ماذا يعني ظهور "رمز الكأس" بجانب تخصصك؟ "قبول" تكشف أسرار واجهتها الذكية

أعلنت وزارة التعليم السعودية عن بدء العد التنازلي لأحد أهم المراحل المصيرية في مستقبل آلاف الطلبة، حيث حددت يومي 13 و14 يوليو المقبل كموعد نهائي لتأكيد القبول في مؤسسات التعليم العالي والكليات التقنية، مؤكدة أن من يتخلف عن تأكيد قبوله خلال 48 ساعة سيتم إلغاء طلبه تلقائيًا.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الجدول الزمني للمنصة الوطنية الموحدة للقبول "قبول"، التي أطلقتها الوزارة بهدف توحيد الإجراءات وتسهيل عملية الالتحاق بالمؤسسات التعليمية، حيث تضم أكثر من 80 جهة تعليمية حكومية تحت سقف رقمي واحد، وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا جوهريًا في مسار التسجيل الجامعي في المملكة.
إقرأ ايضاً: الاستثمار في العقول: جامعة الملك عبدالعزيز تطلق موهبة 2025 بمشاركة 521 طالبًا وطالبةجاسبريني يشعل الميركاتو.. نجم الأهلي على أعتاب العودة المثيرة إلى روما!
وبحسب الوزارة، فإن مرحلة تأكيد الرغبات قد انطلقت فعليًا في 29 يونيو، بينما سيكون العاشر من يوليو هو آخر يوم للتقديم، مما يجعل من عملية تأكيد القبول في 13 و14 يوليو الخطوة الأخيرة في هذه الدورة السنوية قبل الانتقال إلى مرحلة "الفرص الإضافية".
وأشارت الوزارة إلى أن "الفرص الإضافية" ستبدأ اعتبارًا من 17 يوليو وتستمر حتى 26 يوليو، وهي مخصصة للطلبة الذين لم يحالفهم القبول في المرحلة الأولى أو أولئك الذين لم يتمكنوا من التقديم في الوقت المحدد، وتُعد هذه المرحلة الفرصة السنوية الأخيرة للالتحاق بالمؤسسات التعليمية الحكومية.
وأكدت الوزارة التزامها بتقديم تجربة شفافة ومجانية بالكامل، حيث يتم التقديم عبر المنصة باستخدام بيانات الدخول الموحد "نفاذ"، دون الحاجة إلى رفع مستندات في معظم الحالات، وذلك بفضل الربط الإلكتروني المباشر مع الجهات الحكومية الرسمية.
وأوضحت أن المنصة تستقبل الطلبات من شرائح متعددة، تشمل المواطنين، أبناء المواطنات، الزوجات غير السعوديات ممن لديهن أبناء سعوديون، بالإضافة إلى من يحملون سجلاً مدنيًا يبدأ بالرقم "1"، مما يعكس حرص الوزارة على شمولية النظام وتعزيز العدالة في التقديم.
ويُلزم النظام جميع المتقدمين بإدخال 25 رغبة تخصصية كحد أدنى، بما في ذلك رغبة واحدة على الأقل في برامج المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بهدف توسيع فرص المفاضلة وتعزيز احتمالات القبول في ظل المنافسة المتزايدة على المقاعد الدراسية.
كما وفرت المنصة أدوات ذكية تساعد الطلبة في ترتيب رغباتهم وفق إشارات لونية تُظهر احتمالية القبول لكل تخصص، وهو ما يمنحهم مؤشرات لحظية وواقعية تعزز من وعيهم في اتخاذ القرار المناسب بناءً على مؤهلاتهم ونقاطهم التراكمية.
ويُحتسب معيار المفاضلة بين المتقدمين بناءً على الدرجة الموزونة التي تختلف من جامعة لأخرى ومن تخصص لآخر، وتشمل المعدل التراكمي في الثانوية العامة ونتائج اختبار القدرات والتحصيلي، مما يجعل من الضروري على الطلبة إدراك معايير كل مؤسسة يرغبون بالتقديم إليها.
وشددت الوزارة على أن هذه الفترة من العام تُعد الوحيدة المتاحة للتقديم والتسجيل في الجامعات الحكومية، إذ لا توجد فرصة ثانية للتقديم في بداية الفصل الدراسي الثاني، مما يرفع من أهمية الالتزام بالمواعيد المعلنة وتحري الدقة أثناء إدخال البيانات.
وتوقعت الوزارة أن يستفيد من المنصة هذا العام أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، في ظل الإقبال المتزايد الذي شهدته المنصة في الأعوام السابقة، مما يؤكد فاعليتها في تقديم تجربة قبول أكثر كفاءة ومرونة.
وفيما يتعلق بالطلبة غير السعوديين، فقد خصصت لهم الوزارة منصة "ادرس في السعودية" والتي تتيح التقديم على الجامعات السعودية وبرامج المنح الدراسية من خلال خطوات إلكترونية منظمة، دون الحاجة إلى مراجعة شخصية، في إطار جهود المملكة لجذب الطلبة الدوليين وتوسيع برامجها التعليمية عالميًا.
ويُعد إطلاق "قبول" نقلة نوعية في عملية التقديم الجامعي بالمملكة، إذ يختصر الوقت والجهد، ويقلل الأخطاء الناتجة عن التقديم الورقي، كما يُساهم في رفع جودة البيانات المدخلة ويُمكن الجهات التعليمية من توزيع المقاعد بطريقة عادلة وشفافة.
وسبق أن أشارت الوزارة إلى أن المنصة تقدم دعمًا فنيًا متخصصًا لحالات استثنائية، مثل إثبات نسب الأم أو معادلة الشهادات الأجنبية، مما يضمن توفير حلول تقنية وإنسانية لكافة التحديات التي قد تواجه المتقدمين خلال عملية التسجيل.
ويأتي هذا التطوير في إطار سعي وزارة التعليم لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في التحول الرقمي ورفع كفاءة الخدمات الحكومية، وتعزيز الفرص التعليمية المتكافئة لكافة فئات المجتمع.
ويحظى النظام الجديد بإشادة واسعة من قبل أولياء الأمور والطلبة، الذين يرون فيه أداة تنظيمية تُخفف الضغط والتوتر المرتبطين بعملية القبول، خاصة مع وضوح المواعيد ومرونة الخيارات المتاحة عبر المنصة.
ويأمل مسؤولو التعليم أن تُحدث "قبول" نقلة في وعي الطالب تجاه مستقبله الأكاديمي، من خلال تسهيل الاطلاع على التخصصات والفرص المتاحة، وتمكينه من اتخاذ قرارات استراتيجية تُواكب احتياجات سوق العمل وتحقيق الطموحات الشخصية.