من أجل عيون المونديال.. لابورت يخطط للهروب من النصر والعودة إلى بيته القديم!

في منعطف حاسم قد يعيد رسم ملامح مسيرته الدولية، يقف المدافع الإسباني أيميريك لابورت، نجم نادي النصر، على أعتاب عودة عاطفية إلى بيته القديم، أتلتيك بلباو، في صفقة تتجاوز أبعادها الرياضية لتلامس أحلام المشاركة في كأس العالم 2026، التي قد تكون فرصته الأخيرة.
القصة التي بدأت تتكشف خيوطها في الإعلام الإسباني، تضع لابورت كهدف رئيسي وقطعة أساسية في مشروع المدرب إرنستو فالفيردي، الذي يستعد لخوض تحديات الموسم الجديد وعلى رأسها المشاركة في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يتطلب تدعيم خط الدفاع بقلب دفاع من الطراز العالمي.
إقرأ ايضاً:كارثة محتملة تهدد أحلام الهلال في مونديال الأندية.. 6 نجوم في مهب الإيقاف!قرارات حاسمة من "الحج والعمرة" توقف 4 شركات عمرة.. فماذا حدث؟
وبحسب ما أوردته إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، فإن فالفيردي يرى في لابورت القطعة الناقصة التي ستكتمل بها لوحته الدفاعية، فبالرغم من اعتماده على الثلاثي المتألق داني فيفيان، وأيتور باريديس، وييراي ألفاريز، إلا أن إضافة لاعب بخبرة وقيمة لابورت سترفع من صلابة الفريق بشكل كبير في مواجهة عمالقة أوروبا.
الشوق للعودة يبدو متبادلًا، حيث أكدت إذاعة "راديو بلباو" أن لابورت نفسه أبلغ دائرته المقربة برغبته الشديدة في مغادرة دوري روشن السعودي، والعودة للعمل مجددًا تحت قيادة فالفيردي، المدرب الذي يعرفه جيدًا ويثق في قدرته على إعادة أفضل نسخة منه إلى الملاعب.
هذه الرغبة الشخصية من اللاعب هي التي دفعت إدارة النادي الباسكي لبدء تحركاتها، فبالرغم من عدم وجود أي تواصل رسمي مع نادي النصر حتى هذه اللحظة، إلا أن المحادثات تجري على قدم وساق وبشكل مباشر مع اللاعب وممثليه، بهدف إقناعه بتفعيل الخطوة التالية.
الخطة التي يتبعها أتلتيك بلباو تعتمد على قيام لابورت بإبلاغ إدارة ناديه السعودي برغبته القاطعة في الرحيل، مستندًا إلى بند في عقده، يُعتقد أنه يسمح له بالانتقال إلى نادٍ أوروبي في آخر موسمين من عقده الممتد لأربع سنوات، بشرط وصول عرض مالي مناسب.
ويأتي هذا الحراك في وقت يدرك فيه لابورت أن استمراره في الملاعب السعودية قد يكلفه حلمه الأكبر، وهو استعادة مكانه في تشكيلة منتخب إسبانيا تحت قيادة المدرب لويس دي لا فوينتي، الذي يفضل الاعتماد على اللاعبين الناشطين في الدوريات الأوروبية الكبرى ذات النسق التنافسي المرتفع.
ومع اقتراب نهائيات كأس العالم 2026، يعلم المدافع المخضرم أن الوقت يداهمه، وأن العودة إلى الليغا والمشاركة في دوري أبطال أوروبا هي طوق النجاة الوحيد لمسيرته الدولية، والفرصة الأخيرة لإقناع دي لا فوينتي بأحقيته في أن يكون جزءًا من كتيبة "لاروخا" في المونديال.
لذلك، فإن عودة لابورت المحتملة إلى ملعب "سان ماميس" لا يمكن اعتبارها مجرد صفقة عادية، بل هي خطوة استراتيجية محسوبة من لاعب يضع طموحه الدولي فوق أي اعتبار مالي، ورغبة في إحياء مسيرته من بوابة النادي الذي شهد انطلاقته الحقيقية في عالم كرة القدم.
تجربته التي بدأت الصيف الماضي بالانتقال من مانشستر سيتي إلى النصر، ورغم كونها تجربة احترافية مهمة، إلا أنها لم تمنحه الإشباع الرياضي الذي كان يطمح إليه، خاصة على صعيد الحفاظ على مكانته كأحد أفضل المدافعين في القارة الأوروبية.
من المؤكد أن إتمام هذه الصفقة سيتطلب تضحية مالية من اللاعب، الذي سيضطر للتنازل عن جزء كبير من راتبه الضخم مع النصر، في مقابل الحصول على فرصة لا تقدر بثمن للعب على أعلى المستويات الأوروبية من جديد، وهو ما يؤكد على جدية رغبته في العودة.
نادي أتلتيك بلباو، المعروف بسياسته الفريدة في الاعتماد على اللاعبين من إقليم الباسك، يرى في لابورت ابنًا للنادي وفرصة نادرة لتدعيم صفوفه بلاعب من الطراز الرفيع يتوافق مع فلسفته، وهو ما يجعلهم على استعداد لبذل كل الجهد الممكن لإتمام الصفقة.
وبينما ينتظر جمهور النادي الباسكي تطورات هذه القصة بشغف، يترقب الشارع الرياضي الإسباني ما إذا كان لابورت سينجح في العودة إلى دائرة الضوء، وتقديم نفسه كخيار قوي لمنتخب بلاده قبل الحدث الكروي الأهم على الإطلاق.
في النهاية، تبدو قصة لابورت كفصل من فصول كرة القدم الحديثة، حيث يصطدم بريق المال وقوة الدوريات الصاعدة، بحلم المجد الدولي والرغبة في تمثيل الوطن، ليبقى القرار الأخير في يد اللاعب نفسه، الذي يبدو أنه قد حسم أمره بالفعل.