تمكين ذوي الإعاقة في الحج: خدمات متكاملة تضمن يسر المناسك وطمأنينة الرحلة

تمكين ذوي الإعاقة في الحج.
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية برعاية شاملة لضيوف الرحمن، أعلنت وزارة الحج والعمرة عن سلسلة من الخدمات المتخصصة التي تُمكّن الحجاج من ذوي الإعاقة من أداء مناسك الحج بكل يُسرٍ وكرامة، وذلك ضمن منظومة شاملة تهدف إلى تعزيز تجربة الحج لكافة الفئات، دون استثناء.

وأكدت الوزارة اليوم، أن حجاج بيت الله الحرام من ذوي الإعاقة يحظون باهتمام خاص ورعاية متميزة، تستند إلى معايير دقيقة تُراعي احتياجاتهم الجسدية والحسية والعقلية، وتوفّر لهم بيئة آمنة وملائمة لممارسة الشعائر في جوّ من الطمأنينة والسكينة.


إقرأ ايضاً:موجة دمار واسعة تشل ولايات أمريكية: وتحذيرات من مزيد من العواصفتمكين اقتصادي شامل: جمعية "أسر" تطلق استراتيجيات جديدة

ومن أبرز الخدمات التي تقدمها الوزارة في هذا الصدد، تخصيص مسارات ومساحات مستقلة في مناطق الطواف والسعي، تتيح للحجاج ذوي الإعاقة أداء المناسك دون تزاحم أو عوائق، وقد جُهزت هذه المساحات بعربات كهربائية ويدوية، إلى جانب فرق من المرشدين والمرشدات المدربين، لمرافقة الحجاج وتقديم الدعم اللوجستي والمعرفي خلال جميع مراحل أداء الفريضة.

كما أشارت الوزارة إلى أنه تم تصميم هذه المسارات بما يتوافق مع أعلى معايير السلامة وسهولة الوصول، لضمان سلاسة الحركة داخل الحرم المكي والمشاعر المقدسة، سواء في منى أو عرفات أو مزدلفة، وفي بادرة لافتة تعكس التوجه الشامل لخدمة ذوي الإعاقة، قامت وزارة الحج والعمرة بتوفير خدمات الترجمة بلغة الإشارة للحجاج الصم، وذلك عبر مرشدين متخصصين في لغة الإشارة يرافقون الوفود، ويوصلون إليهم معاني المحاضرات الدينية والخطب والإرشادات بكل دقة ووضوح.

أما الحجاج المكفوفون، فقد تم توفير مصاحف بلغة برايل إلى جانب تقنيات سمعية ومرئية حديثة تُمكنهم من متابعة الخطب والدروس الدينية أثناء فترة الحج، مع إتاحة تطبيقات ذكية تتيح التنقل الآمن ومعرفة مواعيد وأماكن المناسك، وحرصت الجهات المنظمة للحج على تأهيل كوادر بشرية متخصصة للتعامل مع ذوي الإعاقة، حيث خضع المرشدون والمرافقون لدورات تدريبية مكثفة حول كيفية التعامل مع مختلف أنواع الإعاقات، من الحركية إلى الحسية والذهنية.

وقد تم توزيع هؤلاء المتطوعين والموظفين على مواقع متعددة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ وتقديم الخدمة في الوقت والمكان المناسبين، وتأتي هذه الجهود بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة المعنية برعاية ذوي الإعاقة، كوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ووزارة الصحة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، بما يضمن تكامل الخدمات الطبية والإرشادية والنقل والإعاشة.

وفي إطار تسخير التقنية لخدمة الحجيج، تم إطلاق مبادرات رقمية خاصة بذوي الإعاقة، منها تطبيقات تُرشد المستخدمين صوتياً إلى وجهاتهم، وتعرض معلومات آنية حول مواقع الزحام وأماكن الاستراحة والخدمات الصحية، بالإضافة إلى خرائط تفاعلية تراعي المستخدمين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم توفير فرق دعم تقني متنقلة لمساعدة الحجاج في استخدام هذه التطبيقات، مع توفير أجهزة لوحية (تابلت) داخل بعض مقرات السكن ومراكز التوجيه لتسهيل الوصول إلى المعلومات الدينية والإجرائية.

تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً خاصاً بتعزيز جودة الحياة لجميع المواطنين والمقيمين والزوار، بمن فيهم ذوي الإعاقة، ودمجهم في جميع المجالات والخدمات.

ويُعد موسم الحج أحد أكبر التحديات التشغيلية على مستوى العالم، نظرًا لضخامة أعداد الحجاج وتنوع جنسياتهم وثقافاتهم، إلا أن المملكة استطاعت خلال الأعوام الماضية تطوير منظومة متكاملة تُعنى بشمولية الخدمة وتمكين الجميع من أداء الشعائر على قدم المساواة.

وقد شهدت الأعوام الأخيرة تطويرات لافتة في البنية التحتية للحرم المكي والمشاعر المقدسة، شملت مصاعد كهربائية ومنحدرات ومرافق صحية مصممة خصيصاً لذوي الإعاقة، فضلاً عن مواقف سيارات مخصصة، ومراكز استقبال وتوجيه.

وحظيت هذه الجهود بإشادات واسعة من جهات حقوقية ومؤسسات دولية معنية بحقوق ذوي الإعاقة، حيث أثنت على التزام المملكة بتحقيق المساواة في الوصول إلى الشعائر، وتوفير بيئة دينية وإنسانية متكاملة تدعم كرامة الإنسان واحتياجاته.

كما عبّر العديد من الحجاج من ذوي الإعاقة عن ارتياحهم وسعادتهم بالتجربة التنظيمية والإنسانية التي شهدوها خلال أدائهم للحج، مؤكدين أن هذه الخدمات منحتهم فرصة غير مسبوقة للتفرغ للعبادة دون مشقة أو معاناة.

وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الحج والعمرة أن تمكين ذوي الإعاقة من أداء مناسكهم بطمأنينة يُعد أحد أبرز أولوياتها، وهو ما يتطلب مواصلة العمل على تحديث الخدمات وتوسيع نطاقها، بما يواكب تطلعات ضيوف الرحمن ويعكس صورة المملكة كقلب العالم الإسلامي النابض.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook