ثورة الشفافية الغذائية في السعودية: هل أنت مستعد لمعرفة كل ما تأكله؟

تستعد المملكة العربية السعودية لخطوة نوعية نحو تعزيز الشفافية الغذائية وتمكين المستهلكين من اتخاذ قرارات صحية مستنيرة، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق اللوائح الفنية الجديدة الصادرة عن الهيئة العامة للغذاء والدواء. هذه اللوائح، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو 2025.
كما تهدف إلى إحداث تحول جذري في طريقة عرض المعلومات الغذائية في المطاعم والمقاهي، وحتى على منصات طلبات الطعام الإلكترونية، مما يمثل نقلة نوعية في مجال الصحة العامة والتوعية الغذائية.تأتي هذه المبادرة في إطار سعي المملكة الدائم لتحسين جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها، من خلال توفير بيئة غذائية أكثر أمانًا وشفافية. فمع تزايد الوعي بأهمية التغذية السليمة وتأثيرها المباشر على الصحة واللياقة البدنية، أصبح من الضروري تزويد المستهلكين بالمعلومات الدقيقة التي تمكنهم من اختيار الأطعمة والمشروبات التي تتناسب مع احتياجاتهم الصحية وتفضيلاتهم الشخصية. هذه اللوائح الجديدة
إقرأ ايضاً:رغم العروض الأوروبية .. لماذا يتمسك الاتحاد بلاعبه الألباني؟لأول مرة في العالم.. "تسلا" تسلم سيارة بدون أي تدخل بشري.. فهل اقترب عصر السيارات ذاتية القيادة؟
وتعد استجابة مباشرة لهذه الحاجة المتنامية، وتؤكد التزام الهيئة العامة للغذاء والدواء بدورها الرقابي والتنظيمي في حماية المستهلك.تفاصيل اللوائح الجديدة وأهدافهاتفرض اللوائح الجديدة مجموعة من المتطلبات الإلزامية على جميع المنشآت الغذائية، بغض النظر عن حجمها أو نوعها. ومن أبرز هذه المتطلبات:الإفصاح عن المكونات الغذائية التفصيلية: سيُطلب من المطاعم والمقاهي عرض معلومات تغذوية مفصلة لكل وجبة ومشروب في قوائم الطعام. يشمل ذلك السعرات الحرارية، الدهون، البروتينات، الكربوهيدرات، والصوديوم.
هذه المعلومات ستكون حجر الزاوية في تمكين المستهلك من فهم القيمة الغذائية لما يتناوله، وبالتالي اتخاذ خيارات أكثر صحة.1.**وسم2.”الملّاحة“: سيتم وضع وسم خاص بجانب الوجبات التي تحتوي على كميات مرتفعة من الملح، وهو ما يُعرف بـ ”الملّاحة“. هذه الخطوة حاسمة في توعية المستهلكين بمخاطر الإفراط في تناول الصوديوم، والذي يرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب**.الإفصاح عن محتوى الكافيين: نظرًا للانتشار الواسع للمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة ومشروبات الطاقة، ستلزم اللوائح المنشآت بالإفصاح عن كمية الكافيين في هذه المشروبات. هذا الإجراء يهدف إلى مساعدة المستهلكين على إدارة استهلاكهم للكافيين، خاصة أولئك الذين يعانون من حساسية تجاهه أو الذين يحاولون تقليل تناوله.3.توضيح المدة الزمنية لحرق السعرات الحرارية: من الابتكارات اللافتة في هذه اللوائح هو إلزام المنشآت بتوضيح المدة الزمنية التقريبية اللازمة لحرق السعرات الحرارية الناتجة عن كل وجبة. هذه المعلومة العملية ستوفر للمستهلكين منظورًا واقعيًا حول تأثير الوجبات على النشاط البدني وحرق الطاقة، مما يشجع على تبني نمط حياة صحي وأكثر نشاطًا.4.التأثير المتوقع على المستهلكين والمنشآت الغذائيةمن المتوقع أن يكون لهذه اللوائح تأثيرات إيجابية متعددة على المستهلكين. فزيادة الشفافية ستعزز من قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات غذائية مستنيرة، مما يساهم في الحد من انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية مثل السمنة والسكري.
بينما ستساعد هذه اللوائح في بناء ثقافة غذائية أكثر وعيًا، حيث يصبح المستهلك شريكًا فعالًا في الحفاظ على صحته.أما بالنسبة للمنشآت الغذائية، فستتطلب هذه اللوائح استثمارات في تحديث أنظمتها وقوائمها، وتدريب موظفيها على كيفية التعامل مع المتطلبات الجديدة. قد يرى البعض في ذلك تحديًا، إلا أنه يمثل فرصة للمطاعم والمقاهي لتعزيز ثقة المستهلكين بها، وتقديم منتجات تتوافق مع التوجهات العالمية نحو الغذاء الصحي والمستدام.
كما أن الالتزام بهذه اللوائح سيعزز من سمعة المملكة كدولة رائدة في مجال سلامة الغذاء وحماية المستهلك.التحديات والآفاق المستقبليةعلى الرغم من الفوائد المتوقعة، قد تواجه عملية التطبيق بعض التحديات، مثل الحاجة إلى توحيد طرق حساب السعرات الحرارية والمكونات الغذائية، وضمان التزام جميع المنشآت، بما في ذلك الصغيرة والمتوسطة.
ومع ذلك، فإن الإرادة الحكومية الواضحة والتعاون بين الهيئة العامة للغذاء والدواء والقطاع الخاص، سيضمنان تجاوز هذه التحديات.في الختام، تمثل هذه اللوائح خطوة جريئة ومهمة نحو مستقبل غذائي أكثر صحة وشفافية في المملكة العربية السعودية. إنها استثمار في صحة المجتمع ورفاهيته، وتأكيد على التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 في بناء مجتمع حيوي وصحي.