ازدحام خانق في الدمام والسكان يطلبون بحلول مرورية عاجلة

ازدحام الدمام
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

يعيش حي الفيصلية في مدينة الدمام أزمة مرورية مزمنة تزداد حدتها في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يجد السكان أنفسهم عالقين وسط طوابير طويلة من المركبات المتكدسة، في مشهد يثير التذمر ويعكس خللًا في التخطيط المروري، وسط مطالبات متكررة بإيجاد حلول عاجلة توقف هذا النزيف اليومي في أعصابهم وحياتهم.

يرى الأهالي أن جذور المشكلة تكمن في الازدحام الذي يسببه الإقبال الكبير على صالات الأفراح المنتشرة في الحي، حيث تتحول الشوارع المحيطة إلى ساحات فوضوية تعجز عن استيعاب حركة المركبات، في ظل غياب أي خطط تنظيمية تضمن انسيابية السير وتوفر المواقف الكافية للزوار.


إقرأ ايضاً:الهلال يصطدم بمانشستر سيتي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية"لو كنت مكاني".. مبادرة من أمانة حائل لتعزيز الوعي البيئي لدى الأطفال

يتحدث بعض السكان عن تجارب يومية قاسية، تبدأ منذ لحظة مغادرة المنزل، حيث يضطر السائقون إلى مناورات خطيرة لتفادي المركبات المتوقفة عشوائيًا، بينما يقف رجال المرور أحيانًا عاجزين أمام الزحام، وسط غياب الحلول الدائمة والناجعة التي تضمن سيولة المرور وتريح السكان.

يقول محمد الغامدي، أحد قاطني الحي، إن عطلات نهاية الأسبوع تتحول إلى كابوس حقيقي، حيث يصعب الدخول أو الخروج من المنطقة، موضحًا أن مداخل صالات الأفراح تشهد تكدسًا خانقًا يتسبب في عرقلة حركة السير لساعات طويلة، ويؤثر على حياة الناس اليومية.

يضيف الغامدي أن الزوار يبحثون يائسًا عن أماكن لركن سياراتهم، لكن سعة المواقف المتوفرة لا تفي بالحاجة، فيضطر الكثيرون إلى التوقف في أماكن غير مخصصة، ما يسد الممرات تمامًا، ويفجر خلافات بين السائقين الغاضبين الذين يتهم بعضهم بعضًا بتعطيل الحركة.

ويرى عبدالرحمن العيسى، وهو من سكان الحي أيضًا، أن غياب التنظيم أمام صالات الأفراح يفاقم المشكلة أكثر، فليس هناك أي ترتيبات واضحة لتنظيم الدخول أو الخروج، ما يؤدي إلى ازدحام شديد عند الأبواب، وتكدس المركبات في مساحة ضيقة، بشكل يربك الزوار ويؤخرهم.

يلفت العيسى إلى أن إدارة هذه الفعاليات تبدو غائبة عن مشهد الفوضى، حيث لا يظهر أي تنسيق بين أصحاب الصالات والجهات المرورية، ويترك الزوار وحدهم لمواجهة الفوضى التي تخلقها مواقف السيارات العشوائية، في مشهد يتكرر أسبوعيًا بلا حلول حقيقية.

أما حسن الشهري، فيؤكد أن بعض الشوارع الداخلية في الحي تتحول إلى اتجاه واحد بشكل غير رسمي في ذروة الازدحام، إذ يضطر السائقون إلى الالتفاف أو التراجع بطريقة خطرة، مما يجعل وصول سيارات الطوارئ أو الإسعاف شبه مستحيل في بعض الأحيان.

يحذر الشهري من خطورة هذا الوضع على حياة السكان، خاصة عند الحاجة الماسة لإخلاء المرضى أو التعامل مع الحرائق، مشددًا على ضرورة التحرك الجاد لمعالجة هذه المشكلة، من خلال خطط تنظيمية صارمة تتناسب مع حجم الإقبال على صالات الأفراح.

يشير بعض السكان إلى أن هذه الأزمة لم تولد فجأة، بل تفاقمت عبر سنوات من تجاهل مشكلة المواقف، حيث توسعت أنشطة صالات الأفراح دون مراعاة لبنية الحي أو قدرته على استيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار، وهو ما يكشف ثغرات في التخطيط العمراني والرقابة.

يرى الأهالي أن الحل يبدأ بإلزام أصحاب الصالات بتوفير مواقف كافية وملائمة، وفق اشتراطات واضحة ومعايير حضارية، تمنع الاختناقات وتضمن سهولة حركة المركبات، مع فرض رقابة صارمة تتابع التزامهم بهذه الشروط بشكل دوري.

يطالب السكان الجهات المعنية، سواء كانت أمانة الدمام أو إدارة المرور، بالتعاون الجاد لوضع حلول عاجلة، تشمل توسعة المواقف الحالية وإعادة تخطيط الشوارع الداخلية، إلى جانب تحسين الإشارات التوجيهية، لمنع الوقوف العشوائي وتسهيل حركة السير.

يشدد الأهالي على أن غياب التنسيق بين الجهات المختلفة يسهم في تعقيد الأزمة، حيث يرى البعض أن معالجة المشكلة تتطلب إنشاء فرق عمل مشتركة، تضع خطة متكاملة وواقعية تأخذ في الاعتبار النمو السكاني وزيادة الطلب على صالات الأفراح.

ويشير عدد من السائقين إلى أن الأزمات المرورية لا تقتصر على محيط الصالات فحسب، بل تمتد لتؤثر في الأحياء المجاورة، مع تأخر وصول خدمات النقل العام، ما يزيد الضغط على المركبات الخاصة، ويؤدي إلى ازدحام مزمن يعطل مصالح الناس اليومية.

يؤكد السكان أن هذه الأزمة ليست مجرد إزعاج مؤقت، بل قضية تمس جودة الحياة في الحي، وتؤثر على راحة السكان وسلامتهم، ما يتطلب تعاملًا جادًا وحلولًا مبتكرة، مثل الاستفادة من الأراضي الفارغة القريبة وتحويلها إلى مواقف عامة منظمة ومدفوعة الأجر.

ويختم الأهالي مناشدتهم للجهات الرسمية بأن تتعامل مع هذا الملف كأولوية، باعتباره حقًا أساسيًا للسكان في بيئة حضرية منظمة، بعيدًا عن الفوضى والاختناقات، مؤكدين أن الوقت قد حان لتحويل شكاواهم المتكررة إلى حلول ملموسة تحفظ النظام وتحمي الأرواح.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook