مفاجأة من العيار الثقيل .. إيمري على رادار النصر بعرض ضخم وخيسوس يترقب
تزداد وتيرة التحركات داخل أروقة نادي النصر السعودي بحثًا عن مدرب جديد يقود الفريق في المرحلة المقبلة، بعد قرار الإدارة إنهاء العلاقة مع المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي أخفق في تحقيق تطلعات الإدارة والجماهير خلال موسمه القصير مع العالمي.
وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، كشفت تقارير صحفية سعودية أن إدارة النصر قدمت عرضًا رسميًا للمدرب الإسباني أوناي إيمري، المدير الفني الحالي لنادي أستون فيلا الإنجليزي، في خطوة مفاجئة تعكس رغبة النادي في استقطاب أحد العقول التدريبية المتميزة على الساحة الأوروبية.
إقرأ ايضاً:غوغل تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي بـImagen 4: صور خيالية بدقة مذهلة من مجرد كلمات!"قبل أن تنطلق في رحلتك.. "المرور" يذكرك باستعدادات "مصيرية" قد تنقذ حياتك
وبحسب ما نقلته صحيفة "الرياضية" السعودية، فقد عرضت إدارة النصر على إيمري راتبًا سنويًا ضخمًا يصل إلى 20 مليون يورو، وهي قيمة مالية تعتبر من بين الأعلى في عالم التدريب، ما يشير إلى جدية العرض ومحاولة إقناع المدرب بمغادرة أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز وخوض تجربة جديدة في دوري روشن السعودي.
وتعكس الخطوة طموحات النصر الذي يسعى لتعزيز حضوره القوي في المنافسات المحلية والقارية، لا سيما مع تصاعد المنافسة في الدوري السعودي، وارتفاع مستوى الأندية الأخرى مثل الهلال والاتحاد، مما يجعل مسألة استقطاب مدرب بمواصفات أوروبية مطلبًا ملحًا لإعادة الفريق إلى منصات التتويج.
ويعد أوناي إيمري من الأسماء البارزة في الساحة التدريبية الأوروبية، إذ يمتلك سجلًا حافلًا بالنجاحات، أبرزها تتويجه بلقب الدوري الأوروبي أربع مرات، ثلاث منها مع إشبيلية الإسباني، وواحدة مع فياريال، كما تولى تدريب أندية كبرى مثل باريس سان جيرمان وأرسنال، قبل أن يستقر في أستون فيلا ويحقق معهم قفزة نوعية في الأداء والنتائج.
وتشير المصادر إلى أن إيمري يدرس العرض السعودي بجدية، إلا أن قرار الانتقال إلى النصر قد يتوقف على عدة عوامل، من بينها طموحات المدرب الشخصية، ورغبته في الاستمرار بالمنافسات الأوروبية، خصوصًا بعدما قاد أستون فيلا للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
وفي المقابل، ما تزال فرص المدرب البرتغالي خورخي خيسوس قائمة بقوة لتولي قيادة النصر، حيث يُعد الاسم الأقرب بحسب مصادر داخلية في النادي، إذ يتمتع خيسوس بخبرة واسعة في الملاعب الخليجية، خاصة بعد تجربته الناجحة مع نادي الهلال، مما يجعله خيارًا أكثر واقعية من الناحية الفنية والانسجام مع أجواء الدوري السعودي.
ويعد خيسوس من المدربين الذين يحظون بثقة الإدارات السعودية، وهو ما قد يمنحه الأفضلية في حال تعثر المفاوضات مع إيمري، إلا أن العرض المالي الكبير الذي قُدم للإسباني يعكس رغبة النصر في خوض مغامرة تدريبية جديدة من الطراز العالمي.
وقد فتحت إقالة بيولي قبل أيام الباب أمام موجة من التكهنات حول هوية المدرب القادم، خاصة أن النادي لم يُحقق أي لقب خلال الموسم المنصرم، وهو ما زاد من ضغوط الجماهير التي تطالب بإحداث تغيير جذري في الجهاز الفني بعد خيبة الأمل الأخيرة.
ويتوقع أن تحسم إدارة النصر ملف المدرب خلال الأيام القليلة المقبلة، بهدف منح الجهاز الفني الجديد الوقت الكافي للإعداد للموسم الجديد، سواء على مستوى التحضيرات أو تدعيم الفريق بالصفقات المناسبة.
وتأتي هذه التحركات في إطار الطموحات المتزايدة للأندية السعودية بعد انفتاح سوق الانتقالات على نجوم عالميين، واستقطاب أسماء رنانة في العامين الماضيين، مما جعل الدوري السعودي محط أنظار متابعي كرة القدم حول العالم.
وتشير أوساط مقربة من النادي إلى أن إدارة النصر وضعت ملف المدرب على رأس أولوياتها الحالية، إدراكًا منها لأهمية المرحلة المقبلة، والحاجة إلى مدرب يمتلك شخصية قوية، وفكر تدريبي قادر على استغلال الإمكانيات الكبيرة المتاحة داخل الفريق.
ويتضمن مشروع النصر للموسم الجديد أهدافًا واضحة أبرزها الفوز بدوري روشن، والمنافسة القوية على دوري أبطال آسيا، بالإضافة إلى تحقيق حضور مميز في كأس العالم للأندية في حال تأهل الفريق للمشاركة فيها.
وشملت الخيارات التدريبية التي طرحت على طاولة الإدارة أسماء أخرى، إلا أن العرض المقدم لإيمري يؤكد رغبة النصر في حسم الملف لصالح مدرب له بصمة واضحة في أوروبا، وقادر على قيادة الفريق نحو مستوى جديد من التنافسية.
وفي حال وافق إيمري على العرض، فإنها ستكون واحدة من أبرز الصفقات التدريبية في المنطقة، وستفتح الباب أمام المزيد من الأسماء اللامعة لاكتشاف تجربة التدريب في الملاعب السعودية، وهو ما يتماشى مع رؤية الرياضة السعودية في تطوير اللعبة ورفع مستواها الفني.
ولكن في الوقت نفسه، قد يُفضل إيمري الاستمرار في البريميرليغ، حيث تنتظره تحديات كبرى مع أستون فيلا، خاصة في ظل مشاركتهم المرتقبة في دوري الأبطال، مما يجعل قرار الرحيل مغامرة حقيقية بالنسبة له على الصعيد المهني.
وتترقب الجماهير النصراوية من جهتها الإعلان الرسمي عن هوية المدرب الجديد، وسط تفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن رغبتهم في رؤية اسم كبير على رأس الجهاز الفني، بينما يرى آخرون أن المدرب القادر على التأقلم مع الأجواء المحلية هو الخيار الأفضل.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى كل الخيارات مفتوحة، غير أن المؤكد هو أن النصر عازم على دخول الموسم الجديد بوجه مختلف، وطموحات تتجاوز حدود المنافسة المحلية، في ظل استمرار مشروعه الكبير لبناء فريق يُنافس في كل البطولات.