قفزة احترافية: السعودية تسجل أعلى عدد من التراخيص الآسيوية

في خطوة تؤكد تصاعد معايير الاحتراف والحوكمة في كرة القدم السعودية، أعلنت لجنة تراخيص الأندية برابطة الدوري السعودي للمحترفين، اليوم الخميس 15 مايو 2025، عن منح الرخصة المحلية والآسيوية للموسم الرياضي 2025 – 2026 لعدد 13 ناديًا، وذلك بعد استيفائهم الكامل للمعايير الإلزامية المنصوص عليها في لائحة تراخيص الأندية، التي تشمل الجوانب الرياضية، والبنية التحتية، والإدارية، والقانونية، والمالية.
وشملت قائمة الأندية التي حازت على الرخصة كلًا من الاتحاد، الهلال، النصر، القادسية، الأهلي، الشباب، الاتفاق، التعاون، الخليج، الخلود، الفتح، الفيحاء، والأخدود، وهي المرة الأولى التي يُمنح فيها هذا العدد الكبير من الأندية التراخيص، منذ تطبيق نظام التراخيص في موسم 2012 – 2013، ما يُبرز حجم التقدم المحقق في مفاهيم الامتثال المالي والإداري لدى الأندية السعودية، ومدى التزامها بمعايير الحوكمة الحديثة.
إقرأ ايضاً:نيوم تعيّن رئيسًا تنفيذيًا دائمًا استعدادًا للمرحلة الحساسة من التنفيذ والتسليمخطة وقاء لحج بلا أمراض: 8 فرق طوارئ و73 فرقة ميدانية
وأكدت اللجنة، عبر بيان رسمي نُشر على منصتها في موقع "إكس"، أن هذا الإنجاز يعكس نضجًا متزايدًا في أداء الأندية السعودية وتطورها المؤسسي، ويُسهم في تعزيز جاهزيتها للمشاركة في البطولات المحلية والقارية، وفق أعلى المعايير التنظيمية والفنية، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تولي قطاع الرياضة اهتمامًا خاصًا، وتسعى إلى تعزيز تنافسية الأندية السعودية على المستويين القاري والدولي.
وفي المقابل، قررت اللجنة عدم منح الرخصة المحلية والآسيوية لخمسة أندية، هي الرياض، ضمك، العروبة، الوحدة، والرائد، بسبب عدم استيفائها بعض المعايير الإلزامية الواردة في اللائحة التنظيمية، وبيّنت اللجنة أن هذه الأندية ستخضع لغرامات مالية وفق ما تقتضيه اللوائح، مؤكدةً أن باب الاستئناف لا يزال مفتوحًا أمامها، إذ يمكنها التقدم بطلب استئناف أمام لجنة استئناف التراخيص في موعد أقصاه يوم الإثنين 20 مايو 2025.
ويُعد قرار اللجنة إشارة واضحة إلى جديتها في تطبيق اللوائح دون تهاون، وسعيها إلى الارتقاء بالمنظومة الكروية من خلال الالتزام الصارم بالمعايير الدولية، وهو ما يُعزز من مصداقية التراخيص ويعطي رسالة قوية بأن الحصول عليها لا يُعد مجرد إجراء شكلي، بل عملية تقييم شاملة تعكس الجاهزية المؤسسية والفنية للنادي.
وتأتي هذه التراخيص في وقت يشهد فيه الدوري السعودي للمحترفين زخمًا غير مسبوق من حيث التنافسية، والاستثمار الرياضي، والاهتمام الدولي، حيث تواصل الأندية تعزيز بنيتها التحتية وتطوير إدارتها وتنمية مواردها، بما يتواكب مع تطلعات الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة الدوري في ترسيخ مكانة الدوري كأحد أبرز الدوريات في آسيا والعالم.
وفي ظل هذه التطورات، يُتوقع أن تكون المشاركة السعودية في البطولات الآسيوية القادمة أكثر فاعلية من أي وقت مضى، خاصة مع وجود عدد كبير من الأندية التي أظهرت التزامًا احترافيًا وانضباطًا تنظيميًا يُؤهلها لتمثيل الكرة السعودية خير تمثيل في المحافل القارية، كما أن استمرار تطبيق نظام التراخيص بهذا الحزم والشفافية سيُسهم في خلق بيئة رياضية أكثر نضجًا واستدامة، تُفضي في نهاية المطاف إلى رفع جودة الأداء الفني والإداري في جميع أندية المملكة.