انطلاقة جديدة نحو الرقمنة: المجموعة 23 تدخل عصر الفوترة الإلكترونية المتكاملة في مارس 2026

أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك عن تحديد الموعد النهائي لتطبيق المرحلة الثانية من الفوترة الإلكترونية المعروفة بـ"مرحلة الربط والتكامل" على المجموعة الثالثة والعشرين من المنشآت المستهدفة، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 31 مارس 2026. هذا الإعلان يأتي ضمن الخطة التدريجية الطموحة لرقمنة الأنشطة التجارية في المملكة العربية السعودية، حيث تسعى الهيئة إلى تعزيز الشفافية الضريبية وحماية المستهلكين من خلال تطوير منظومة فوترة إلكترونية متكاملة ومتطورة.
وتشمل المجموعة الثالثة والعشرون جميع المنشآت التي تجاوزت إيراداتها الخاضعة لضريبة القيمة المضافة حاجز 750,000 ريال سعودي خلال أي من الأعوام الثلاثة المنصرمة 2022 و2023 و2024. هذا المعيار المالي الواضح يضمن استهداف المنشآت ذات النشاط التجاري الكبير والمؤثر في الاقتصاد الوطني، مما يعكس الرؤية الاستراتيجية للهيئة في تطبيق النظام على المؤسسات الأكثر تأثيراً أولاً، ثم التوسع تدريجياً لتشمل باقي فئات المنشآت التجارية في المملكة.
إقرأ ايضاً:تأكيد رسمي...خيسوس على أبواب النصر.. قرارات صادمة وتحديات جديدة!هل فقد الهلال السيطرة؟ ميتروفيتش يخلق أجواء من التوتر قبل المباراة الحاسمة!
وتتطلب المرحلة الثانية من الفوترة الإلكترونية متطلبات تقنية ومالية أكثر تعقيداً من المرحلة الأولى، حيث يجب على المنشآت المستهدفة ربط أنظمة الفوترة الإلكترونية الخاصة بها مع نظام "فاتورة" الحكومي بشكل مباشر ومتكامل. كما يتوجب عليها إصدار الفواتير الإلكترونية وفقاً لصيغة محددة ومعايير تقنية صارمة، بالإضافة إلى تضمين عناصر إضافية جديدة في الفواتير لم تكن مطلوبة في المرحلة الأولى، مما يضمن مستوى أعلى من الدقة والشمولية في تسجيل العمليات التجارية ومتابعتها.
وأكدت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك أنها ستقوم بإشعار جميع المنشآت المستهدفة في المجموعة الثالثة والعشرين قبل موعد التطبيق بفترة كافية، مع تقديم الدعم التقني والإرشادي اللازم لضمان التحول السلس إلى النظام الجديد. هذا النهج التدريجي والمدروس يهدف إلى تجنب أي تعطيل في الأنشطة التجارية، مع ضمان الامتثال الكامل للمتطلبات التقنية الجديدة، خاصة وأن الهيئة تلتزم بإبلاغ المجموعات المتبقية قبل التاريخ المحدد للربط بستة أشهر على الأقل.
وتمثل هذه المرحلة الجديدة من الفوترة الإلكترونية امتداداً طبيعياً للنهضة الاقتصادية الشاملة التي تشهدها المملكة في إطار رؤية 2030، والتي تركز بشكل أساسي على التحول الرقمي في جميع القطاعات الحيوية. النجاح الباهر الذي حققته المرحلة الأولى من الفوترة الإلكترونية، والتي بدأت في 4 ديسمبر 2021، يبشر بنجاح مماثل للمرحلة الثانية، خاصة في ظل الوعي المتزايد للمكلفين وسرعة استجابتهم للتطورات التقنية الجديدة، مما عزز من حماية المستهلك ورفع مستوى الشفافية في المعاملات التجارية عبر المملكة.