لأول مرة: حماس تكشف اتصالات مباشرة مع إدارة ترامب بشأن غزة
في تطور لافت على صعيد الجهود الدبلوماسية المتعلقة بحرب غزة، كشف مسؤول بارز في حركة حماس، يوم الخميس، أن الحركة تجري محادثات مباشرة مع شخصيات في الإدارة الأميركية بشأن الوضع الراهن، مؤكدًا أن هناك قناعة داخل الحركة بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يمتلك القدرة على التوسط لإبرام اتفاق سلام يُنهي الحرب المستمرة في القطاع، هذا الإعلان، الذي جاء على لسان باسم نعيم، عضو المكتب السياسي ورئيس الدائرة السياسية للحركة في غزة، يمثل تحولًا ملحوظًا في ديناميكية التواصل بين الحركة والولايات المتحدة، التي كانت تُعدّ حتى وقت قريب بعيدة عن أي تواصل مباشر مع حماس.
وأوضح نعيم في تصريحاته، أن الحركة عرضت تصورها لاتفاق سلام عبر وسطاء، وكذلك من خلال اتصالات مباشرة مع بعض الشخصيات داخل الإدارة الأميركية، في خطوة تعكس انفتاحًا غير مسبوق على الوساطة الأميركية، رغم سجل العلاقات المتوترة تاريخيًا بين الطرفين، وأكد أن أبرز بنود الاتفاق المقترح من قبل حماس تشمل تبادل الأسرى، وانسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من القطاع، والسماح بدخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى إطلاق عملية إعادة إعمار شاملة دون فرض أي شكل من أشكال الهجرة القسرية على سكان القطاع،
إقرأ ايضاً:استجابة فورية من "بيئة خليص" لبلاغ عن بئر تهدد السلامة العامةنيودلهي تعلق اتفاق المياه التاريخي: هل تشتعل حرب باكستان والهند من جديد؟
في سياق متصل، أشار المسؤول في حماس إلى استعداد الحركة لتسليم إدارة قطاع غزة فور انتهاء الحرب، في إطار سعيها لتحقيق تسوية سياسية تضمن الأمن والكرامة للفلسطينيين، وقال إن الحركة أبلغت الأميركيين صراحة بأنها مستعدة للتخلي عن السلطة في غزة حال التوصل إلى نهاية فعلية للعدوان، وبيّن أن حماس وافقت على المقترح المصري للسلام، والذي يتضمن تشكيل هيئة فلسطينية مستقلة لا تتبع لأي فصيل سياسي لتتولى إدارة القطاع، ما يعكس مرونة سياسية واضحة واستعدادًا لمقاربة جديدة تُبنى على أساس الشراكة الفلسطينية والقبول الدولي.
رغم تلك المرونة، شدد نعيم على تمسك حماس بحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يظل شعبًا محتلًا يملك كامل الحق في الدفاع عن نفسه، بجميع الوسائل، بما في ذلك المقاومة، هذه التصريحات تبرز المفارقة القائمة في موقف الحركة، الذي يجمع بين القبول بمبادرات سياسية قد تؤدي إلى تسوية، والتشبث في الوقت ذاته بالمبدأ الأساسي للمقاومة.
وفي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي الذي يزور المنطقة حاليًا، عبّر باسم نعيم عن اعتقاده بأن ترامب يمتلك ما يكفي من الإرادة والقدرة السياسية لتحقيق اختراق حقيقي في ملف الحرب على غزة، إذا مارس ضغطًا جادًا على الحكومة الإسرائيلية، وأضاف: "غزة وسكانها يستحقون أن يعيشوا كما كل الشعوب في هذا العالم، بسلام وكرامة، أعتقد أن الرئيس الأميركي قادر على تحقيق ذلك، إذا توفرت لديه الرغبة في إنهاء هذه المأساة"، مؤكدًا أن الحركة مستعدة للتعاون مع أي جهد دولي يهدف إلى وقف الحرب وفتح صفحة جديدة من الاستقرار في المنطقة.
هذا التصريح، الذي يأتي في ظل تصاعد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، قد يفتح نافذة جديدة على المشهد السياسي في غزة، وربما يمهد الطريق لتحرك دبلوماسي تقوده واشنطن باتجاه حلّ شامل يعيد ترتيب الأوضاع في القطاع ويدفع نحو استقرار دائم.