موعد مباراة السعودية والمكسيك .. التشكيل والقنوات الناقلة
يترقب عشاق الكرة العربية مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين المنتخب السعودي ونظيره المكسيكي في إطار مباريات الدور ربع النهائي من بطولة الكأس الذهبية "الكونكاكاف" 2025، حيث يسعى الأخضر لتحدي التاريخ وتخطي إحدى أصعب العقبات في مشواره بالبطولة القارية.
ويأتي هذا اللقاء بعد أن نجح المنتخب السعودي في تجاوز دور المجموعات بصعوبة، حيث حل في وصافة المجموعة الرابعة برصيد أربع نقاط، خلف المنتخب الأمريكي الذي تصدر الترتيب بتسع نقاط كاملة، ليضرب موعدًا مع المنتخب المكسيكي صاحب الأداء القوي والتاريخ الحافل في البطولة.
إقرأ ايضاً:فنربخشة يتحرك سريعًا لضم نجم النصر "جوان دوران".. خطوة مفاجئة تهز الميركاتو الصيفيهل شوارعنا جاهزة للسيارات ذاتية القيادة؟ "كود" سعودي جديد يمهد الطريق لثورة في عالم النقل
ويشارك المنتخب السعودي في هذه النسخة من البطولة بدعوة خاصة من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي "الكونكاكاف"، في إطار مبادرة لدمج المنتخبات الخارجية في المسابقة ورفع مستوى المنافسة، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها الأخضر بنسخة رسمية من كأس الكونكاكاف الذهبية.
ويحتضن ملعب ستيت فارم، الواقع في ولاية أريزونا الأمريكية، هذه المواجهة المرتقبة، حيث تنطلق صافرة البداية فجر يوم الأحد المقبل الموافق 29 يونيو، في تمام الساعة الخامسة وربع صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وسط اهتمام إعلامي وجماهيري كبيرين في ظل أهمية المباراة وصعوبة التحدي.
وسيتولى طاقم تحكيم دولي إدارة اللقاء، وسط توقعات بأن تكون المواجهة مشحونة ومليئة بالندية، في ظل رغبة كل طرف في اقتناص بطاقة العبور إلى نصف النهائي، خاصة أن الفريقين يمتلكان عناصر شابة وطموحة أظهرت مستويات لافتة خلال دور المجموعات.
وستكون المباراة منقولة مباشرة على قناة السعودية الرياضية 1، والتي أعلنت عن بث اللقاء مجانًا عبر شاشتها، مما يتيح للجماهير السعودية متابعة الحدث الكبير من داخل المملكة وخارجها، وسط تحضيرات خاصة من القناة لتغطية الحدث بكل تفاصيله قبل وبعد المباراة.
وعلى صعيد التشكيل المتوقع، فمن المرجح أن يدخل المدرب الوطني المواجهة بتشكيلة متوازنة، حيث يتولى نواف العقيدي حماية عرين الأخضر، فيما يتكون خط الدفاع من الرباعي علي مجرشي، عبدالإله العمري، حسن كادش، ونواف البوشل، في محاولة لإغلاق المنافذ أمام الهجوم المكسيكي المعروف بسرعته وتحركاته الخطيرة.
وفي وسط الميدان، يعتمد المنتخب على الثلاثي علي صادق الحسن، زياد الجهني، وفيصل الغامدي، الذين يُنتظر منهم الربط بين الخطوط والضغط على مفاتيح لعب المكسيك، فيما يقود الهجوم الثلاثي عبدالرحمن العبود، فراس البريكان، وأيمن يحيى، في مسعى لهز الشباك وتحقيق نتيجة إيجابية.
وعلى الرغم من صعوبة المهمة، فإن لاعبي الأخضر يتمسكون بالأمل في كتابة تاريخ جديد أمام منتخب لم يتمكنوا من الفوز عليه في السابق، حيث التقى الفريقان في ست مواجهات، فاز المكسيك في خمس منها، فيما حسم التعادل مواجهة واحدة، دون أي فوز سعودي يُذكر حتى الآن.
ويحمل التاريخ رقمًا سلبيًا لصالح المنتخب المكسيكي، إذ سجل لاعبوه ستة عشر هدفًا في شباك السعودية خلال المواجهات السابقة، مقابل ثلاثة أهداف فقط للأخضر، وهو ما يضيف طابعًا ثأريًا للمواجهة ويحفز اللاعبين السعوديين لتقديم أداء استثنائي وكسر سلسلة النتائج السلبية.
وتُعد هذه المباراة اختبارًا حقيقيًا لطموحات الكرة السعودية في منافسات قارية ذات طابع مختلف، حيث تختلف الأجواء والخصوم عن البطولات الآسيوية المعتادة، مما يمثل فرصة مثالية للاحتكاك بمستويات جديدة واكتساب الخبرات الدولية.
وقدّم المنتخب السعودي خلال مشواره في البطولة أداء متباينًا، حيث استهل مشاركته بتعادل مهم أمام بنما، ثم خسر بصعوبة أمام أمريكا، قبل أن يحقق فوزًا صعبًا في الجولة الأخيرة على منتخب جامايكا، مما مكّنه من حصد المركز الثاني والتأهل للدور التالي.
وتأتي هذه المشاركة كجزء من خطة استراتيجية للاتحاد السعودي لكرة القدم تهدف إلى تطوير أداء المنتخب عبر خوض تجارب مختلفة أمام مدارس كروية متنوعة، تمهيدًا لاستحقاقات كبرى قادمة مثل تصفيات كأس العالم 2026 وبطولة آسيا.
ويرى بعض المحللين أن نجاح المنتخب في تجاوز عقبة المكسيك سيكون بمثابة إنجاز كبير، ليس فقط على المستوى الفني، بل أيضًا على مستوى السمعة الدولية، في ظل جودة المنافس المكسيكي الذي يُعد من أفضل المنتخبات في منطقة الكونكاكاف وأكثرها تتويجًا بالبطولة.
وفي المقابل، يدرك المنتخب المكسيكي أهمية المباراة وصعوبة الخصم، إذ أبدى المدرب المكسيكي احترامًا كبيرًا للمنتخب السعودي، مشيرًا إلى تطور مستواه في السنوات الأخيرة، وامتلاكه عناصر شابة تتمتع بالمهارة والانضباط التكتيكي.
وتُشكل هذه المباراة فرصة للاعبين السعوديين من أجل لفت الأنظار، خاصة أن البطولة تُقام على الأراضي الأمريكية وتحظى بمتابعة واسعة من الأندية الأوروبية، مما قد يفتح الباب أمام بعض النجوم للاحتراف الخارجي مستقبلًا.
ويعوّل الجمهور السعودي على الحماس وروح التحدي التي لطالما تميز بها لاعبو الأخضر في المواعيد الكبرى، آملين أن تشهد المباراة مفاجأة سعيدة تعيد الأمل وتمنح دفعة معنوية للكرة السعودية على الساحة الدولية.
ويُنتظر أن تحظى المباراة بنسبة مشاهدة مرتفعة في الوطن العربي، حيث يتطلع عشاق المنتخب السعودي لرؤية فريقهم يتفوق على واحد من أقوى المنتخبات في نصف الكرة الغربي، في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين ولا تحتمل الأخطاء.
وبينما تُسلط الأنظار على الأداء داخل الملعب، فإن ما ستقدمه السعودية في هذا اللقاء قد يُشكل لحظة فاصلة في مسيرتها الدولية، إذ إن الفوز قد يعني فتح آفاق جديدة للمنتخب والمساهمة في تعزيز صورته كفريق قادر على المنافسة خارج قارته.