أين ذهب الزحام؟ حالة "انسيابية تامة" على طريق الملك عبدالله تثير دهشة السائقين

طريق الملك عبد الله بلا ازدحام
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

شهد طريق الملك عبد الله في مدينة جدة صباح اليوم حالة من الانسيابية التامة في الحركة المرورية، في مشهد نادر اعتبره كثير من السائقين مؤشراً إيجابياً على التحسن الملحوظ في إدارة الطرق الحيوية داخل المدينة، وقد لوحظ غياب شبه تام للاختناقات أو الازدحامات التي كانت تُسجَّل في فترات مشابهة، مما جعل التنقل أكثر سلاسة وأقل استنزافًا للوقت والجهد.

وساهمت الجهود التنظيمية المكثفة التي قادتها الجهات المختصة، من فرق ميدانية وإشراف مباشر من الإدارة العامة للمرور، في ضمان انسياب حركة المركبات على الطريق بشكل ملحوظ، مما أسهم في اختصار الوقت المستغرق للوصول إلى الوجهات اليومية للمواطنين والمقيمين.


إقرأ ايضاً:الجوازات السعودية تطلق "ختم كأس العالم للرياضات الإلكترونية" حصريا في مطار الملك خالدبعد الفوز على السيتي.. موعد مباراة الهلال أمام فلومينينسي في مونديال الأندية

ويُعد طريق الملك عبد الله واحدًا من الشرايين الأساسية في مدينة جدة، إذ يربط بين عدد من المناطق الحيوية والمراكز التجارية والاقتصادية، كما يستخدمه عشرات الآلاف من السائقين يوميًا في تنقلاتهم داخل المدينة، مما يجعل أداءه المروري معيارًا حقيقيًا لجودة البنية التحتية وتكامل الخدمات المرورية.

وبحسب إفادات عدد من السائقين الذين تحدثوا للصحفيين في مواقع مختلفة من الطريق، فإنهم لاحظوا تحسنًا كبيرًا في تدفق المركبات مقارنة بالأيام الماضية، كما أشار البعض إلى أن المسافة التي كانت تستغرق نحو نصف ساعة تم قطعها اليوم في أقل من 10 دقائق، وهو فارق يصفه كثيرون بأنه فارق نوعي لا يمكن تجاهله.

ويرى مختصون في شؤون النقل أن هذه الانسيابية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة خطط مدروسة وضعتها الجهات المعنية سابقًا بالتعاون مع عدد من الجهات التنفيذية، وبدأت ثمارها تظهر بشكل فعلي على أرض الواقع، خاصة في الطرق ذات الكثافة المرورية العالية.

وقد تم دعم الطريق خلال الفترة الماضية بعدد من عناصر المرور الثابتة والمتنقلة، إلى جانب تعزيز وجود الكاميرات الذكية وتقنيات مراقبة الحركة الآلية التي تُمكّن من التدخل السريع في حال حدوث أي طارئ، مما يقلل من احتمالية تفاقم الحوادث أو العرقلة.

كما خضعت بعض التقاطعات القريبة من الطريق إلى تحسينات هندسية في الأشهر الماضية، تضمنت إعادة برمجة الإشارات الضوئية وتوسيع بعض المخارج الحيوية، في خطوة تهدف إلى توزيع الضغط المروري وتقليل التداخل بين المسارات الرئيسية والفرعية.

ويؤكد بعض المراقبين أن الأثر النفسي لهذا الانسياب المروري لا يقل أهمية عن الأثر المادي والزمني، إذ إن الشعور بالسلاسة أثناء القيادة يقلل من التوتر ويُحسِّن من تجربة المستخدم في المدينة، خاصة في الفترات الصباحية التي تشهد ذروة التنقلات.

واللافت في هذا المشهد المروري هو توافقه مع ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار، وهو ما يُظهر قدرة الفرق الميدانية على الأداء الفعال تحت ظروف مناخية صعبة، ويعكس التزامهم بتطبيق الخطط المرورية دون تأثر بمشاق العمل الميداني.

وتتطلع الجهات المختصة إلى تكرار هذا المستوى من الانسيابية في مواقع مرورية أخرى، حيث وضعت عدة برامج تجريبية لتقييم نجاح خطة طريق الملك عبد الله ونقل تجربتها إلى طرق رئيسية أخرى تعاني من كثافة في الحركة اليومية.

وتأتي هذه التطورات في إطار مساعي أمانة محافظة جدة والإدارة العامة للمرور لرفع كفاءة شبكة الطرق في المدينة، وجعلها أكثر ملاءمة للنمو السكاني والتوسع العمراني الذي تشهده جدة في السنوات الأخيرة، لا سيما مع المشاريع الضخمة التي تُنفَّذ ضمن رؤية المملكة 2030.

وفي هذا السياق، أشادت شريحة واسعة من مستخدمي الطريق بالتحسن الملموس، مطالبين بالمحافظة على هذا الأداء المروري المتميز، والعمل على تعميم التجربة في مناطق مثل طريق الأمير ماجد وطريق الحرمين، اللذَين يُعدان من أكثر المحاور ازدحامًا في المدينة.

وفي ظل هذا النجاح، يُتوقع أن تُجري الجهات المختصة تقييمًا دقيقًا لنتائج اليوم، يتضمن تحليل بيانات الكاميرات المرورية وتسجيلات الحركة، وذلك لرصد النقاط الإيجابية والاستفادة منها في تطوير خطط مستقبلية.

ومن المرجح أن يؤدي استمرار مثل هذه المستويات من الانسيابية إلى تقليل معدل الحوادث اليومية وتخفيض معدلات التلوث الناتج عن الوقوف المتكرر وازدحام العوادم، مما يسهم في تحسين جودة الحياة العامة في مدينة جدة.

كما يُنتظر أن تُعلن الأمانة قريبًا عن تفاصيل مشاريع إضافية في مجال النقل الذكي، والتي تتضمن تطوير التطبيقات الخاصة بإرشاد السائقين وتقديم تنبيهات لحظية حول المسارات الأفضل والطرق الأقل ازدحامًا.

وتتفق مؤشرات اليوم مع ما أعلنته إدارة المرور في تقارير سابقة عن تراجع تدريجي في عدد المخالفات المرورية المرتبطة بتجاوز الإشارات وعرقلة السير، مما يدل على أن السلوك المروري لدى السائقين بدأ يتجه نحو الأفضل بفضل التوعية والمراقبة الذكية.

ويأمل المواطنون أن لا تكون هذه الانسيابية حدثًا عابرًا، بل مقدمة لتغير طويل الأمد في نمط الحركة داخل المدينة، خاصة مع قرب حلول العام الدراسي الجديد الذي سيزيد من الضغط على الطرق.

ورغم التفاؤل العام، لا تزال التحديات قائمة في طرق فرعية تحتاج إلى تطوير عاجل، ما يجعل من تجربة طريق الملك عبد الله مثالًا حيًا على ما يمكن تحقيقه حين تتكامل الجهود وتُدار بفعالية ومهنية عالية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook