الأرصاد السعودية تحذر .. رياح وأتربة وأمطار تضرب 8 مناطق اليوم

تشهد المملكة العربية السعودية اليوم الخميس حالة جوية غير مستقرة تشمل عدداً من المناطق والمحافظات، حيث أصدر المركز الوطني للأرصاد سلسلة من التنبيهات المتقدمة، وسط أجواء متقلبة اتسمت بنشاط الرياح المثيرة للأتربة، وهطول أمطار خفيفة، وعوالق ترابية أثّرت بشكل مباشر على مدى الرؤية الأفقية في عدد من المواقع الحيوية.
وتنوعت التحذيرات بين إنذارات من الرياح النشطة التي تصل سرعتها إلى مستويات عالية، وتنبيهات من أمطار رعدية خفيفة متفرقة، وأجواء مغبرة تهدد بتدني الرؤية الأفقية إلى مستويات حرجة، وسط متابعة حثيثة من الجهات المختصة لأي تطورات مفاجئة قد تطرأ خلال الساعات المقبلة.
إقرأ ايضاً:الهلال يستعيد نجومه قبل معركة فلومينينسي في كأس العالم للأنديةإعلان عاجل من لجنة إسكان الحجاج .. بدء إصدار التصاريح لموسم حج 1447هـ
ففي الجنوب، كانت منطقة عسير من أبرز المناطق المتأثرة، حيث شملت التقلبات المناخية مدن أبها، أحد رفيدة، خميس مشيط، وسراة عبيدة، التي شهدت أمطارًا خفيفة مصحوبة برياح قوية وصواعق رعدية متفرقة، تسببت في انخفاض ملحوظ في مدى الرؤية، واستمرت هذه الحالة حتى الساعة السابعة مساءً بحسب توقعات الأرصاد.
كما تأثرت أجزاء أخرى من عسير، مثل بيشة وتثليث وطريب والعرين والأمواه، بعواصف ترابية أثارتها الرياح النشطة، ما أدى إلى تدني مدى الرؤية إلى مستويات تتراوح بين 3 و5 كيلومترات، وهو ما دفع الجهات المحلية إلى إصدار تنبيهات لقائدي المركبات وسكان المنطقة لأخذ الحيطة والحذر أثناء التنقل.
أما منطقة جازان، فقد شهدت استمرارًا في تساقط الأمطار الخفيفة، خاصة على محافظات الحرث، الدائر، الريث، العارضة، العيدابي، فيفا، وهروب، وترافقت هذه الأمطار مع رياح نشطة وصواعق رعدية، مما زاد من تأثر الحالة الجوية بشكل بصري وملموس حتى مغرب هذا اليوم.
وفي نجران، بدت الأجواء أكثر تعقيدًا، إذ اجتمعت الرياح النشطة المثيرة للأتربة مع زخات متفرقة من الأمطار، خصوصًا في كل من بدر الجنوب، يدمة، حبونا، نجران، وشرورة، حيث تراجعت الرؤية الأفقية إلى أقل من 3 كيلومترات في بعض المواقع، مما جعل القيادة على الطرق الخارجية محفوفة بالمخاطر.
ومن جانبها، تأثرت منطقة مكة المكرمة بموجة من الرياح النشطة التي شملت محافظات القنفذة، الليث، والطائف، وقد وصلت سرعة الرياح إلى قرابة 49 كيلومترًا في الساعة، مسببةً أتربة مثارة خفّضت من وضوح الرؤية إلى مستويات أقل من المعتاد، مما دعا إلى اتخاذ إجراءات احترازية لتأمين السلامة العامة.
كما سادت أجواء محمّلة بالعوالق الترابية على محافظات مثل الخرمة والمويه وتربة وزنية، التي شهدت انخفاضًا في مستوى الرؤية الأفقية إلى نحو 3 كيلومترات، وهو ما يُعد من العلامات الواضحة على تأثير الرياح السطحية وتغير الضغط الجوي خلال ساعات النهار.
وامتد تأثير العاصفة الترابية إلى المنطقة الشرقية، حيث شملت التحذيرات مناطق واسعة من حفر الباطن والخفجي وقرية العليا، مرورًا ببقيق والعديد ووصولًا إلى الأحساء، والتي عانت من شبه انعدام في مدى الرؤية بسبب الكثافة العالية للأتربة في الأجواء، بالتزامن مع إطلاق درجة إنذار برتقالي في بعض المواقع.
ولم تكن العاصمة الرياض بمنأى عن هذه التقلبات، إذ شهدت بعض محافظاتها مثل القويعية والرين وعفيف نشاطًا ملحوظًا في حركة الرياح المثيرة للأتربة، مما انعكس مباشرة على تراجع مدى الرؤية إلى ما بين 3 و5 كيلومترات، وسط توقعات باستمرار التأثيرات حتى ساعات المساء.
كما شملت حالة التقلب الجوي منطقة الجوف، حيث تأثرت مدن دومة الجندل وسكاكا والقريات وطبرجل برياح سطحية نشطة أثارت الأتربة والغبار، مما تسبب في انخفاض تدريجي في الرؤية خلال النهار، لاسيما على الطرق المفتوحة والمناطق الصحراوية القريبة.
وتكرر المشهد ذاته في منطقة الحدود الشمالية، لاسيما في عرعر وطريف والعويقيلة ورفحاء، التي شهدت بدورها نشاطًا قويًا في الرياح المثيرة للأتربة، مصحوبة بانخفاض واضح في الرؤية إلى أقل من 5 كيلومترات، مما استدعى تدخل الجهات الأمنية والمرورية لتنظيم الحركة وتأمين المواقع الحساسة.
وفي ضوء هذه الأوضاع الجوية المتقلبة، أوصى المركز الوطني للأرصاد المواطنين والمقيمين بضرورة متابعة نشراته الجوية، وعدم التهاون في اتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة، خصوصًا في المناطق التي تشهد اضطرابات شديدة في الطقس.
وشددت الهيئة العامة للأرصاد على أهمية تجنّب الأنشطة الخارجية في الأوقات الحرجة، خاصة لكبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي، الذين قد يتأثرون سلبًا من العوالق الترابية وانخفاض جودة الهواء في المناطق المتأثرة.
وتواصل الجهات المعنية، بالتنسيق مع الدفاع المدني والفرق الميدانية، مراقبة الأحوال الجوية بشكل مستمر، استعدادًا لأي تطورات قد تطرأ خلال الساعات المقبلة، وذلك لضمان السلامة العامة وتقليل المخاطر المحتملة.
وتأتي هذه الحالة الجوية استمرارًا لسلسلة من التقلبات الموسمية التي تشهدها المملكة خلال فصل الصيف، حيث تتكرّر حالات الرياح النشطة والعوالق الترابية نتيجة التغيرات المناخية والضغط الجوي السطحي في مناطق عدة من البلاد.
يُذكر أن المركز الوطني للأرصاد يفعّل في مثل هذه الحالات عدة درجات من الإنذارات تبدأ من التنبيه وتنتهي بمرحلة التحذير القصوى، بحسب شدة الحالة ومدى تأثيرها المتوقع على الحياة اليومية للسكان والمنشآت.
وتُعد هذه التنبيهات أداة فعالة للحد من المخاطر، حيث تساعد في توجيه السكان والمسؤولين على حد سواء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية الطارئة، وتعزيز الوعي العام تجاه ظواهر الطقس المتطرفة.