"صفقة مفاجئة".. عبدالرزاق حمدالله يصل إلى أورلاندو للانضمام لتدريبات الهلال في المونديال

وصل المغربي عبدالرزاق حمدالله إلى فندق ذا سيليستي، مقر إقامة بعثة نادي الهلال في مدينة أورلاندو الأمريكية، وسط أجواء من الترحيب والحماس من زملائه وأفراد الطاقم الفني، وذلك استعدادًا للانضمام رسميًا إلى تدريبات الفريق، في خطوة تعكس جدية الهلال في تعزيز خط هجومه قبل خوض التحديات القادمة، خصوصًا على المستوى الدولي.
وكان فهد المفرج، المدير التنفيذي لكرة القدم في نادي الهلال، قد غادر معسكر الفريق صباح اليوم في لفتة تؤكد أهمية الصفقة الجديدة، حيث استقبل اللاعب شخصيًا لدى وصوله إلى مطار أورلاندو، قبل أن يرافقه إلى مقر البعثة، ليضمن انخراطه السريع في الأجواء العامة للفريق، ويهيئه نفسيًا للانطلاق في التدريبات.
إقرأ ايضاً:تطورات تزلزل الميركاتو.. النصر يضع "شرط تعجيزي" أمام الهلال لضم نجمهانتعاش الأسواق.. بنك الرياض يعلن عن خطوة مالية "جريئة" بالدولار
وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص إدارة الهلال على إنهاء جميع الترتيبات الإدارية واللوجستية بأعلى درجات الاحترافية، لضمان تركيز اللاعب على الجانب الفني، وتسهيل انسجامه مع المجموعة، إذ يراهن الجهاز الفني على قدرات حمدالله التهديفية وخبرته الكبيرة في الملاعب السعودية والدولية.
يذكر أن نادي الهلال كان قد أتم صفقة استعارة المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله قادمًا من نادي الشباب بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم، في صفقة وصفها كثيرون بالذكية، نظرًا لحاجة الفريق إلى رأس حربة صريح قادر على حسم المباريات الكبرى، ورفع الفاعلية الهجومية خاصة في ظل ضغط المباريات.
ويُنظر إلى انضمام حمدالله باعتباره إضافة نوعية لخط الهجوم الأزرق، حيث يمتاز بقدرة استثنائية على إنهاء الهجمات والتسجيل من أنصاف الفرص، فضلًا عن شخصيته القوية داخل الملعب، وخبرته الطويلة في الدوري السعودي التي تجعله منسجمًا بشكل فوري مع أجواء المنافسات المحلية والقارية.
وجاء هذا التحرك من إدارة الهلال استباقيًا قبل انطلاق المواجهات المرتقبة في كأس العالم للأندية 2025، حيث يسعى النادي إلى تقديم مستوى يليق باسمه وتاريخه، ويضمن منافسة حقيقية أمام كبار أندية العالم، وهو ما تطلب تعزيز الصفوف بعناصر حاسمة يمكنها صناعة الفارق في المباريات المصيرية.
ويستعد الهلال لمواجهة نارية أمام فلومينينسي البرازيلي يوم الجمعة المقبل، في مباراة يتوقع أن تكون حماسية وصعبة، نظرًا لقوة الفريق البرازيلي وأسلوبه الهجومي السريع، ما يجعل وجود مهاجم بقيمة حمدالله مكسبًا استراتيجيًا للفريق الأزرق، خاصة في حال دخول المباراة إلى سيناريوهات معقدة.
وأشارت مصادر مقربة من الجهاز الفني إلى أن المدرب يعتزم إشراك حمدالله تدريجيًا في الحصص التدريبية، مع التركيز على الجوانب البدنية والتكتيكية، لضمان جاهزيته الكاملة قبل خوض المواجهات الرسمية، في وقت يراهن فيه الجهاز على استثمار الأيام القليلة المتبقية لتحقيق أعلى درجات التجانس.
ويُنتظر أن يشكل حمدالله ثنائيًا خطيرًا مع المهاجمين الحاليين، في تركيبة هجومية مرنة تمنح المدرب خيارات متنوعة، ما يسهم في فتح المساحات أمام لاعبي الوسط، ورفع معدلات التسجيل، وهي نقطة كانت محل نقاشات واسعة في الجهاز الفني بعد رصد بعض المشاكل الهجومية في المباريات الأخيرة.
ويُذكر أن حمدالله يمتلك سجلًا تهديفيًا مميزًا في الدوري السعودي، حيث سبق له أن توج بلقب الهداف لعدة مواسم، كما أظهر قدرة على التأقلم السريع مع خطط المدربين المختلفة، وهو عامل مهم للهلال في ظل تنوع أساليب اللعب التي يطبقها الفريق محليًا وقاريًا.
وحرصت إدارة الهلال على استكمال إجراءات تسجيل اللاعب بشكل عاجل، بما في ذلك إنهاء الفحوصات الطبية والورقية، لضمان قيده في قائمة كأس العالم للأندية 2025، وهي خطوة أظهرت الاحترافية العالية والتخطيط المسبق الذي يميز إدارة فهد بن نافل في مثل هذه الملفات.
ويأتي هذا التحرك في ظل طموحات جماهيرية كبيرة، حيث ينتظر عشاق الهلال رؤية فريقهم يكتب فصلًا جديدًا في تاريخه من بوابة مونديال الأندية، بعد مشاركات سابقة مشرفة، فيما تؤكد إدارة النادي أن هدفها هو المنافسة على اللقب وليس مجرد الحضور، وهو ما يبرر هذه التعاقدات المدروسة.
كما يرى مراقبون أن التعاقد مع حمدالله بنظام الإعارة يعكس واقعية إدارية ومرونة مالية، حيث يتيح للنادي تقييم التجربة في نهاية الموسم دون أعباء طويلة الأمد، فضلًا عن توفير خيار شراء محتمل إذا أثبت اللاعب تألقه مجددًا وقدم الإضافة المرجوة في المسابقات الكبرى.
ويتوقع أن يحظى وصول حمدالله بتغطية إعلامية واسعة، خصوصًا في ظل شعبيته الكبيرة وخبرته السابقة في الملاعب السعودية، إلى جانب طبيعة المنافسة بين الأندية الكبرى على استقطاب أفضل اللاعبين، ما يضفي على الصفقة أبعادًا جماهيرية وتسويقية مهمة للنادي.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت تكهنات واسعة حول وجهة حمدالله القادمة بعد خروجه من حسابات الشباب، قبل أن يحسم الهلال الموقف بحسم سريع وهادئ، مستفيدًا من العلاقات الجيدة بين الإدارتين، ومن رغبة اللاعب نفسه في خوض تحد جديد مع فريق بطولات وجماهيرية واسعة.
ومن جانبه عبّر حمدالله في تصريحات مقتضبة عن سعادته بالانضمام إلى الهلال، مؤكدًا استعداده لتقديم كل ما لديه ومساعدة الفريق على تحقيق أهدافه، مضيفًا أنه يعرف جيدًا قيمة الهلال وتاريخه، وأنه متحمس لرد الجميل على الثقة التي منحته إياها الإدارة والجماهير.
وتعكس هذه الخطوة فلسفة الهلال في تدعيم الفريق بأسماء ذات خبرة وثقل فني، ضمن خطة طويلة الأمد تهدف إلى بناء فريق متكامل وقادر على المنافسة محليًا وآسيويًا وعالميًا، في ظل التحديات المتزايدة وتطلعات الجماهير التي لا ترضى إلا بالذهب.
وبهذا التعاقد يواصل الهلال سياسته القائمة على المزج بين النجوم الدوليين واللاعبين المحليين المميزين، في سبيل صناعة فريق متوازن وقادر على تلبية طموحات الإدارة والجماهير، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر مطلعة أن باب التعاقدات قد يظل مفتوحًا لمزيد من التعزيزات في الفترة القادمة.