خالد بن سلمان ومحمد بن زايد يستعرضان سبل تعزيز التعاون الثنائي
بتوجيه كريم من القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى اليوم الثلاثاء بفخامة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وذلك في قصر الشاطئ بالعاصمة أبوظبي.
وفي مستهل اللقاء، نقل سمو وزير الدفاع تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظهما الله ـ إلى فخامة رئيس دولة الإمارات، وتمنيات القيادة السعودية لحكومة وشعب الإمارات الشقيق بمزيد من الازدهار والاستقرار.
إقرأ ايضاً:الين يضرب بقوة مؤشرات السوق اليابانية تتراجع لليوم الثاني على التوالي!قنبلة ميركاتو في الأفق "الأهلي" يُفاوض نجم ليستر سيتي والشرط لا يُصدق!
وقد عبّر فخامة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من جانبه عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مثمنًا عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، والتي تقوم على أسس متينة من الأخوة، والتعاون، والرؤية الاستراتيجية المشتركة تجاه قضايا المنطقة والعالم.
شهد اللقاء استعراضًا شاملًا للعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية، فضلًا عن التنسيق المشترك في الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان خلال الاجتماع على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين الرياض وأبوظبي، لا سيما في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة، وضرورة تكثيف الجهود المشتركة لحماية الأمن والاستقرار الإقليميين، ودعم جهود التنمية والازدهار لشعوب المنطقة.
كما ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي، بما يشمل تبادل الخبرات والتدريب، وتطوير الصناعات الدفاعية، والعمل المشترك في إطار التحالفات الإقليمية والدولية، بما يرسخ موقع البلدين كقوتين محوريتين في المنطقة.
حضر اللقاء من الجانب السعودي مستشار سمو وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات، الأستاذ هشام بن عبدالعزيز بن سيف، الذي رافق سمو الأمير خلال الزيارة الرسمية، تأكيدًا على أهمية الأبعاد الأمنية والاستخباراتية في العلاقات بين البلدين.
كما شارك في اللقاء عدد من كبار المسؤولين من الجانب الإماراتي، من بينهم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، بالإضافة إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، ومعالي علي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والدكتور أحمد مبارك المزروعي، رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية، ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي.
ويعكس هذا الحضور الرفيع من كلا الجانبين متانة العلاقات الثنائية وعمق التعاون المشترك في الملفات ذات الطابع السيادي والاستراتيجي، حيث تعد هذه اللقاءات جزءًا من التنسيق المستمر والمكثف بين القيادتين الشقيقتين.
تُعد العلاقات السعودية الإماراتية نموذجًا فريدًا للتكامل والتعاون في المنطقة العربية، حيث تجمع بين البلدين روابط تاريخية وثيقة وتوافق استراتيجي واسع في مختلف المجالات، وقد أسهمت اللقاءات المتكررة بين القيادات السياسية في البلدين في ترسيخ هذا المسار الثنائي، الذي أصبح ركيزةً للأمن والاستقرار الإقليمي.
ويستند هذا التعاون إلى رؤية موحدة تقوم على احترام السيادة، وتعزيز التنمية المستدامة، والتصدي المشترك للتحديات الإقليمية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل على دفع عجلة النمو في منطقة الخليج والعالم العربي.
على الصعيد الدفاعي، يشهد التعاون بين السعودية والإمارات تطورًا مستمرًا في مجالات التدريب العسكري المشترك، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتطوير القدرات الدفاعية، بما يتماشى مع التحديات المتغيرة في البيئة الإقليمية والدولية.
ويؤكد هذا التعاون حرص البلدين على بناء شراكات عسكرية قوية، تُسهم في حماية السيادة الوطنية، وتعزيز جاهزية القوات المسلحة، وضمان الاستجابة السريعة للمتغيرات الأمنية.
وفي ختام اللقاء، جدد سمو وزير الدفاع السعودي وفخامة رئيس دولة الإمارات تأكيدهما على أهمية وحدة الصف الخليجي، وضرورة تعزيز العمل الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يضمن استقرار المنطقة ومصالح شعوبها.
ويأتي هذا اللقاء في سياق سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى التي تعكس ديناميكية العلاقات السعودية الإماراتية، وتجسد حرص القيادتين على التشاور المستمر والتنسيق الدائم في سبيل تحقيق مصالح البلدين، وخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية.