تصريح ناري من رينارد بعد فوز الهلال على بطل أوروبا .. ويكشف سر خيسوس
في تصريح اعتبره الكثيرون مفاجئًا ومثيرًا للجدل، أشاد الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، بالمستويات اللافتة التي قدمها نادي الهلال السعودي في بطولة كأس العالم للأندية، التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية حتى الثالث عشر من شهر يوليو الجاري.
وجاءت تصريحات رينارد عقب تأهل الهلال إلى الدور ربع النهائي من البطولة، بعد انتصار مثير على بطل أوروبا مانشستر سيتي بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة، في مواجهة درامية جرت فجر أمس وشهدت إثارة كبيرة من كلا الفريقين.
إقرأ ايضاً:القيمة السوقية لـ"تاسي" تقترب من 9.2 تريليون ريال.. وأسهم 120 شركة تهبطهل تدفع بيانات الوظائف مجلس الفيدرالي نحو خفض الفائدة قريبًا؟
واعتبر المدرب الفرنسي أن ما قدمه الهلال في هذه المباراة لم يكن مفاجئًا له على الإطلاق، مؤكدًا أن الهلال نادٍ كبير بما يكفي ليقدم هذا الأداء، بل ويرتقي إلى مستوى الأندية الأوروبية العريقة، سواء على المستوى الفني أو التكتيكي.
وأوضح رينارد في تصريحاته لصحيفة "لوبارزيان" الفرنسية، أن التألق الذي يعيشه الهلال في البطولة الحالية ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج عمل طويل وبنية فنية متماسكة، تم وضعها بشكل تدريجي ومنهجي من قبل مدربين كبار مروا على الفريق خلال السنوات الأخيرة.
وأشار رينارد إلى الدور البارز للمدرب البرتغالي جورجي خيسوس، مؤكدًا أن الأخير وضع أسسًا فنية وتكتيكية صلبة للفريق، مما جعل الهلال قادرًا على مجاراة بل والتفوق على أندية من العيار الثقيل، مثل مانشستر سيتي، في محافل دولية كبرى.
وبحسب رينارد، فإن المدرب الحالي للهلال، الإيطالي سيموني إنزاجي، اعتمد في بداية اللقاء على نفس النهج الذي رسمه خيسوس خلال فترته مع الفريق، قبل أن يُدخل بعض التعديلات في الشوط الثاني تتناسب مع طبيعة المباراة وسير مجرياتها، ما ساعد الهلال على حسم اللقاء لصالحه.
وشدد مدرب المنتخب السعودي على أن الهلال يمتلك كافة المقومات التي تؤهله للعب في أكبر الدوريات الأوروبية، من حيث جودة اللاعبين المحليين والأجانب، والتنظيم الإداري، والدعم الجماهيري الكبير، إضافة إلى الخلفية الفنية التي تجعل منه فريقًا عالميًا بامتياز.
وأكد رينارد أن فوز الهلال على مانشستر سيتي يعكس مستوى التقدم الذي وصلت إليه الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، لا سيما في ظل التوجه العام نحو تطوير الدوري السعودي وجذب الأسماء الكبيرة من اللاعبين والمدربين.
واستشهد رينارد بفوز الهلال على مانشستر سيتي ليعقد مقارنة مثيرة بين هذا الانتصار، والانتصار التاريخي للمنتخب السعودي على الأرجنتين في كأس العالم 2022، والذي كان آنذاك تحت قيادته الفنية، معتبرًا أن الحالتين تشتركان في الحماسة والروح القتالية والتكتيك الذكي.
وقال المدرب الفرنسي إن ما يحققه الهلال اليوم هو ثمرة لجهد جماعي ممتد، يبدأ من الإدارة، ويمر بالجهاز الفني، ولا ينتهي عند اللاعبين فقط، بل يشمل أيضًا الجماهير التي لا تتوانى في تقديم الدعم اللا مشروط للفريق في مختلف المناسبات.
وأشار رينارد إلى أن ما يقدمه الهلال لا يجب أن يُفاجئ المتابعين، فالفريق يمتلك تاريخًا حافلًا بالإنجازات القارية والدولية، وله تجارب سابقة مشرفة في بطولات كأس العالم للأندية، جعلته من الأسماء الثابتة على الساحة العالمية.
وأضاف أن وجود عدد من اللاعبين الدوليين في صفوف الهلال، سواء من المنتخب السعودي أو من الخارج، ساعد في رفع المستوى العام للفريق، وأضفى عليه تنوعًا تكتيكيًا فريدًا قلما يتوافر في الأندية الآسيوية.
واعتبر رينارد أن تجربة الهلال في البطولة الحالية ستكون مصدر إلهام للعديد من الأندية السعودية والعربية، مؤكدًا أن تحقيق الانتصارات على الأندية الأوروبية القوية لم يعد حلمًا بعيد المنال، بل بات ممكنًا إذا توافرت المنظومة الصحيحة.
وأوضح أن ما ينقص الأندية العربية عمومًا هو الاستمرارية في العمل، والاعتماد على خطط طويلة المدى، وليس فقط البحث عن الانتصارات المؤقتة، مشيرًا إلى أن الهلال يقدم نموذجًا متكاملًا للفريق الذي يخطط للمستقبل دون أن يغفل عن الحاضر.
وشدد على أهمية وجود مدربين ذوي خبرة وحنكة في الأندية العربية، كما هو الحال مع الهلال، معتبرًا أن التراكم الفني والمعرفي هو الذي يُثمر عن نتائج مبهرة كالتي تحققت أمام مانشستر سيتي.
وختم رينارد تصريحاته بالتأكيد على أن الهلال يمثل واجهة مشرفة للكرة السعودية في المحافل الدولية، وأن تألقه في كأس العالم للأندية يعكس حجم العمل والجهد المبذول من مختلف الجهات المعنية بالرياضة في المملكة.
والجدير بالذكر أن نادي الهلال كان قد نجح في تسجيل أربعة أهداف أمام مانشستر سيتي، بطل دوري أبطال أوروبا، في مباراة شهدت تألقًا لافتًا من جانب لاعبيه، مما منحه بطاقة العبور إلى ربع النهائي وسط احتفاء جماهيري واسع.
وسلط الحدث الضوء مجددًا على مكانة الكرة السعودية التي تشهد تطورًا متسارعًا في ظل الدعم الكبير من القيادة الرياضية، والتوجه الاستراتيجي نحو التحول إلى وجهة رياضية عالمية تحت رؤية المملكة 2030.