فاجعة بحرية في إندونيسيا: مصرع 7 سياح وإصابة العشرات إثر غرق قارب قبالة سواحل بنغكولو

غرق قارب قبالة سواحل بنغكولو.
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

شهدت السواحل الغربية لإندونيسيا حادثًا مأساويًا مساء الأحد، حيث لقي سبعة سياح محليون مصرعهم وأُصيب 34 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، إثر غرق قارب سياحي خشبي كان يقل نحو 98 راكبًا، خلال رحلة بحرية من جزيرة تيكوس إلى مدينة بنغكولو، والحادث وقع في ظروف جوية سيئة تخللتها رياح عاتية وأمواج عالية، مما أعاق عمليات الإنقاذ وزاد من تعقيد الموقف.

وأكد رئيس مكتب البحث والإنقاذ في مقاطعة بنغكولو، مسليكون صديق، أن القارب المنكوب تعرض لعطل مفاجئ في المحرك أثناء عودته من الجزيرة، مما تسبب في فقدان السيطرة عليه، وانحرافه عن المسار المقرر، ليصطدم بصخرة مرجانية حادة، وأشار صديق إلى أن الاصطدام أدى إلى تسرب كميات كبيرة من المياه إلى داخل القارب، قبل أن يغرق بالكامل في غضون دقائق.
إقرأ ايضاً:لوائح جديدة للصحة المهنية والعقار والحرفيين عبر "استطلاع" بانتظار مرئياتكمصدمة في النصر: أوتافيو يفاجئ الإدارة بقرار حاسم ويكشف حقيقة "الارتباط" برونالدو

وأضاف المسؤول أن الحادث أسفر حتى الآن عن وفاة سبعة أشخاص، فيما جرى إنقاذ العشرات من الركاب، من بينهم 34 مصابًا نقلوا على وجه السرعة إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم، وأوضح أن المصابين يعانون من إصابات مختلفة تراوحت بين كسور، وحالات اختناق بسبب استنشاق المياه، وحالات صدمة نفسية نتيجة الموقف المرعب.

وتحدث مسؤولون في فرق الإنقاذ عن أن سوء الأحوال الجوية كان العامل الأبرز في صعوبة السيطرة على الحادث، حيث كانت الرياح تتجاوز سرعتها 40 كيلومترًا في الساعة، ترافقها أمواج تجاوز ارتفاعها 3 أمتار، وهذه الظروف تسببت في تعطل المحرك وتدهور الوضع بسرعة، ما أعاق مناورات طاقم القارب المكون من ستة أفراد، والذين حاولوا بجهود يائسة إنقاذ الركاب قبل أن تغمر المياه المركب بشكل كامل.

وبحسب شهود عيان من الناجين، فإن لحظة الاصطدام بالصخرة كانت شديدة العنف، حيث سُمع صوت ارتطام قوي تلاه ارتباك وذعر بين الركاب، الذين لم يتمكنوا من ارتداء سترات النجاة نظرًا لسرعة الأحداث، وقال أحد الركاب الذين تم إنقاذهم: "لم نكن مستعدين، فجأة سمعنا صوتًا عاليًا وشعرنا بأن القارب مال بشدة، ثم بدأ الماء يتدفق بسرعة إلى الداخل، كانت لحظات رعب حقيقي".

وفي ظل الغموض الذي يحيط ببعض تفاصيل الحادث، أعلنت السلطات الإندونيسية فتح تحقيق موسع لتحديد ملابسات ما جرى، لا سيما ما إذا كان هناك إهمال في إجراءات السلامة، أو تجاوز للطاقة الاستيعابية المسموح بها على متن القارب، كما سيتم فحص صلاحية القارب للإبحار في مثل هذه الظروف، ومراجعة سجلات الصيانة وسجلات رحلات الطاقم.

وفي هذا السياق، أشار مسؤولون محليون إلى وجود مخاوف من أن يكون القارب قد تجاوز عدد الركاب المسموح به، وهو أمر سيتم التحقق منه خلال التحقيقات، كما ستتطرق التحقيقات إلى مدى التزام شركة التشغيل بمعايير السلامة البحرية، وتدريب الطاقم على التعامل مع الأزمات.

ومن جانبها، أصدرت الحكومة الإندونيسية بيانًا أعربت فيه عن بالغ أسفها للحادث، وأكدت أنها تتابع الموقف عن كثب، وتقدم الدعم الكامل لأسر الضحايا والمصابين، كما أرسل وزير النقل فريقًا متخصصًا إلى موقع الحادث للإشراف على التحقيقات، ومراجعة الإجراءات البحرية في المنطقة.

وفي المقابل، شهدت منصات التواصل الاجتماعي في إندونيسيا تفاعلًا واسعًا مع الحادث، حيث عبّر عدد كبير من المستخدمين عن صدمتهم وتعازيهم لأسر الضحايا، مطالبين الحكومة بضرورة مراجعة إجراءات السلامة البحرية خاصة في المناطق السياحية، التي تشهد توافدًا كبيرًا من المواطنين والسياح.

ويعيد هذا الحادث الأليم إلى الواجهة المخاوف المتكررة بشأن معايير السلامة في السياحة البحرية داخل إندونيسيا، الدولة الأرخبيلية التي تعتمد بشكل كبير على النقل البحري الداخلي والسياحي، فقد شهدت البلاد خلال السنوات الماضية عددًا من الحوادث المشابهة، أبرزها غرق عبارة في بحيرة توبا عام 2018، والذي أسفر عن أكثر من 160 قتيلًا.

وبالرغم من الجهود الحكومية المبذولة لتحسين مستوى السلامة، وتطوير البنية التحتية للموانئ، فإن الحوادث البحرية ما تزال تتكرر نتيجة لعوامل تتراوح بين العوامل الطبيعية، وسوء الصيانة، والحمولات الزائدة، إضافة إلى ضعف الرقابة أحيانًا.

ومع استمرار عمليات البحث والتحقيق، يترقب الشارع الإندونيسي نتائج التحقيقات الرسمية التي قد تفضي إلى محاسبة المسؤولين عن القصور – إن وُجد – واتخاذ تدابير تمنع تكرار مثل هذه الكوارث، كما أن هذا الحادث يشكل دعوة جديدة لتسريع وتيرة الإصلاحات في قطاع النقل البحري والسياحي في البلاد، وضمان الالتزام الصارم بمعايير السلامة، خصوصًا في الرحلات السياحية التي تستقطب الآلاف سنويًا.

وبينما تستمر الجهود في موقع الحادث لانتشال ما تبقى من القارب، والبحث عن أي مفقودين محتملين، تبقى المأساة التي ضربت سواحل بنغكولو جرس إنذار قوي للسلطات والمعنيين بقطاع السياحة، بأن الأرواح أغلى من أي مكاسب اقتصادية، وأن إجراءات الوقاية والسلامة يجب أن تكون أولوية لا تقبل التهاون.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook