قبل أن تتعرض "للغرامة والترحيل".. "الجوازات" تفتح باب المغادرة النظامية لمن انتهت تأشيرته
بدأت المديرية العامة للجوازات في المملكة العربية السعودية تنفيذ مبادرة جديدة تتعلق بتمديد تأشيرات الزيارة المنتهية بمختلف أنواعها، وذلك بهدف تمكين الزوار من مغادرة المملكة بشكل نظامي خلال فترة محددة، حيث انطلقت المبادرة فعلياً اعتباراً من يوم الجمعة الموافق 27 يونيو الجاري، وتستمر لفترة تتيح للزائرين تصحيح أوضاعهم دون مخالفة إضافية.
وأوضحت الجوازات أن المبادرة تشمل تمديد جميع أنواع تأشيرات الزيارة المفردة والمتعددة التي انتهت صلاحيتها، بغرض منح حامليها فرصة لمغادرة أراضي المملكة خلال مهلة لا تتجاوز 30 يوماً من تاريخ الأول من شهر محرم لعام 1447هـ، شريطة الالتزام بإجراءات السداد والتقديم النظامية التي تم تحديدها.
إقرأ ايضاً:الأندية الإنجليزية تلاحق نجم الاتحاد الشاب.... واللاعب يراقب الفرضة الذهبية!رغم العروض الأوروبية .. لماذا يتمسك الاتحاد بلاعبه الألباني؟
وتهدف هذه الخطوة إلى تنظيم مغادرة الزائرين الذين انتهت تأشيراتهم بشكل يسهل على الجميع إنهاء الإجراءات دون تعقيدات، ويأتي هذا الإجراء في سياق الجهود الحكومية المستمرة لضبط وتنظيم وجود الأفراد داخل المملكة بما يتماشى مع اللوائح المعتمدة والأنظمة التنفيذية المعمول بها في البلاد.
وتتيح المبادرة التمديد بعد استيفاء مجموعة من المتطلبات النظامية، حيث شددت الجوازات على ضرورة سداد الرسوم والغرامات المقررة على الزائرين، سواء كانت ناتجة عن تجاوز فترة الإقامة المصرح بها أو غيرها من المخالفات المرتبطة بتأشيرة الزيارة، على أن يتم التقديم بعدها مباشرة من خلال منصة «أبشر» عبر خدمة «تواصل».
وفي إطار تسهيل الإجراءات، أعلنت الجوازات أن التقديم يتم من حساب المستضيف على المنصة، وذلك بالنسبة للزائرين الذين لا يزالون مرتبطين بمستضيف رسمي داخل المملكة، فيما يمكن للزائرين غير المرتبطين بمستضيف تنفيذ الإجراء من خلال تفعيل الهوية الرقمية الخاصة بهم، ثم التقديم على نفس الخدمة بشكل فردي.
وتشمل المبادرة كذلك الزائرين المسجل عليهم بلاغات تغيب عن العمل، حيث تم توضيح أنه يمكنهم الاستفادة من التمديد بعد إلغاء بلاغ التغيب، وهو ما يمنح هؤلاء الأشخاص فرصة تصحيح أوضاعهم القانونية ومغادرة المملكة بشكل منتظم دون مواجهة ملاحقات قانونية إضافية.
ولتنفيذ الخطوات المطلوبة، يتعين على المستضيف أو الزائر الدخول إلى منصة أبشر، واختيار «خدماتي»، ثم «الجوازات»، ثم خدمة «تواصل»، ومن ثم تقديم طلب جديد بعنوان «تمديد تأشيرة زيارة منتهية لغرض المغادرة»، على أن يتم إرفاق المستندات المطلوبة إن وجدت.
وتُعتبر هذه المبادرة خطوة مهمة من حيث التوازن بين ضبط أنظمة الإقامة وتمكين الزائرين من المغادرة الطوعية النظامية، دون اللجوء إلى إجراءات قسرية أو عقوبات إضافية قد تؤثر على عودتهم المستقبلية أو سجلهم النظامي داخل المملكة.
ويأتي هذا التحرك من الجوازات في سياق أوسع تنفذه الجهات المختصة ضمن رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز كفاءة الخدمات الإلكترونية وتسهيل الإجراءات الإدارية، بما ينعكس على تحسين بيئة العمل وتقديم صورة تنظيمية مرنة وعادلة في إدارة شؤون المقيمين والزائرين.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة ستسهم في خفض عدد مخالفي أنظمة الإقامة، خاصة مع اقتراب انتهاء مواسم الحج والعمرة وما يصاحبها من حركة دخول وخروج كبيرة للزوار، كما أنها تشجع على الالتزام بالإجراءات النظامية من خلال منح مهلة كافية للمغادرة دون ضغوط أو مساءلات فورية.
وبحسب المختصين، فإن تفعيل مثل هذه المبادرات من شأنه أن يعزز من ثقة الأفراد في التعامل مع الأنظمة الحكومية، ويمنح انطباعاً بأن المملكة حريصة على التوازن بين الحزم في تطبيق الأنظمة والمرونة في المعالجة الإنسانية للحالات الاستثنائية.
وتشير الجوازات إلى أن هذه المبادرة لا تعني بأي حال من الأحوال التساهل في تنفيذ العقوبات على من يتجاهل الفرصة الممنوحة، حيث ستستمر الأجهزة الرقابية في رصد المخالفين بعد انقضاء المهلة المحددة، مع تطبيق العقوبات المنصوص عليها في نظام الإقامة والعمل بحق من يتخلف عن المغادرة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المملكة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الزوار، خاصة من بعض الدول التي ترتبط بعلاقات سياحية وتجارية متنامية مع المملكة، وهو ما يستدعي تفعيل أدوات تنظيمية تسهم في ضبط حركة الدخول والخروج من البلاد بكفاءة عالية.
وتحث الجوازات جميع المستفيدين المحتملين من هذه المبادرة على عدم التأخر في تنفيذ الإجراءات، والاستفادة من المهلة المحددة التي تنتهي بعد مرور 30 يوماً من انطلاق المبادرة، حيث لن تُقبل أي طلبات بعد انقضاء المدة المحددة إلا وفقاً لما ينص عليه النظام.
ويُذكر أن منصة «أبشر» باتت تشكل الأداة الرئيسية لتقديم معظم خدمات وزارة الداخلية، حيث توفر للمستفيدين نافذة إلكترونية موحدة تتيح تنفيذ الإجراءات بسرعة ومرونة دون الحاجة إلى مراجعة الجهات الحكومية، وهو ما وفر الكثير من الوقت والجهد للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وتدعو الجوازات جميع المستضيفين والزائرين إلى متابعة الحسابات الرسمية وبيانات وزارة الداخلية لمعرفة آخر التحديثات المتعلقة بالمبادرة، وتجنب الوقوع في أخطاء إجرائية قد تعرقل الاستفادة من هذه الفرصة الممنوحة.
ويُنظر إلى هذه المبادرة باعتبارها إحدى الأدوات الذكية التي تعتمدها المملكة لتقليل عدد المقيمين بطريقة غير نظامية، وتخفيف الأعباء على الجهات الرقابية، عبر منح المخالفين طريقًا قانونيًا لتصحيح وضعهم والمغادرة دون تعقيدات أو عوائق مستقبلية.