ضربة مزدوجة للهلال قبل مواجهة مانشستر سيتي .. إنزاجي يراهن على البديل

تتجه أنظار جماهير كرة القدم حول العالم إلى المواجهة المرتقبة التي تجمع نادي الهلال السعودي بنظيره مانشستر سيتي الإنجليزي ضمن منافسات دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية، وسط ترقب كبير لطبيعة التشكيلة التي سيدفع بها المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي في هذه المباراة المصيرية التي تعد اختبارًا حقيقيًا لقدرات الفريق السعودي في مواجهة أبطال أوروبا.
وتأتي هذه المباراة في ظروف صعبة للهلال بعد تأكد غياب اثنين من أبرز عناصره، هما النجم الدولي سالم الدوسري والمهاجم الصربي ألكساندر ميتروفيتش، حيث يعاني كلاهما من إصابة عضلية، مما يحرم الفريق من خبرة هجومية كبيرة لطالما كانت حاسمة في المواجهات الكبرى، ويزيد من تعقيد مهمة إنزاجي في مواجهة فريق بحجم مانشستر سيتي الذي يدخل البطولة بصفته أحد المرشحين الرئيسيين للقب.
إقرأ ايضاً:غوغل تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي بـImagen 4: صور خيالية بدقة مذهلة من مجرد كلمات!"قبل أن تنطلق في رحلتك.. "المرور" يذكرك باستعدادات "مصيرية" قد تنقذ حياتك
وبحسب ما نقلته صحيفة "الرياضية" السعودية، يفكر إنزاجي في الاعتماد على اللاعب ناصر الدوسري كبديل مباشر لسالم، حيث يتمتع ناصر بقدرات بدنية وفنية تؤهله لتعويض الغياب جزئيًا، خاصة في الجانب الدفاعي الذي قد يشهد ضغطًا كبيرًا من لاعبي السيتي طوال مجريات اللقاء، فيما تشير التوقعات إلى أن محمد كنو سيكون حاضرًا في التشكيلة الأساسية في خط الوسط لتأمين التوازن التكتيكي أمام القوة الهجومية للخصم.
وتسير التحضيرات الهلالية للمباراة بوتيرة مكثفة، حيث ركز الجهاز الفني خلال الأيام الأخيرة على رفع معدلات اللياقة البدنية، وتحسين الجوانب الدفاعية، إضافة إلى التدرب على الضغط العالي والانتقال السريع للهجوم، في محاولة لمجاراة أسلوب لعب السيتي القائم على الاستحواذ والتمريرات القصيرة، وهو ما يتطلب تركيزًا عاليًا من جميع لاعبي الفريق طيلة دقائق اللقاء.
ويشكل غياب سالم الدوسري، الذي يعتبر واحدًا من أبرز لاعبي الكرة السعودية، ضربة قوية للزعيم، خاصة أنه يمثل عنصر الخبرة والحلول الفردية في الثلث الأخير من الملعب، كما أن تأثيره يتعدى النواحي الهجومية ليشمل القيادة داخل الميدان، وهو ما قد يضع مسؤولية مضاعفة على زملائه لتعويض هذا الغياب المؤثر.
أما ميتروفيتش، الهداف المتألق هذا الموسم، فغيابه سيترك فراغًا في الخط الأمامي، لا سيما في ظل ضعف الخيارات المتوفرة في مركز رأس الحربة، وقد يضطر المدرب إلى تغيير الرسم التكتيكي المعتاد، والاعتماد على أسلوب لعب مختلف يتناسب مع الأسماء المتاحة، وهو ما قد يؤثر على التجانس داخل الفريق خلال المباراة.
وستقام المباراة في الرابعة صباحًا بتوقيت السعودية، فجر الثلاثاء المقبل، وهو توقيت غير معتاد للجماهير، لكنه لم يمنع الحماس من الارتفاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق مشجعو الهلال حملات دعم للفريق، مؤكدين ثقتهم في اللاعبين رغم الإصابات والظروف، ومطالبين بتقديم مستوى مشرف يعكس تطور الكرة السعودية ومكانة الهلال على الساحة الدولية.
وتحظى بطولة كأس العالم للأندية هذه النسخة بزخم إعلامي كبير، خاصة بعد مشاركة عدة فرق أوروبية ولاتينية مرشحة، وتأتي مشاركة الهلال بعد نجاحه في التأهل كبطل لدوري أبطال آسيا، وسط تطلعات من الشارع الرياضي السعودي لتكرار إنجازات سابقة للفريق في البطولة ذاتها، عندما وصل إلى النهائي في نسخة سابقة وخسر بصعوبة أمام ريال مدريد.
ومن جهته، يعرف سيموني إنزاجي أن المهمة لن تكون سهلة أمام بيب غوارديولا ونجوم السيتي، إلا أنه يراهن على الروح القتالية للاعبين، والانضباط التكتيكي، مع محاولة استغلال أي ثغرة قد تظهر في دفاع الفريق الإنجليزي، الذي أظهر في بعض مباريات الدوري الإنجليزي قابلية للاهتزاز خاصة أمام الفرق التي تلعب بتنظيم دفاعي وهجمات مرتدة سريعة.
والإصابات التي ضربت الهلال ليست أمرًا جديدًا على الأندية المشاركة في مثل هذه البطولات، حيث يشهد ضغط المباريات والإرهاق المتراكم دورًا في ارتفاع حالات الغياب، إلا أن إدارة الفريق كانت قد أعدت قائمة موسعة تضم بدلاء جاهزين لتغطية كل مركز، مما يمنح الجهاز الفني بعض الخيارات التي قد تغير مجرى اللقاء في أي لحظة.
ويأمل عشاق الهلال أن يكون ناصر الدوسري على قدر المسؤولية في تعويض سالم، خاصة أن اللاعب سبق وقدم مستويات مميزة في مباريات حاسمة، ويملك القدرة على التحرك بين الخطوط وتنفيذ المهام الدفاعية والهجومية، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا في هذه المرحلة الحرجة من البطولة.
كما يعوّل إنزاجي على خبرة محمد كنو في قيادة خط الوسط، حيث يشتهر اللاعب بدقة تمريراته وقدرته على افتكاك الكرة في مناطق حاسمة، وسيكون عليه دور كبير في منع لاعبي السيتي من فرض سيطرتهم على وسط الميدان، وهي معركة من شأنها أن تحدد بشكل كبير ملامح نتيجة المباراة.
وقد تشكل التحديات التي يواجهها الهلال في هذه المواجهة حافزًا إضافيًا للفريق، الذي يدخل اللقاء دون ضغوط نفسية كبيرة، على عكس الفريق الإنجليزي المطالب بالفوز، وهو ما قد يساعد على تقديم أداء جريء من قبل لاعبي الهلال الذين سيبحثون عن كتابة صفحة جديدة في تاريخ مشاركات الفريق العالمية.
وتمثل المباراة اختبارًا حقيقيًا لمدى جاهزية الكرة السعودية على مستوى الأندية لمواجهة الكبار في العالم، وهي فرصة لإثبات أن الفجوة بين الكرة الآسيوية والأوروبية بدأت تضيق تدريجيًا بفضل التطوير المستمر الذي تشهده المنظومة الكروية في المملكة.
وبغض النظر عن النتيجة، فإن خوض مباراة بهذا الحجم يمثل مكسبًا فنيًا ومعنويًا للفريق واللاعبين، الذين سيستفيدون من الاحتكاك بأعلى مستوى ممكن، وهي تجربة لا تُقدر بثمن لأي لاعب يطمح للتطور ومواصلة مسيرته بثقة أكبر.
ويدرك الهلال جيدًا أن التحدي أمام مانشستر سيتي ليس سهلاً، لكنه لا يدخل اللقاء بصفة الضحية، بل بفكر المنافس الذي يمتلك أدواته، ويريد تحقيق مفاجأة مدوية تُكتب في سجل بطولاته، وتزيد من وهج حضوره القاري والدولي في السنوات الأخيرة.