رغم العروض الأوروبية .. لماذا يتمسك الاتحاد بلاعبه الألباني؟
في خطوة تحمل الكثير من الإصرار والتخطيط الاستراتيجي، كشف نادي الاتحاد السعودي عن تمسكه الواضح بأحد أبرز محترفيه، في ظل وجود عروض خارجية مغرية، وسط تحركات داخلية لإعادة هيكلة الفريق قبل انطلاق الموسم الجديد، الذي يطمح فيه النادي للعودة بقوة إلى المنافسة على البطولات المحلية والقارية.
وبحسب ما أوردته تقارير صحفية صباح اليوم، فقد بدأت ملامح خطة إدارة نادي الاتحاد تتضح، من خلال تمسكها ببقاء الظهير الألباني ماريو ميتاي، رغم اهتمام عدة أندية أوروبية بالحصول على خدماته خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، في وقت تستعد فيه الأندية السعودية لمرحلة انتقالية نشطة على مستوى التعاقدات.
إقرأ ايضاً:تحذير طبي مهم".. فهد الخضيري: هذه الأطعمة مفيدة لمرضى السكري ولكن بشروط صارمة!"وزارة التعليم" تحذر الطلاب: تأخير تأكيد القبول عن هذا الموعد يؤدي إلى إلغاء الطلب نهائيًا
وتشير المصادر إلى أن إدارة الاتحاد تعمل حاليًا على تنفيذ خطة بديلة لإقناع اللاعب بالبقاء، تتضمن منحه دورًا أكبر في التشكيلة الأساسية، وجعله ضمن الركائز التي يعتمد عليها المدير الفني الفرنسي لوران بلان، الذي يواصل رسم ملامح مشروعه الفني استعدادًا للموسم الكروي الجديد.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "الرياضية"، فإن إدارة الاتحاد كثفت اتصالاتها مع اللاعب ووكيله في الأيام الماضية، حيث قدمت تطمينات واضحة بشأن دوره المستقبلي في الفريق، مع تأكيدات بأن المدرب يضعه ضمن حساباته الأساسية، مما يعكس رغبة النادي في الحفاظ على قوامه الفني دون الدخول في مغامرات جديدة قد تهز استقرار التشكيلة.
ولم يكن هذا التحرك مفاجئًا للمتابعين، خاصة في ظل سياسة الاستقرار التي تتبعها الإدارة الجديدة، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على التغييرات الجذرية خلال كل موسم، والتركيز بدلاً من ذلك على خلق منظومة متكاملة من الانسجام والولاء بين اللاعبين والجهاز الفني.
ومن جهته، كشف الإعلامي الرياضي فهد المحياوي عن تفاصيل إضافية، مؤكداً عبر حسابه على منصة "إكس" أن اللاعب ماريو ميتاي تلقى بالفعل عدة عروض من أندية أوروبية بارزة، وأن هذه العروض وصلت رسميًا إلى إدارة نادي الاتحاد، ما يشير إلى جدية تلك الأندية في التفاوض.
ورغم الإغراءات المادية ومستوى التنافس المرتفع في أوروبا، إلا أن إدارة الاتحاد تعتقد أن الإبقاء على ميتاي يمثل خطوة ضرورية في الوقت الحالي، خاصة مع توجه النادي للاستقرار على توليفة محددة من اللاعبين الذين يمكنهم صناعة الفارق في جميع المنافسات المقبلة.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع فتح سوق الانتقالات الصيفية في المملكة، وهي فترة تشهد عادة نشاطًا مكثفًا في التنقلات بين الأندية، مما يدفع الإدارات إلى التحرك مبكرًا لضمان استقرار فرقها ومنع مفاجآت اللحظات الأخيرة التي قد تربك الحسابات.
ويمتلك ميتاي سجلًا جيدًا مع الفريق، حيث أظهر مستويات لافتة في عدد من المباريات خلال الموسم الماضي، مما جعله هدفًا للعديد من الكشافين الأوروبيين، خصوصًا في ظل ندرة اللاعبين المميزين في مركز الظهير الأيسر، وقدرته على تقديم الإضافة دفاعيًا وهجوميًا.
ولا تكتفي إدارة الاتحاد بالرفض فقط، بل تتحرك بذكاء عبر خطة تصاعدية لإبقاء اللاعب ضمن صفوف الفريق، وهو ما يعكس فهمها لمتطلبات المرحلة القادمة، وحرصها على عدم التفريط بأي عنصر يمكن أن يسهم في تحقيق تطلعات الجماهير المتعطشة للبطولات.
ورغم حالة الغموض التي تحيط بمستقبل بعض اللاعبين في الفريق، إلا أن موقف النادي من ميتاي يبدو واضحًا حتى الآن، حيث لم تصدر أي إشارات تفيد بنيته بيع اللاعب، بل بالعكس، يبدو أنه بات ضمن المشروع الفني طويل المدى الذي يخطط له المدرب لوران بلان.
ويبدو أن اللاعب نفسه بات أمام معادلة صعبة، بين الرغبة في خوض تجربة جديدة في أوروبا من جهة، وبين الاستمرار في مشروع مستقر وطموح في الدوري السعودي من جهة أخرى، وهي معادلة ستتضح ملامحها خلال الأيام المقبلة مع تصاعد مفاوضات الصيف.
وتحاول إدارة الاتحاد استباق أي تطورات قد تؤثر على استقرار الفريق، من خلال إنهاء هذا الملف مبكرًا، وهو ما يتماشى مع سياسة الإدارة في إنهاء القضايا الكبرى قبل انطلاق الموسم، لتوفير أجواء هادئة تسهم في تحضير الفريق فنيًا وذهنيًا بشكل كامل.
ورغم أن العروض الأوروبية قد تبدو مغرية من حيث السمعة والمنافسة، إلا أن العرض الفني والمادي الذي يقدمه الاتحاد قد يكون كافيًا لإقناع اللاعب بالبقاء، خاصة إذا شعر بثقة المدرب والإدارة في إمكاناته، وهو ما يظهر جليًا في التحركات الحالية للنادي.
ولا يستبعد أن يتم حسم مصير اللاعب بشكل رسمي خلال الأسابيع الأولى من سوق الانتقالات، خاصة وأن الاتحاد يسعى لحسم ملفات اللاعبين الأجانب في أسرع وقت ممكن، بما يتيح للمدرب تكوين صورة واضحة عن التشكيلة الأساسية والبدلاء قبل بداية المعسكر التحضيري.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالتكهنات، تبقى عيون جماهير الاتحاد مترقبة، تنتظر الإعلان النهائي حول مصير اللاعب، في وقت يُجمع فيه كثيرون على أهمية بقاء ميتاي في الفريق كأحد أبرز الحلول في الخط الخلفي، إلى جانب ما يقدمه من دعم فني وتكتيكي في بناء الهجمات.