فرصة لا تعوض.. كلية المسجد النبوي تُعلن فتح باب التسجيل للعام الدراسي الجديد

كلية المسجد النبوي
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

في إعلان يترقبه بشغف طلاب العلم من شتى بقاع الأرض، فتحت كلية المسجد النبوي الشريف أبوابها لاستقبال طلبات التسجيل للعام الدراسي الجديد 1447هـ، في دعوة متجددة للنهل من معين صافٍ في رحاب أحد أطهر بقاع الأرض وأعرقها في تاريخ العلم والعلماء.

هذه ليست مجرد دعوة للالتحاق بمؤسسة تعليمية، بل هي فرصة للانضمام إلى إرث يمتد لأكثر من أربعة عشر قرنًا، حيث تعود حلقات العلم في المسجد النبوي إلى فجر الإسلام الأول، وتعتبر الكلية اليوم الامتداد المؤسسي الحديث لتلك المسيرة المباركة التي لم تنقطع على مر العصور.


إقرأ ايضاً:الأرصاد تُحذر من طقس الجمعة .. سحب رعدية ورياح نشطة تضرب عدد من مناطق المملكةكارثة محتملة تهدد أحلام الهلال في مونديال الأندية.. 6 نجوم في مهب الإيقاف!

وقد أوضحت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في إدارة الكلية، أن عملية التسجيل قد انطلقت رسميًا، داعية الراغبين في الانضمام إلى هذا الصرح العلمي الفريد إلى زيارة موقع الكلية الرسمي للاطلاع على كافة الشروط والمتطلبات اللازمة للقبول.

ومع توقعات بإقبال كثيف من الطلاب داخل المملكة وخارجها، نصحت إدارة الكلية المتقدمين بضرورة استكمال إجراءات التسجيل في أسرع وقت ممكن لضمان حجز مقاعدهم، في سباق محموم نحو فرصة لا تضاهيها فرصة أخرى في مسيرة طالب العلوم الشرعية.

إن ما يميز الدراسة في كلية المسجد النبوي هو البيئة التعليمية والروحانية الفريدة التي توفرها، فالطالب لا يدرس في قاعات جامعية تقليدية، بل يتلقى العلم في رحاب المسجد النبوي، حيث يمتزج صوت المحاضرات بصدى التاريخ، وتتجسد أمامه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في كل زاوية وركن.

وتقدم الكلية باقة متكاملة من البرامج التعليمية المتعمقة، التي ترتكز بشكل أساسي على العلوم الإسلامية الأصيلة واللغة العربية، وتشمل تخصصات دقيقة في القرآن الكريم وعلومه، والسنة النبوية ودراساتها، والفقه وأصوله، والعقيدة، وغيرها من العلوم التي تبني شخصية العالم الراسخ.

فالهدف هنا لا يقتصر على منح شهادة أكاديمية، بل يتعداه إلى تكوين جيل من العلماء والقادة والدعاة الذين يحملون فهمًا صحيحًا ووسطيًا للدين، وقادرين على خدمة مجتمعاتهم وأمتهم، ونشر رسالة الإسلام السمحة في كافة أنحاء العالم.

ويقوم على التدريس في هذا الصرح العلمي نخبة من كبار العلماء والمشايخ والأساتذة الجامعيين المتخصصين، الذين يمتلكون باعًا طويلًا وخبرة عميقة في مجالاتهم، مما يضمن للطلاب الحصول على تعليم عالي الجودة يجمع بين الأصالة في المنهج والمعاصرة في الطرح.

وتسعى الكلية بشكل دائم إلى تطوير مناهجها الدراسية لتواكب احتياجات العصر، وتعزز من قدرات طلابها على البحث العلمي والنقاش الموضوعي، وتسلحهم بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية المعاصرة، وليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعاتهم.

إن الجلوس في حلقات العلم بالمسجد النبوي هو حلم يراود قلوب الملايين، والكلية اليوم تفتح أبواب تحقيق هذا الحلم بشكل منظم وممنهج، لتوفر للطلاب من مختلف الجنسيات تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين التحصيل العلمي والارتقاء الروحي والسكينة النفسية.

وتعتبر كلية المسجد النبوي منارة علمية عالمية، يتخرج فيها طلاب يصبحون سفراء للعلم والمعرفة في بلدانهم، حاملين معهم ليس فقط المعلومات التي دونوها في دفاترهم، بل القيم والأخلاق والروحانية التي تشبعوا بها في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن قرار فتح باب التسجيل في كل عام هو تجديد للعهد بمواصلة رسالة المسجد النبوي التعليمية، وتأكيد على دوره المحوري كواحد من أهم مراكز الإشعاع العلمي والحضاري في تاريخ الإسلام، والذي ما زال يضيء الدرب لطلاب العلم حتى يومنا هذا.

فالكلية لا تخرج طلابًا فحسب، بل تصنع قادة ومصلحين، وتغرس في نفوس منتسبيها قيم التعلم المستمر والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ليكونوا خير خلف لخير سلف في حمل أمانة العلم وتبليغها للناس كافة.

وفي الختام، تبقى هذه الدعوة فرصة ثمينة لا تقدر بمال، للعيش في بيئة إيمانية فريدة، ومجاورة العلماء، والتفرغ لطلب العلم في أقدس البقاع، في رحلة لا تهدف إلى نيل شهادة دنيوية فحسب، بل إلى الفوز بالعلم النافع والعمل الصالح.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook