حي حراء الثقافي بمكة.. تجربة روحية تفاعلية تجمع بين الوحي والقرآن والتاريخ

يشكّل حي حراء الثقافي في مكة المكرمة محطة رئيسية في تجربة الملايين من الزوار القادمين إلى المدينة المقدسة سنويًا، حيث يجمع هذا المعلم الفريد بين البُعد الروحي والبعد الثقافي، من خلال عناصره المتنوعة التي تشمل معرض الوحي، ومتحف القرآن الكريم، وتجربة غار حراء، في رحلة معرفية وتفاعلية تمسّ القلب والعقل على حد سواء.
ويعد متحف القرآن الكريم أحد أبرز معالم الحي، حيث يقدم تجربة رقمية وتفاعلية فريدة تُمكّن الزائر من استكشاف تاريخ تدوين المصحف الشريف، والاطلاع على مخطوطات نادرة ومصاحف تاريخية، إضافة إلى عروض بصرية تفاعلية تعكس مظاهر العناية بالقرآن الكريم على مر العصور. ويهدف المتحف إلى تعزيز الوعي بمكانة القرآن في حياة المسلمين، عبر أساليب عرض عصرية تعزز من ارتباط الزائر بالمعاني الإيمانية والروحانية.
إقرأ ايضاً:الأهلي السعودي يشعل الميركاتو.. سباق مثير لضم نجم إنتر ميلانتقدم سعودي لافت في حماية الابتكار ضمن تقرير التنافسية العالمية 2025
أما معرض الوحي، فيأخذ الزائر في رحلة مشوّقة إلى غار حراء، حيث بدأ نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويُسلّط المعرض الضوء على قصص نزول الوحي على الأنبياء، مع تخصيص جناح خاص يروي لحظة الوحي الأولى في غار حراء، عبر تقنيات سمعية وبصرية غامرة تنقل الزائر إلى أجواء الحدث التاريخي، وتعمّق فهمه لسيرة النبي ومكانة الغار في ذاكرة المسلمين.
يمتد الحي الثقافي على مساحة تُقدّر بنحو 67 ألف متر مربع، ويقع بجوار جبل حراء بمحاذاة الطريق الموازي لطريق الملك فيصل الذي يربط مكة بالطائف، مما يجعله محطة يسهل الوصول إليها سواء للقادمين إلى مكة أو المغادرين منها. ويستقبل الحي الزوار على مدار اليوم وطوال العام، من مختلف الجنسيات وشرائح المجتمع، نظرًا لتكامله وتنوّع محتواه.
وإلى جانب المعالم الدينية والثقافية، يضم حي حراء الثقافي مجموعة من المرافق الترفيهية والمقاهي والمطاعم التي تمزج بين الطابع الحجازي التراثي واللمسات المعاصرة، فضلًا عن مرافق تجارية متعددة توفر تجربة تسوق شاملة للأفراد والعائلات. ويعكس المشروع التزامًا برفع جودة الحياة في المدينة المقدسة، وتحقيق تجربة زائر ثرية ومتجددة ترتقي إلى تطلعات الزائرين من داخل المملكة وخارجها.