن حجم الدمار "مروع"، موضحةً أن أكثر من خمسة آلاف منزل تعرضت لأضرار مباشرة، في مشهد وصفته بـ"المرعب"، نتيجة الرياح الشديدة والتساقط الكثيف للأمطار.


إقرأ ايضاً:تسريبات تكشف مواصفات هاتف Redmi غامض سيظهر بعلامة Pocoالدكتور المسند يشرح سر النهار المستمر لـ1704 ساعة

من جانبه، أعلن حاكم ولاية كنتاكي، آندي بشير، حالة الطوارئ رسميًا، في خطوة تهدف إلى تسريع إجراءات الاستجابة للطوارئ، مؤكدًا أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع مع استمرار عمليات الإنقاذ، وأشار بشير إلى أن أكثر من 100 ألف منزل لا تزال بدون كهرباء حتى صباح اليوم التالي، ما يعقّد جهود الإنقاذ ويزيد من معاناة السكان، كما دعا المواطنين إلى ضرورة توخي الحذر واتباع تعليمات السلامة، والبقاء في منازلهم ما أمكن حتى انحسار خطر الطقس.

وفي السياق ذاته، أكدت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن إعصارًا قويًّا ضرب منطقة سانت لويس وتسبب في دمار واسع النطاق في مقاطعة سكوت، حيث أفاد مكتب الشريف المحلي أن بعض المناطق أصبحت "غير قابلة للتعرف عليها" من شدة تأثير العاصفة، لافتًا إلى انهيار عدد كبير من المباني وتشريد مئات العائلات.

وامتد تأثير النظام الجوي العنيف إلى ولايات أخرى، حيث شهدت ولاية تكساس موجة حر غير مسبوقة بالتزامن مع العواصف، في حين تأثرت منطقة البحيرات العظمى بعواصف رعدية شديدة، تسببت في تعطيل حركة النقل الجوي والبري، وأجبرت السلطات على إجلاء السكان في بعض المناطق تحسبًا لمزيد من التطورات الخطيرة.

وتواصل فرق الإنقاذ والدفاع المدني العمل على مدار الساعة في المناطق المنكوبة، فيما بدأت الجهات المختصة عمليات حصر الأضرار تمهيدًا لإعلان بعض المناطق "مناطق كوارث"، ما سيسهل عمليات تقديم الدعم الفيدرالي والمساعدات الحكومية للأسر المتضررة، وشوهدت طوابير من سيارات الطوارئ والجهات الإغاثية تتنقل بين المناطق المتأثرة في مشهد يعكس حجم المأساة.

وأعادت هذه الكارثة إلى الأذهان التحذيرات المتكررة من خبراء المناخ، حول تصاعد حدة الظواهر الجوية المتطرفة في السنوات الأخيرة، حيث تمر الولايات المتحدة حاليًا بموسم أعاصير نشط، يُتوقع أن يستمر خلال الأشهر المقبلة، في ظل تغييرات مناخية غير مسبوقة تضرب مناطق مختلفة حول العالم.

وسط هذه الظروف، دعت السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات السكان إلى عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، ومتابعة تحديثات الطقس الرسمية أولًا بأول، والاستعداد لاحتمالات انقطاع التيار الكهربائي أو الحاجة إلى إخلاء عاجل.

ويُخشى أن تؤدي الكوارث المناخية المتكررة إلى زيادة الضغوط على البنى التحتية والمرافق الحيوية، لا سيما في المناطق ذات الاستعداد المحدود لمثل هذه الظروف، ما يستدعي تنسيقًا أكبر بين السلطات المحلية والفيدرالية لضمان سلامة المواطنين وتعافي المناطق المتأثرة في أسرع وقت ممكن.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook