عاجل: مقتل قيادي كبير في ليبيا ومستجدات الاشتباكات في طرابلس

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس الإثنين، تصعيدًا خطيرًا بعد مقتل قيادي كبير يُدعى عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، في عملية اغتيال أثارت موجة من الاشتباكات المسلحة، وأفادت مصادر محلية بأن الككلي لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه في هجوم استهدف موكبه في إحدى ضواحي العاصمة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين فصائل مسلحة.
تسبب الحادث في حالة من الفوضى الأمنية، حيث انتشرت الدبابات والآليات العسكرية في شوارع طرابلس، وسط أصوات إطلاق نار كثيف ورشاشات ثقيلة، وأكد شهود عيان أن مناطق متفرقة من العاصمة، بما في ذلك أحياء سوق الجمعة وطريق الشط، شهدت تبادلًا للنيران بين مجموعات موالية للمجلس الرئاسي وأخرى تنتمي إلى فصائل منافسة، مما زاد من حالة الرعب بين السكان.
إقرأ ايضاً:خطوة مفاجئة: فرنسا تموّل مشاريع استراتيجية في الصحراء المغربيةاتفاق تاريخي بين واشنطن وبكين: خفض "كبير" في الرسوم الجمركية
أصدرت حكومة الوحدة الوطنية بيانًا مقتضبًا دعت فيه إلى ضبط النفس، مؤكدة أنها تعمل على احتواء الوضع، لكن البيان لم يوضح أسباب الاغتيال أو الجهة المسؤولة عنه، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث، وأضافت أن تعزيزات عسكرية قد أُرسلت إلى العاصمة للسيطرة على مقار جهاز دعم الاستقرار.
أعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات في جميع كلياتها حتى إشعار آخر، بسبب التوترات الأمنية، كما أوقفت حركة الطيران في مطار معيتيقة الدولي، حيث نقلت عدة شركات طيران طائراتها إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي، وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ بإجلاء عشرات العائلات من مناطق الاشتباكات، مع تقارير عن إصابات بين المدنيين.
دعت الأمم المتحدة، عبر بعثتها في ليبيا، إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرة من أن التصعيد يهدد حياة المدنيين ويعرقل جهود الاستقرار في البلاد، كما أعربت سفارات دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، عن قلقها العميق، مطالبة جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة الحوار.
يُذكر أن ليبيا تعاني من انقسام سياسي حاد منذ سنوات، حيث تتنافس حكومتان، إحداهما في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في الشرق بدعم من الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وتُعد هذه الاشتباكات الأحدث في سلسلة من التوترات التي تهدد بإعادة البلاد إلى مربع العنف.
أشار مراقبون إلى أن اغتيال الككلي قد يكون مرتبطًا بصراعات على النفوذ بين الفصائل المسلحة في طرابلس، خاصة مع وجود اختلافات في الولاءات بين المجموعات الموالية للمجلس الرئاسي وأخرى تدعم جهات منافسة، ويُخشى أن يؤدي الحادث إلى تصعيد أوسع في حال فشل الوساطات المحلية.
طالب المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بفتح تحقيق عاجل في الحادث، داعيًا إلى حل الخلافات بالطرق السلمية، فيما أكدت مصادر عسكرية أن تعليمات صدرت للجيش الليبي في المنطقة الغربية بالتقدم للسيطرة على مقار جهاز دعم الاستقرار، مما ينذر بمزيد من التوتر.
يعيش سكان طرابلس حالة من القلق، حيث أغلقت العديد من المتاجر أبوابها، وتوقفت الحركة في الشوارع الرئيسية، وتتزايد المخاوف من أن تتحول الاشتباكات إلى نزاع طويل الأمد، خاصة في ظل غياب قيادة موحدة للجماعات المسلحة.
تظل ليبيا على مفترق طرق، حيث يتطلب تحقيق الاستقرار جهودًا دولية ومحلية متضافرة لنزع فتيل الأزمة، ومع استمرار الاشتباكات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الأطراف الليبية من تجاوز هذه الأزمة، أم أن البلاد ماضية نحو دوامة جديدة من العنف؟