تصميم المستقبل: برنامج "ريادة" يمكن النساء من دخول سوق العمل باحترافية

في خطوة نوعية تعكس التزامها المتواصل بتمكين المرأة وتعزيز فرصها الاقتصادية، أعلنت جمعية "منازل" عن تدشين برنامج "ريادة"، المتخصص في فنون تصميم الديكور، ليكون بوابة جديدة تفتح أمام المستفيدات آفاقاً واسعة نحو مستقبل مهني واعد، يأتي هذا البرنامج بدعم كريم من صندوق دعم الجمعيات، وبشراكة استراتيجية مع معهد كفاءات الأعمال العالي للتدريب، تأكيدًا على أهمية التعاون بين القطاعات المختلفة لدفع عجلة التنمية وبناء مجتمع مزدهر.
ويستهدف برنامج "ريادة" فئة المستفيدات الطامحات إلى تطوير مهاراتهن في مجال التصميم الداخلي، أحد القطاعات التي تشهد نموًا ملحوظًا وتطلبًا متزايدًا في سوق العمل السعودي، وتم تصميم البرنامج بعناية ليغطي المهارات الفنية والمهنية اللازمة، بما يتوافق مع أحدث الاتجاهات العالمية، وفي الوقت ذاته يلبي متطلبات السوق المحلي، حيث يتيح للمستفيدات اكتساب خبرات عملية تؤهلهن للانخراط في سوق العمل، إما من خلال التوظيف في مؤسسات متخصصة أو عبر إطلاق مشاريعهن الريادية.
إقرأ ايضاً:لا تغادر قبل أن تتأكد: السفارة السعودية تحذر بشأن تأشيرة أرمينيا"الأرصاد" تنبه: أتربة ورياح نشطة وانعدام الرؤية في عدة مناطق بالمملكة
ويأتي هذا البرنامج ليجسد رؤية جمعية "منازل" في بناء نموذج تنموي فعّال يعزز من قدرات المرأة، ويفتح أمامها مسارات مهنية قائمة على التخصص والاحترافية، وليس مجرد الاعتماد على المساعدات التقليدية، ففكرة "التمكين" هنا تتجاوز المفهوم النظري، لتتحول إلى ممارسة عملية ملموسة، تبدأ من التدريب وتنتهي بتحقيق الاستقلال الاقتصادي للمستفيدة، سواء عبر وظيفة مستقرة أو مشروع ناجح.
ولم يكن اختيار مجال التصميم الداخلي عبثيًا، إذ يمثل هذا القطاع مساحة خصبة للإبداع والابتكار، ويتماشى مع الذائقة الفنية للمرأة السعودية، مما يمنحها ميزة تنافسية ويعزز من فرص نجاحها، كما أن البرنامج يسهم في تعزيز الثقافة المهنية لدى المستفيدات، ويمنحهن الثقة للانخراط في بيئات عمل احترافية، فضلاً عن بناء شبكة علاقات مهنية تدعم طموحاتهن.
وتؤكد جمعية "منازل" أن هذا البرنامج لا يُعدّ مجرد دورة تدريبية عابرة، بل هو جزء من رؤية أشمل تتكامل فيها الجهود بين القطاع غير الربحي، والجهات المانحة، والمؤسسات التدريبية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع التمكين المهني ودعم ريادة الأعمال في صلب أولوياتها.
ولعل ما يميز "ريادة" هو شموليته، فهو لا يقتصر على الجانب المهني فقط، بل يتضمن أيضاً ورش عمل في تطوير الذات، وإدارة المشاريع الصغيرة، والتسويق، مما يهيئ المستفيدة لخوض سوق العمل بثقة واقتدار، كما يوفر البرنامج متابعة مستمرة للمشاركات، لضمان استفادتهن القصوى وتحقيق الأثر المنشود على المدى البعيد.
من جهة أخرى، أعربت المشاركات في النسخة الأولى من البرنامج عن سعادتهن بهذه المبادرة، مؤكدات أن مثل هذه البرامج تفتح لهن أبوابًا جديدة لم يكن من السهل الوصول إليها من قبل، وأنه يمثل انطلاقة حقيقية نحو تحقيق الذات والاستقلال المالي، في بيئة داعمة ومحفزة.
ويُعد "ريادة" اليوم مثالاً حياً على كيفية تحويل الأفكار التنموية إلى برامج واقعية تحدث فارقاً في حياة الأفراد والمجتمع، فكل مستفيدة تتخرج من هذا البرنامج، تمثل قصة نجاح جديدة تُضاف إلى سجل إنجازات الجمعية وشركائها، وتُرسخ ثقافة الاعتماد على الذات، وتُعزز من مكانة المرأة كشريك أساسي في التنمية.