استمطار السحب: استثمار الذكاء الاصطناعي لتوفير أجواء مثالية لملايين الحجاج

تقنيات الاستمطار تخدم ضيوف الرحمن
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

أكد برنامج استمطار السحب الوطني أن الجهود المتقدمة التي تقودها المملكة العربية السعودية في مجال تحسين الطقس تشكل خطوة استراتيجية هامة نحو تعزيز الاستدامة البيئية والتكيف مع التغيرات المناخية العالمية، خاصة في المناطق ذات الأهمية الدينية والحضارية كالمشاعر المقدسة التي تستقبل ملايين الحجاج والمعتمرين سنوياً من مختلف أنحاء العالم، حيث تعد هذه المبادرات جزءاً أساسياً من رؤية المملكة الطموحة لتحقيق التوازن البيئي المستدام.

وأوضح البرنامج أن هذه الجهود المبتكرة التي تأتي ضمن مبادرات المملكة البيئية الكبرى المنبثقة عن قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، تمثل نقلة نوعية في استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتوجيه عمليات الاستمطار بكفاءة عالية ودقة متناهية، مما يسهم في تحسين الظروف المناخية وزيادة كميات الهطول المطري في المناطق المستهدفة، وتعزيز قدرة المملكة على التكيف مع تحديات التغير المناخي العالمي ومواجهة ظاهرتي التصحر وشح المياه اللتين تعتبران من أبرز التحديات البيئية في منطقة الشرق الأوسط عموماً والمملكة على وجه الخصوص.


إقرأ ايضاً:الخليج يفوز على العروبة بهدفين مقابل هدف ضمن الجولة 32 من دوري روشنتغييرات جذرية في الرسوم الجمركية الخليجية.. والمستهلك ينتظر النتائج

خلال مشاركته في النسخة الثانية من ورشة "الأثر المناخي" التي نظمها المركز الوطني للأرصاد بمدينة جدة، قدم المدير التنفيذي للبرنامج أيمن البار عرضاً مفصلاً حول نتائج الدراسات الميدانية والنمذجة العددية التي أجراها البرنامج على سحب منطقة الطائف، وكيفية الاستفادة من هذه النتائج في دعم تكوّن السحب وزيادة فرص هطول الأمطار في مناطق المشاعر المقدسة، مما يسهم في تحسين الطقس والظروف المناخية لراحة ضيوف الرحمن، إضافة إلى تعزيز مخزون المياه السطحي والجوفي في تلك المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية للمملكة وللعالم الإسلامي أجمع.

وأشار البار في كلمته إلى أن البرنامج يعمل وفق استراتيجية علمية شاملة تستند إلى أحدث الأبحاث والدراسات العالمية في مجال استمطار السحب والهندسة المناخية، حيث يتم توظيف تقنيات متطورة لتحليل بيانات الطقس ورصد حركة السحب وتكوينها، واستخدام خوارزميات متقدمة للتنبؤ بالظروف المناسبة لإجراء عمليات الاستمطار بأعلى كفاءة ممكنة، مؤكداً أن البرنامج نجح في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة خلال الفترة الماضية من خلال زيادة معدلات هطول الأمطار في المناطق المستهدفة بنسب متفاوتة تتراوح بين 10% و30% حسب الظروف الجوية والموسم.

وشدد البرنامج على أن هذه الجهود المتقدمة لا تقتصر فوائدها على تحسين الظروف المناخية وزيادة موارد المياه فحسب، بل تمتد لتشمل دعم الابتكار ونقل المعرفة وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال الحيوي، من خلال تدريب الكوادر السعودية المتخصصة وإشراكهم في جميع مراحل المشروع بدءاً من التخطيط والدراسة وصولاً إلى التنفيذ والتقييم، مما يسهم في توطين هذه التقنية المتقدمة وتعزيز الاكتفاء الذاتي العلمي والتقني للمملكة في مجال علوم الطقس والمناخ، تماشياً مع مستهدفات رؤية 2030 لبناء اقتصاد معرفي مستدام.

ويأتي هذا المشروع الطموح في إطار جهود المملكة الرامية إلى تحقيق الريادة العالمية في مجال مكافحة التغير المناخي والمحافظة على البيئة، حيث تعد المملكة من الدول السباقة في المنطقة في تبني التقنيات الخضراء وتطبيق المبادرات البيئية الطموحة، وتهدف من خلال برنامج استمطار السحب إلى إحداث تأثير إيجابي مستدام على البيئة والاقتصاد والمجتمع، خاصة في المناطق الحيوية كالمشاعر المقدسة التي تمثل قلب العالم الإسلامي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook