الأرصاد تحذر .. طقس شديد الحرارة وأتربة تغطي 10 مناطق في المملكة

تشهد المملكة العربية السعودية اليوم الأحد موجة طقس حادة، تتصدرها درجات حرارة مرتفعة للغاية وأجواء مغبرة تمتد لتطال أجزاء واسعة من البلاد، حيث أصدر المركز الوطني للأرصاد تقريرًا تحذيريًا يوضح تفاصيل الحالة الجوية التي تسيطر على الأجواء وتدفع بالجهات المعنية إلى رفع جاهزيتها تحسبًا لأي طارئ.
وأكد المركز الوطني للأرصاد أن المنطقة الشرقية تشهد اليوم طقسًا يوصف بالحار إلى شديد الحرارة، وسط تصاعد متواصل في درجات الحرارة التي تتجاوز في بعض المواقع معدلاتها المعتادة لهذا الوقت من العام، وهو ما يتطلب من المواطنين والمقيمين أخذ الحيطة وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة.
إقرأ ايضاً:قبل أن تستورد "دراجة نارية".. "الجمارك" تعلن عن ضوابط جديدة.. تعرف عليها"فرصة أخيرة" لتسوية أوضاعك.. "الزكاة والضريبة" تمدد مبادرة الإعفاء من العقوبات.. فلا تفوتها
وأفاد تقرير الأرصاد بأن موجة الأتربة المثارة الناتجة عن الرياح النشطة باتت تؤثر على أجزاء من عشر مناطق مختلفة داخل المملكة، وهو ما يفاقم من صعوبة الأجواء ويؤثر على مدى الرؤية الأفقية في الطرقات، كما قد يؤدي إلى اضطرابات صحية خاصة لدى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية الموسمية.
وبين التقرير أن من بين المناطق المتأثرة بالأتربة: الرياض، ومكة المكرمة، والقصيم، ونجران، وعسير، وجازان، وحائل، والحدود الشمالية، وتبوك، والجوف، إذ تشهد بعض المواقع فيها نشاطًا في الرياح السطحية المثيرة للغبار، ما يُحدث حالة من عدم الاستقرار في الأجواء.
وأشار المختصون في الأرصاد إلى أن هذه الظواهر الجوية مرتبطة بتأثر المملكة بامتداد منخفض جوي حراري موسمي، يساهم في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نشاط الرياح، خاصة في فترات الظهيرة وساعات ما بعد الظهر، مؤكدين أن هذه الحالة متوقعة أن تستمر خلال الأيام القادمة.
وتدعو الجهات الرسمية المواطنين إلى توخي الحذر والالتزام بالإرشادات الوقائية، لا سيما خلال فترات الذروة الحرارية، مع الإكثار من شرب السوائل وتجنب الخروج من المنازل إلا عند الضرورة، وخصوصًا بالنسبة لكبار السن والأطفال والعمال الميدانيين.
وتُعد المنطقة الشرقية من أكثر المناطق عرضة لموجات الحرارة في فصل الصيف نظرًا لطبيعتها الجغرافية وتأثرها المباشر بالكتل الهوائية الحارة القادمة من صحراء الربع الخالي، حيث تتكرر فيها معدلات ارتفاع الحرارة سنويًا وتصل أحيانًا إلى أكثر من 50 درجة مئوية في بعض الحالات القصوى.
ويؤكد خبراء الطقس أن هذه الأجواء تمثل تحديًا كبيرًا أمام قطاع النقل والرحلات البرية، خاصة في المناطق التي تشتد فيها الرياح المثيرة للغبار، حيث تضعف الرؤية الأفقية بشكل ملحوظ وتؤثر على حركة المرور وسلامة السائقين على الطرق السريعة.
وشهدت بعض الطرق السريعة خلال ساعات الصباح الأولى تكون موجات غبار كثيف، مما دفع دوريات المرور والجهات الأمنية إلى رفع مستوى التأهب تحسبًا لأي حوادث مرورية قد تنجم عن تدني الرؤية أو انعدامها في بعض المواقع المكشوفة.
وتنصح وزارة الصحة جميع من يعانون من أمراض تنفسية بعدم الخروج من المنازل إلا باستخدام الكمامات الطبية، وتوفير أجهزة تنقية الهواء في المنازل، خاصة خلال ساعات نشاط الرياح، كما شددت على ضرورة تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق خلال هذه الفترة.
ولا تقتصر التأثيرات السلبية لموجات الغبار على صحة الإنسان فحسب، بل تمتد لتشمل الأجهزة الإلكترونية المكشوفة والمركبات والمباني، حيث يلاحظ تكدس ذرات الغبار على الأسطح والزجاج ما يستدعي عمليات تنظيف دورية ومتابعة دائمة.
وفي الوقت ذاته، دعا المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين إلى متابعة نشراته الجوية وتحديثاته اليومية التي يتم إصدارها عبر القنوات الرسمية، حيث تتغير الأحوال الجوية بشكل سريع ومفاجئ في بعض المناطق بسبب طبيعة النظام الجوي المسيطر.
وتشير التوقعات المستقبلية إلى استمرار موجات الحرارة في المنطقة الشرقية خلال الأسبوع الحالي، مع احتمالية امتدادها لتشمل أجزاء من الوسطى والجنوبية، مما يستدعي المزيد من التنبيه والتوعية المجتمعية لمواجهة تبعات هذا الطقس القاسي.
وتتزامن هذه الظروف المناخية مع بداية العطلة الصيفية في المملكة، حيث يخطط الكثير من المواطنين للسفر والتنقل، ما يفرض ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية ومراعاة الظروف الجوية قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالسفر أو التنقل لمسافات بعيدة.
وتستمر جهود الدفاع المدني والجهات الخدمية في مراقبة الوضع ميدانيًا والتعامل الفوري مع أي بلاغات أو أعطال قد تحدث جراء هذه الأحوال، مع تفعيل خطط الطوارئ المعتمدة للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري أو حوادث السير الناتجة عن الغبار.
وتأتي هذه الأجواء في إطار موجة موسمية يعرفها سكان المملكة جيدًا، حيث تتكرر كل عام مع دخول فصل الصيف، إلا أن شدتها وتوسع نطاقها الجغرافي هذا العام يدفع إلى مزيد من الجدية في التعامل مع تحذيرات الأرصاد والالتزام بالتعليمات الرسمية.
وفي ظل استمرار التغيرات المناخية العالمية، يلفت المختصون إلى ضرورة التكيف مع أنماط الطقس الجديدة، والتخطيط البيئي الملائم للمدن، وزيادة الغطاء النباتي، واستخدام التقنيات الحديثة في التبريد وتخفيف الأثر الحراري داخل الأحياء السكنية.
وتستمر حالة الترقب في مختلف مناطق المملكة، حيث يترقب المواطنون التحديثات اليومية من المركز الوطني للأرصاد لمعرفة مصير الأيام المقبلة، وسط أمل بانحسار موجة الحر وعودة الأجواء إلى طبيعتها المعتادة خلال الأسابيع القادمة.