من الأرصفة المظللة إلى "السكوتر الكهربائي": موسم حج مختلف في مكة

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عن جاهزيتها الكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن لموسم حج 1446هـ، وذلك من خلال حزمة من المشروعات النوعية والمبادرات التطويرية التي تركزت في المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات وتحسين تجربة الحجاج، عبر تطوير البنية التحتية، وتعزيز منظومة النقل، وتوسيع نطاق الخدمات الصحية والميدانية، بما يعكس تنسيقًا مؤسسيًا عالي المستوى وتكاملًا فعالًا بين مختلف الجهات المعنية.
وشهدت المنطقة المركزية بمكة المكرمة تحسينات جوهرية في بيئة المشاة، تمثلت في توسعة الأرصفة وتظليل المسارات، إلى جانب تخصيص ساحات جديدة للصلاة، تسهم في تعزيز الانسيابية وتوزيع الحشود بشكل منظم، هذه التحسينات جاءت لتواكب الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج، ولتوفير بيئة أكثر راحة وأمانًا خلال أداء المناسك.
إقرأ ايضاً:بعد 9 أشهر من الحادث المأساوي: مستجدات الحالة الصحية لنجم المنتخب فهد المولد من السعودية إلى العالم: مركز الملك سلمان للإغاثة يد تمتد ولا تنقطع
وفي محور النقل، بدأ المركز العام للنقل التابع للهيئة الملكية تنفيذ خطته التشغيلية الخاصة بموسم الحج، من خلال تشغيل منظومة "حافلات مكة" التي تخدم الحجاج طوال الفترة من 15 ذي القعدة إلى 30 ذي الحجة، وتشمل هذه المنظومة 400 حافلة تعمل على 12 مسارًا، تغطي 431 محطة توقف و4 محطات مركزية، وقد تم التركيز على المسارات ذات الكثافة العالية بالتنسيق مع النقابة العامة للسيارات والجهات المعنية الأخرى، لضمان انسيابية حركة الحافلات وتقليل فترات الانتظار.
كما خصصت الهيئة مواقع ذات قدرة استيعابية عالية لخدمة "أجرة مكة"، مع تنظيم عمليات التشغيل عبر عقود دقيقة مع مزودي الخدمة، بما يضمن توفر وسائل النقل على مدار الساعة وموثوقيتها في خدمة الحجاج.
وفي إطار تحسين البنية التحتية للمشاعر المقدسة، نفذت الهيئة أعمالًا تطويرية بارزة، من بينها تخصيص مسار للمشاة في مشعر مزدلفة يمتد على مساحة 170 ألف متر مربع بأرضيات مطاطية مرنة، وزراعة عشرة آلاف شجرة لتوفير الظل وتخفيف الإجهاد الحراري، كما شملت التجهيزات الصحية في مشعر منى إقامة مستشفى ميداني بسعة 200 سرير، و71 مركز طوارئ موزعة بشكل استراتيجي لتقديم الرعاية الطبية والإسعافات الأولية على امتداد مسارات الحجاج.
وضمن التوجه لرفع الطاقة الاستيعابية وتحسين جودة الإقامة، أنشئت وحدات خيام بطابقين، إلى جانب دورات مياه متعددة الطوابق، مما أسهم في توسعة المخيمات بشكل فعّال، وتحقيق توزيع أفضل للمساحات كما تم تطوير أكثر من 400 براد مياه حديث التشغيل لتوفير المياه الباردة على مدار الساعة، إضافة إلى مناطق مظللة للاستراحة تُسهّل على الحجاج أداء مناسكهم براحة واطمئنان.
وتواصل الهيئة تقديم خدمة "السكوتر الكهربائي" للعام الثاني على التوالي عبر 3 مسارات مخصصة، ما يعزز خيارات التنقل الخفيف، ويوفر وسيلة فعالة وسريعة للحركة داخل المشاعر، خاصة لكبار السن أو من يعانون صعوبات في التنقل.
هذه المشروعات والمبادرات تعكس حجم الجهود المتكاملة والتخطيط المشترك بين الهيئة الملكية وشركائها في منظومة الحج، وتهدف إلى تحقيق أعلى معايير الكفاءة التشغيلية، وتقديم خدمات بمستوى عالمي، تليق بمكانة مكة المكرمة، وتُسهم في تعزيز راحة الحجاج وسلامتهم، وتزامنًا مع هذه الجهود الميدانية، أطلقت الهيئة حملتها الإعلامية لتوثيق وعرض ما تم إنجازه، وتسليط الضوء على ما يُقدَّم لضيوف الرحمن من خدمات نوعية تسهم في تحسين تجربتهم الروحانية وتيسير أدائهم للمناسك في أجواء آمنة ومنظمة.