لغز الـ4 ساعات.. كيف قلصت هيئة الحرمين زمن استبدال كسوة الكعبة بـ"إنجاز تاريخي"؟

كسوة الكعبة
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

في مشهدٍ مهيبٍ يمزج بين عظمة التاريخ وحداثة الإنجاز، أتمت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة لهذا العام 1447هـ، وذلك في وقتٍ قياسيٍ لافت، يُبرز التطور الكبير في الأداء التشغيلي.

وهذه العملية الروحانية التي تُشكل حدثاً سنوياً ينتظره المسلمون حول العالم، شهدت هذا العام إنجازاً غير مسبوق، يُؤكد على كفاءة الفرق العاملة، والتخطيط المتقن، وحرص المملكة على تقديم الأفضل في خدمة الحرمين الشريفين، فكل عام يشهد تطوراً جديداً، يُضاف إلى سجل الإنجازات الكبرى.


إقرأ ايضاً:انطلاقة مرتقبة من الهيئة العامة للعقار .. خطوة حاسمة تُغيّر مستقبل هذه المناطق"عاجل من حساب المواطن".. بلاغ هام يكشف عن خطأ شائع يهدد دعمك الشهري

وقد بدأت أعمال تغيير الكسوة الشريفة في تمام الساعة 12:00 منتصف ليل الخميس، المصادف لغرة شهر المحرم المبارك، وانتهت هذه العملية الدقيقة في تمام الساعة 6:40 صباحاً من اليوم ذاته، محققةً بذلك "فارق عمل" بلغ 4 ساعات عن المدة المعتادة في الأعوام السابقة.

وهذا التوقيت القياسي يُعكس قفزةً نوعيةً في كفاءة التنفيذ، ويُؤكد على التطور المستمر في إدارة مثل هذه المهام الجليلة، في إطار السعي نحو التميز، و تحقيق الريادة في خدمة الحرمين.

ويُعد هذا التوقيت القياسي الذي شهدته عملية استبدال الكسوة، "إنجازًا نوعيًا" يُجسد التطور الكبير في الكفاءة التشغيلية، والتكامل المذهل في آليات التنفيذ، ضمن منظومة متقدمة ترتكز على التخطيط المسبق الدقيق، والدقة المتناهية، والانسيابية التامة في أداء المهام، مما يُسهم في إظهار الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام، بأبهى حللها، وبشكلٍ يُناسب مكانتها العظيمة في قلوب المسلمين، و يُبرز مدى العناية التي تُوليها المملكة لبيت الله الحرام.

وأوضحت الهيئة أن هذا الإنجاز المبهر يعود إلى "حزمة من العوامل الفنية والتنظيمية" التي أسهمت بشكل مباشر في تسريع الإجراءات وتبسيطها، من أبرزها "اعتماد آلية محكمة لخياطة الجهات الأربع من الكسوة بشكل مسبق".

مما قلص الوقت اللازم لعملية الخياطة أثناء التنفيذ، وجعلها أكثر سلاسة وفاعلية، هذه الخطوة الاستباقية تُظهر مدى التفكير المستقبلي، والتخطيط المسبق، الذي تقوم به الهيئة، لضمان أعلى مستويات الكفاءة في العمل.

وشملت العوامل الفنية والتنظيمية أيضاً "التحضير الدقيق للكعبة المشرفة" زادها الله تشريفًا وتعظيمًا، وذلك من خلال "تحديد الحد الأعلى والأدنى لحزام الكسوة باستخدام شريط لاصق"، وهو ما قلّص بشكل كبير الوقت الذي كان يُستغرق سابقًا في وزن الحزام وتثبيته يدوياً، مما يُعزز من دقة العمل، ويُقلل من الجهد المبذول، ويُظهر استخدام التقنيات الحديثة في خدمة الشعائر الدينية.

كما شملت الاستعدادات "تجهيز الحبال المخصصة لرفع الكسوة بتحديد الارتفاع المناسب مسبقًا"، مما سهل على الفنيين "الوصول السريع والدقيق إلى نقاط التثبيت على سطح الكعبة المشرفة"، هذا التجهيز المسبق يُجنب أي تأخير أو صعوبات قد تُواجه فرق العمل.

ويُضمن سير العملية بكل يُسر وسلاسة، مما يُعكس مدى الاحترافية، والتخطيط المسبق لكل تفصيلة في هذه المهمة الجليلة، و يعتبر ذلك من العوامل التي أدت إلى هذا الإنجاز.

إضافةً إلى ذلك، جاء "تدريب الكوادر الفنية" قبل وقت كافٍ من موعد التنفيذ الفعلي، ليمنحهم "مهارة أكبر وثقة أعلى" في أداء مهامهم، الأمر الذي انعكس بوضوح على جودة الأداء، وسرعة إنجازه.

فالتدريب المستمر يُعزز من قدرات الأيدي العاملة، ويُمكنها من التعامل مع أي تحديات، مما يُضمن تحقيق أعلى مستويات الدقة والإتقان في مثل هذه الأعمال الحساسة، و يُظهر مدى اهتمام الهيئة بتطوير كوادرها.

واستخدمت فرق العمل "تقنيات متطورة ووسائل حديثة" أسهمت بشكل مباشر في تعزيز الكفاءة، وضمان سلامة جميع مراحل العمل، بدءًا من فك الكسوة القديمة بعناية فائقة، ووصولًا إلى تركيب الكسوة الجديدة وتثبيتها بإحكام على أركان الكعبة المشرفة.

وهذه التقنيات الحديثة تُقلل من الجهد البشري، وتُزيد من الدقة، وتُضمن أعلى مستويات السلامة للكسوة، والعاملين، مما يُعزز من مكانة المملكة في توظيف التقنية لخدمة الحرمين.

وتأتي هذه الجهود الحثيثة والمثمرة، امتدادًا لحرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على "الاستمرار في تطوير منظومة الخدمات المقدمة للحرمين الشريفين"، ورفع جودة الأداء في كل ما يتعلق بالعناية بالكعبة المشرفة، بما يعكس مكانتها الدينية والتاريخية العظيمة في نفوس المسلمين في شتى بقاع الأرض، ويُؤكد على التزام المملكة بتقديم أرقى الخدمات لزوار بيت الله الحرام، و تُعزيز من تجربتهم الروحانية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook