جوكر النصر على رادار الهلال .. شرط جزائي خرافي يعرقل الصفقة!

في مفاجأة غير متوقعة، اصطدمت رغبة نادي النصر في إنهاء ارتباطه بلاعبه الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش بعقبة قانونية معقدة في العقد الذي يربطه بالنادي، مما أدى إلى تجميد قرار كان من المقرر تنفيذه قبل أيام فقط. فقد تدخلت إدارة النادي لإيقاف مخالصته المالية، التي كانت ستكلف النادي 9 ملايين يورو فقط، بناءً على بند جزائي في العقد أصبح الآن لاغيًا مع دخول شهر يوليو، الأمر الذي فجّر أزمة جديدة قد تؤثر على خطط النادي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
وكان المدير الرياضي الإسباني فيرناندو هييرو قد أوصى بإنهاء عقد بروزوفيتش قبل نهاية يونيو، تفاديًا للدخول في التزامات مالية أكبر، مستندًا إلى بند يسمح بفسخ العقد مقابل مبلغ محدد، لكن تأخر الحسم لأيام معدودة جعل ذلك الخيار يسقط تلقائيًا، مما فرض واقعًا جديدًا على إدارة النصر، وأدخل ملف اللاعب في دوامة معقدة قانونيًا وماليًا.
إقرأ ايضاً:الحلم أصبح حقيقة.. الكشف عن موعد نهائي لإطلاق فيزا "الشنغن الخليجي" قريبًا جداالتأمينات السعودية تُفاجئ الموظفين: يمكنك العمل بأكثر من وظيفة بشرط واحد فقط!"
وبحسب ما أوردته صحيفة "الرياضية"، فإن البند الذي يسمح بالمخالصة المالية قد انتهى بمجرد حلول الأول من يوليو، ليحلّ محله بند آخر يلزم أي طرف يرغب في فسخ العقد بدفع مبلغ ضخم يصل إلى 30 مليون يورو، وهو ما يمثل إجمالي الرواتب المتبقية للاعب في عقده الممتد حتى يونيو 2026، مما يعني أن خطوة إنهاء التعاقد لم تعد ممكنة بسهولة.
ويبدو أن إدارة النصر باتت أمام خيارين أحلاهما مر، فإما الإبقاء على بروزوفيتش في الفريق لموسم إضافي رغم التوجه الفني للتغيير، أو البحث عن مخرج قانوني يخفف العبء المالي الثقيل، في ظل استمرار مفاوضات داخلية لدراسة جدوى استمرار اللاعب أو استبداله بمحور جديد أكثر انسجامًا مع متطلبات المرحلة المقبلة.
وارتبط اسم اللاعب الكرواتي المخضرم بالانتقال إلى نادي الهلال مؤخرًا، حيث كشفت تقارير صحفية أن بروزوفيتش أبدى رغبة باللعب مجددًا تحت قيادة مدربه السابق في إنتر ميلان، الإيطالي سيموني إنزاجي، مما يعزز من احتمالية أن يكون الهلال الوجهة المقبلة له، في حال تم التوصل إلى صيغة مرضية لإنهاء عقده مع النصر.
ومع تأزم الوضع القانوني المحيط بعقد بروزوفيتش، فإن صفقة انتقاله إلى الهلال، التي بدت سهلة قبل أسابيع، تحوّلت إلى ملف معقّد قد يتطلب تدخلات قانونية دقيقة ومفاوضات شاقة بين الأطراف الثلاثة، خصوصًا أن الهلال لن يكون مستعدًا لتحمل مبالغ ضخمة مقابل لاعب في نهاية مسيرته الاحترافية، مهما كانت إمكانياته.
ويُعد بروزوفيتش من أبرز اللاعبين في مركز الوسط المحوري، حيث يمتلك خبرة دولية كبيرة، ويتميز برؤية تكتيكية عالية ودقة في التمريرات، وقد خاض مع النصر 70 مباراة منذ انضمامه في صيف 2023 قادمًا من نادي إنتر ميلان الإيطالي، سجل خلالها 6 أهداف، وقدم 15 تمريرة حاسمة، وأثبت خلالها قيمته في خط الوسط رغم بعض التذبذب في الأداء.
ويُذكر أن عقد بروزوفيتش مع النصر يمتد لثلاث سنوات، تنتهي في يونيو 2026، وقد كانت إدارة النادي تأمل في إنهاء العلاقة التعاقدية مبكرًا لتقليص النفقات وفتح المجال أمام صفقات جديدة، خاصة في ظل التوجه لإعادة بناء الفريق مع اقتراب موسم جديد يتطلب تعزيز بعض المراكز الحيوية.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس للنصر، الذي يسعى لتجهيز فريقه للمنافسة القوية محليًا وآسيويًا، ويحتاج إلى مرونة مالية أكبر في سوق الانتقالات، غير أن التزامات العقود الثقيلة مع بعض النجوم قد تعيق تنفيذ خطط الإدارة الفنية.
ويبدو أن إدارة النصر لم تكن تتوقع أن يُبقي تأخير المخالصة لبضعة أيام اللاعب داخل النادي لموسم إضافي، مما فتح باب التساؤلات حول إدارة العقود وملفات اللاعبين، في وقت تتسابق فيه الأندية السعودية الكبرى لتدعيم صفوفها بنجوم عالميين.
وفي ظل استمرار الغموض بشأن مستقبل بروزوفيتش، فإن الأيام المقبلة ستشهد على الأرجح جولات جديدة من المفاوضات، سواء مع اللاعب أو مع أندية مهتمة بضمه، مع ترقب جماهيري واسع لما ستؤول إليه الأمور، خاصة من جماهير الهلال التي أبدت حماسة واضحة لاحتمال ضمه إلى كتيبة الأزرق.
وتعتبر صفقة بروزوفيتش واحدة من أكثر الصفقات التي أثارت جدلاً في الميركاتو الصيفي الجاري، نظرًا لطبيعة اللاعب الفنية والتكتيكية، وارتباطه السابق بنجاحات عديدة مع إنتر ميلان، إضافة إلى حضوره اللافت مع منتخب كرواتيا في السنوات الماضية، مما يجعله هدفًا مغريًا لأي فريق يبحث عن خبرة وسط الميدان.
ومن جانبها، لم تصدر إدارة النصر أي بيان رسمي حتى الآن حول مصير بروزوفيتش، فيما تحفظ اللاعب على التعليق على الموضوع، مكتفيًا بمواصلة التدريبات مع الفريق لحين حسم الملف بشكل نهائي، وسط تكهنات تشير إلى أن القرار سيحسم قبل نهاية فترة الانتقالات الحالية.
وتأتي هذه الأزمة لتسلّط الضوء على أهمية إدارة عقود اللاعبين بدقة واحترافية، خاصة في الأندية التي تضم نجوما عالميين برواتب مرتفعة، إذ قد تتحول ثغرة بسيطة في بند تعاقدي إلى عقبة مالية ضخمة تعرقل خطط الأندية في السوق الكروي.
وتبقى الأنظار متجهة نحو ما ستسفر عنه تحركات إدارة النصر في الأيام المقبلة، وهل ستنجح في تخفيض الشرط الجزائي أو التوصل إلى تسوية مالية مع اللاعب، أم سيكون بروزوفيتش مضطرًا للبقاء رغم تراجع الرغبة في استمراره ضمن التشكيلة الأساسية.
وفي ظل التنافس القوي بين الهلال والنصر على استقطاب النجوم العالميين، فإن انتقال لاعب بحجم بروزوفيتش من أحدهما إلى الآخر سيحمل أبعادًا فنية وإعلامية وجماهيرية لا يمكن تجاهلها، ما يجعل هذا الملف من أكثر الملفات الساخنة في موسم الانتقالات.