موسم جديد يبدأ بتقييم صارم .. بلان يقود ثورة في الاتحاد

يواصل نادي الاتحاد السعودي استعداداته المكثفة لانطلاقة الموسم الكروي الجديد، في ظل استمرار المدرب الفرنسي لوران بلان على رأس الجهاز الفني للفريق، وسط تحركات داخلية تهدف إلى إعادة ترتيب البيت الاتحادي فنيًا وإداريًا بعد موسم حافل بالنجاحات المحلية.
وأفادت تقارير صحفية أن بلان سيشرف بشكل مباشر على تقييم قائمة الفريق الأول، مع إعطاء اهتمام خاص للعناصر العائدة من الإعارة، بهدف اتخاذ قرارات حاسمة بشأن استمرارهم من عدمه، ضمن خطة إعداد فني محكمة ترمي للحفاظ على قوة الفريق وزيادة عمقه التكتيكي.
إقرأ ايضاً:الهلال في مواجهة ثأرية ضد مانشستر سيتي.. 3 نجوم يسعون للانتقام من جوارديولا في كأس العالم للأنديةأرقام فلكية ومميزات غير مسبوقة.. تفاصيل عقد كريستيانو رونالدو الجديد مع النصر حتى 2027
وبحسب ما تم تداوله، فإن أربعة لاعبين سيخضعون لتقييم دقيق من قبل الجهاز الفني بقيادة بلان، وهم فيصل الغامدي ومروان الصحفي العائدان من تجربة احترافية مع نادي بيرشكوت البلجيكي، بالإضافة إلى همام الهمامي العائد من الخلود، وأحمد الغامدي الذي أنهى تجربته مع نادي نيوم.
ويمثل هذا التقييم فرصة حقيقية للعناصر الشابة لإثبات أحقيتها في تمثيل الفريق الأول خلال الموسم المقبل، خاصة في ظل رغبة الجهاز الفني في ضخ دماء جديدة داخل التشكيلة، وتعزيز التنافس بين اللاعبين الأساسيين والبدلاء في مختلف المراكز.
ويسعى لوران بلان إلى خلق توليفة فنية متوازنة قادرة على الاستمرارية، بعد أن نجح في قيادة الاتحاد لتحقيق الثنائية المحلية الموسم الماضي، بحصد لقب دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين، وهو إنجاز أعاد الفريق إلى منصات التتويج بعد غياب.
ويعتمد بلان في قراراته على معايير فنية صارمة تتعلق بالجاهزية البدنية، والقدرة على الانضباط التكتيكي، ومدى توافق اللاعب مع فلسفة اللعب التي يتبناها، مما يجعل بقاء أي من اللاعبين العائدين من الإعارة مرهونًا بإثبات الجدارة داخل أرضية الميدان.
ويتمتع كل من فيصل الغامدي ومروان الصحفي بخبرة خارجية مكتسبة من الاحتكاك في الدوري البلجيكي، وهي تجربة من شأنها أن ترفع من فرص بقائهم في صفوف الفريق، إذا ما استطاعا إقناع الجهاز الفني بقدراتهم التطويرية ومستواهم الفني الحالي.
أما همام الهمامي وأحمد الغامدي، فقد أظهرا خلال فترة الإعارة تطورًا ملحوظًا في الأداء، ما يجعل عودتهما محط أنظار المتابعين، خاصة وأن النادي أبدى اهتمامًا متزايدًا بمنح اللاعبين الشباب فرصًا أكبر ضمن مشروع طويل المدى لبناء فريق متوازن يجمع بين الخبرة والطموح.
ويُنظر إلى هذا الحراك الفني في الاتحاد على أنه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الاستدامة، وتعزيز القاعدة المحلية للفريق، تماشيًا مع توجيهات الإدارة التي تسعى إلى تخفيف الاعتماد على التعاقدات الخارجية، وإعطاء الأولوية للاعب السعودي المؤهل.
ويأتي ملف تقييم اللاعبين العائدين ضمن سلسلة من الملفات التي يعمل عليها بلان في فترة التحضير، إذ من المنتظر أن تشمل عملية المراجعة أداء الفريق في الموسم الماضي، ومعالجة بعض النقاط الفنية التي ظهرت في عدد من المباريات، رغم التتويج بالبطولتين المحليتين.
وتشير مصادر داخل النادي إلى أن الجهاز الفني بصدد عقد عدة اجتماعات خلال الأيام المقبلة مع الجهاز الإداري، لمناقشة التفاصيل المتعلقة بالقائمة النهائية، ومصير اللاعبين المعارين، واحتياجات الفريق من التعاقدات الصيفية، تحضيرًا لمعسكر الفريق الخارجي.
ويُتوقع أن يعلن الاتحاد عن قراراته بشأن الرباعي العائد من الإعارة خلال فترة قصيرة، تمهيدًا لحسم المراكز التي تحتاج إلى دعم، وتحديد أولويات التفاوض مع اللاعبين المستهدفين، في ظل ارتباط الفريق بالمشاركة في بطولات محلية وقارية خلال الموسم المقبل.
وكانت الإدارة الاتحادية قد جددت ثقتها في لوران بلان بعد النجاحات التي حققها في موسمه الأول مع الفريق، حيث استطاع فرض أسلوب لعب متوازن وجعل من الفريق قوة ضاربة، ما جعله يحظى بدعم واسع من الجماهير التي تأمل في استمرار هذا الزخم الفني.
ويراهن المدرب الفرنسي على عامل الاستقرار الفني للمضي قدمًا في مشروعه مع الفريق، حيث أكد في أكثر من مناسبة رغبته في الاعتماد على العناصر الجاهزة ذهنيًا وبدنيًا، إلى جانب فتح الباب أمام الشباب الطامحين لحجز مكان داخل التشكيلة الأساسية.
ويترقب أنصار الاتحاد ملامح القائمة النهائية التي سيعتمدها بلان، وسط تطلع لرؤية توليفة جديدة تجمع عناصر الخبرة بالعناصر الشابة، في سبيل مواصلة الهيمنة المحلية، والمنافسة القوية على المستويين الآسيوي والعالمي، خصوصًا في ظل الطموحات المرتفعة داخل النادي.
ومع اقتراب موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد، تتجه الأنظار إلى معسكر الفريق المقبل، والذي سيكون بمثابة المحطة الحاسمة لتجريب الأسماء وتثبيت التشكيلة، قبل خوض أولى المواجهات الرسمية التي يُعوّل عليها الفريق للانطلاق بقوة واستثمار حالة الاستقرار الفني والإداري.
ويبدو أن الاتحاد قد دخل مرحلة مختلفة من العمل الإداري والفني، عنوانها التحليل والتخطيط بعيدًا عن العشوائية، في ظل رغبة واضحة في بناء فريق قادر على المنافسة المستدامة، وهو ما يجعل القرارات المرتقبة بشأن اللاعبين العائدين من الإعارة محورية في هذا السياق.