بسبب شرط جزائي .. الهلال يُغلق ملف الغنام نهائيًا ويبحث عن بدائل

حسم نادي الهلال السعودي موقفه بشكل نهائي من ملف اللاعب خالد الغنام، بعد أن وصلت المفاوضات مع نادي الاتفاق إلى طريق مسدود، بسبب تمسك الأخير بكامل قيمة الشرط الجزائي، في وقت كانت فيه إدارة الهلال تدرس خياراتها لتدعيم الفريق استعدادًا للموسم المقبل.

وكشفت مصادر مطلعة أن إدارة نادي الاتفاق رفضت كافة محاولات الهلال لتقليص قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب، حيث تمسكت بالحصول على المبلغ الكامل الذي يبلغ 46 مليون ريال سعودي، معتبرة أن الغنام يمثل أحد العناصر الأساسية في خطط النادي للموسم القادم.

ويمتد عقد خالد الغنام مع الاتفاق حتى يونيو من عام 2027، وهو ما يمنح ناديه الأصلي اليد الطولى في تقرير مصيره خلال الفترة الحالية، خصوصًا وأن اللاعب لا يزال مرتبطًا رسميًا بعقد طويل الأمد يتيح للاتفاق التحكم في خيارات إعارته أو بيعه النهائي.

ومن جهتها، قررت إدارة الهلال عدم تفعيل بند الشراء الموجود في عقد الإعارة الذي أُبرم بين الناديين خلال الموسم الماضي، وذلك بعد دراسة فنية شاملة لمردود اللاعب خلال فترة تواجده مع الفريق، والتي شهدت مشاركة محدودة اقتصرت على 12 مباراة فقط.

وأوضحت مصادر داخل البيت الهلالي أن تقييم الأداء الفني للغنام لم يكن على مستوى الطموحات، خاصة في ظل الأرقام المحدودة التي سجلها اللاعب، إذ اكتفى بهدف وحيد طوال مشاركته مع الفريق، وهو ما لم يمنح الإدارة دافعًا كافيًا للتمسك بخدماته.

ويأتي هذا القرار في وقت يسعى فيه الهلال لتدعيم صفوفه بعناصر أكثر تأثيرًا خلال فترة الانتقالات الصيفية، خصوصًا مع اقتراب مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية 2025، والتي تمثل أحد أكبر التحديات على مستوى المنافسات القارية والعالمية.

وكان نادي الاتفاق قد أبدى منذ البداية رغبته في استعادة اللاعب فور انتهاء فترة الإعارة، حيث بعث برسالة رسمية إلى إدارة الهلال يطلب فيها عودة اللاعب إلى الفريق، تمهيدًا لضمه ضمن التشكيلة الأساسية التي يخطط بها للموسم المقبل.

ووفقًا للمصادر، فإن إدارة الاتفاق ترى في خالد الغنام مشروع لاعب يمكن البناء عليه فنيًا خلال السنوات القادمة، خصوصًا بعد التجارب التي خاضها في أندية كبرى، وهو ما أكسبه خبرات إضافية تعزز من فرص تألقه مستقبلًا مع الفريق.

ويأتي هذا التحرك من نادي الاتفاق بالتوازي مع مراجعة شاملة لملف اللاعبين المعارين، في خطوة تهدف إلى دعم الاستقرار الفني داخل الفريق، وإعادة دمج اللاعبين المميزين الذين خاضوا تجارب خارجية مفيدة خلال الموسم المنصرم.

أما على الجانب الهلالي، فقد فتحت الإدارة ملفات جديدة في إطار سعيها للتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب يمكنهم تقديم الإضافة المرجوة، حيث تركز اللجنة الفنية على تعزيز مراكز محددة أبرزها الوسط الهجومي والأطراف الهجومية.

ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة سلسلة من المفاوضات الجادة مع عدد من الأسماء البارزة في الدوري السعودي وخارجه، خصوصًا أن الهلال مقبل على موسم مزدحم بالبطولات، يتطلب وجود دكة بدلاء قوية وتشكيلة أساسية ذات جودة عالية.

ورغم أن خالد الغنام لم ينجح في فرض نفسه ضمن الأسماء الأساسية للمدرب، إلا أن مشاركته مع الهلال منحت اللاعب فرصة الظهور في محطات تنافسية كبيرة، ساعدته على تطوير بعض جوانب مستواه، رغم محدودية التأثير في الأرقام النهائية.

ويرى مراقبون أن قرار الهلال بإغلاق ملف الغنام يعكس توجهًا واضحًا داخل الإدارة بعدم المغامرة بصفقات ذات عوائد فنية منخفضة، خاصة في ظل التحديات المالية والتنظيمية التي تفرضها اللوائح الجديدة المتعلقة بالتعاقدات المحلية.

ويبدو أن إدارة الهلال تسعى إلى إدارة ملف الصفقات بطريقة أكثر استراتيجية خلال المرحلة المقبلة، عبر التركيز على الاحتياجات الفنية الفعلية، والابتعاد عن التعاقدات التي تفرضها ضغوط اللحظة أو التوازنات الجماهيرية.

وبعد إسدال الستار على تجربة خالد الغنام، يتجه الهلال نحو رسم ملامح مشروعه الفني الجديد، مدفوعًا برغبة كبيرة في الظهور القوي على المستويات كافة، خصوصًا أن سقف الطموحات ارتفع كثيرًا بعد المشاركة القوية في البطولات الأخيرة.

كما ينتظر أن يعود الغنام إلى تدريبات الاتفاق بعد انتهاء مشاركته مع الهلال في البطولات الرسمية، في وقت تعمل فيه إدارة ناديه على تهيئة الأجواء المناسبة لدمجه مجددًا في المجموعة، بما يضمن استعادته لنسق الأداء المعروف عنه.

وتبقى عودة اللاعب إلى الاتفاق بمثابة صفحة جديدة في مسيرته، حيث يُتوقع أن يلعب دورًا أكبر في المرحلة القادمة، خصوصًا إذا ما حصل على الثقة والدعم الكامل من الجهاز الفني، والجماهير التي تترقب ظهورًا أفضل له بعد تجربته القصيرة مع الهلال.

• دوران يقترب من الرحيل عن النصر.. نهاية مفاجئة لقصة لم تكتمل!
• تداول السعودية تُحدث آلية تغير الأسعار.. خطوة جديدة نحو سوق أكثر كفاءة وجاذبية استثمارية