الأحساء على وشك أن تتغير إلى الأبد... انطلاق مشروع ضخم يَعِد بنقلة نوعية في حياة السكان!

بدأت محافظة الأحساء صباح هذا الأسبوع مرحلة جديدة في مسيرة تطوير البنية التحتية للخدمات العامة، بإطلاق التشغيل التجريبي لمشروع حافلات النقل العام، والذي يُعد من أبرز المشروعات الحديثة التي تهدف إلى إحداث تحول فعلي في نمط التنقل داخل المحافظة، وتحقيق نقلة نوعية على مستوى جودة الحياة.
ويهدف المشروع، الذي يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية الحضرية، إلى خدمة سكان الأحساء وزوارها من خلال منظومة نقل متطورة ومستدامة، تعتمد على تقنيات حديثة وكفاءات وطنية، وتواكب في الوقت ذاته الطموحات الوطنية في مجالات النقل والخدمات اللوجستية.
إقرأ ايضاً:تعليق ناري من الدويش يهز الوسط الرياضي.. "سر صفقة جيسوس"عاجل.. نيوم يعلن رسميا استقالة الرئيس التنفيذي للنادي
وأعلنت أمانة الأحساء أن التشغيل التجريبي للمشروع يشمل في مرحلته الأولى تشغيل شبكة تغطي 7 مسارات رئيسية، تمتد على مسافة إجمالية تُقدّر بـ 222 كيلومترًا، وتضم 132 نقطة توقف جرى توزيعها بعناية لتربط أهم المراكز السكنية والتجارية والخدمية داخل المحافظة.
ويعتمد المشروع على أسطول مكون من 41 حافلة حديثة الصنع، جُهّزت بمعايير متقدمة تضمن راحة المستخدمين وسلامتهم، وتعمل هذه الحافلات على مدار 18 ساعة يوميًا، لضمان تقديم الخدمة خلال مختلف أوقات اليوم، وبما يتناسب مع احتياجات مختلف شرائح المجتمع.
وفي خطوة لافتة تعكس التزام الأمانة بدعم الكفاءات الوطنية، أوضحت أن جميع السائقين العاملين على هذه الحافلات هم من السعوديين، بإجمالي 123 سائقًا تم تأهيلهم وفق أعلى معايير السلامة والجودة، لتكون التجربة نموذجًا يحتذى في مجال التوطين وتوفير الفرص الوظيفية لأبناء المنطقة.
ويُنتظر أن يسهم المشروع في تخفيف الضغط على الطرق الحيوية داخل الأحساء، من خلال تقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، وتوفير بدائل نقل آمنة وفعالة، مما سينعكس إيجابيًا على معدل الازدحام المروري، ويعزز من انسيابية الحركة داخل المدينة.
كما يتوقع أن يكون للمشروع دور فعّال في الحد من الانبعاثات الكربونية، وتقليل التلوث البيئي الناتج عن الاستخدام المكثف للمركبات، وهو ما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، التي تضع الاستدامة البيئية ضمن أولوياتها الاستراتيجية في القطاعات كافة.
ووفقًا لما أفادت به الأمانة، فإن المشروع يتميز بمرونة تشغيلية عالية وتكلفة تنفيذ منخفضة، إذ لا يتطلب بناء بنى تحتية ضخمة، مما يجعل عملية تعديل المسارات أو توسيعها لاحقًا أمرًا ممكنًا وسهل التنفيذ، بناءً على احتياجات السكان وتغيرات الكثافة السكانية أو نمط الاستخدام.
وقد شهدت شبكة المسارات في هذه المرحلة تغطية شاملة لأبرز الأحياء والمناطق الحيوية، مثل المجمعات التجارية، والمستشفيات، والأسواق الشعبية، والمراكز الحكومية، مما يجعل المشروع جزءًا من منظومة خدمية متكاملة تسهّل على المواطنين الوصول إلى احتياجاتهم اليومية بسهولة وأمان.
ويُعد التشغيل التجريبي خطوة تمهيدية أساسية لمرحلة التشغيل الكامل، حيث ستتم مراقبة الأداء ميدانيًا من قبل الفرق الفنية، وجمع الملاحظات من المستخدمين بهدف تحسين التجربة، ورفع كفاءة التشغيل قبل تعميم الخدمة على نطاق أوسع في المراحل المقبلة.
وتعكس هذه الخطوة حرص أمانة الأحساء على الاستفادة من التجارب العالمية في تطوير خدمات النقل العام، إذ تم اعتماد أفضل الممارسات في مجال التصميم والتشغيل، لضمان تقديم تجربة حضرية متميزة تنسجم مع احتياجات المدن الذكية والمجتمعات المتقدمة.
كما أوضحت الأمانة أن الحافلات المستخدمة في المشروع مزودة بمواصفات تقنية متقدمة، تشمل أنظمة تتبع مباشر، وكاميرات مراقبة، ومقاعد مريحة، وتكييف داخلي فعال، بما يعزز من رضا المستفيدين، ويجعل من التنقل عبر هذه الوسيلة خيارًا مفضلًا لشرائح واسعة من المجتمع.
ويعكس المشروع مستوى التطور الذي تشهده محافظة الأحساء على مختلف الأصعدة، بوصفها إحدى المحافظات الحيوية التي تشهد نموًا عمرانيًا متسارعًا، ويتطلب ذلك حلولًا ذكية لتسهيل التنقل، وتخفيف الأعباء على شبكات الطرق التي باتت تشهد كثافة متزايدة.
وتحرص الجهات المنفذة للمشروع على ضمان استمرارية الخدمة بكفاءة، من خلال عمليات صيانة دورية للحافلات، وتقييم مستمر لأداء السائقين والخطوط العاملة، إلى جانب دراسة مقترحات المجتمع لتطوير الخدمة وفقًا لتطلعاتهم.
وتهدف هذه الجهود مجتمعة إلى ترسيخ ثقافة استخدام وسائل النقل العام في المجتمع، وتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، لما في ذلك من فوائد اقتصادية وبيئية واجتماعية تسهم في بناء مدن أكثر استدامة ورفاهية.
وقد لاقى المشروع إشادة من عدد من المواطنين والمقيمين في الأحساء، الذين عبّروا عن ترحيبهم ببدء التشغيل، معتبرين أنه خطوة طال انتظارها، وسيسهم في حل كثير من الإشكالات اليومية المتعلقة بالتنقل، لاسيما بالنسبة لفئات الطلاب، والموظفين، وكبار السن.
وتؤكد هذه التجربة على قدرة الكفاءات الوطنية على قيادة مشاريع نوعية بهذه الأهمية، حيث أظهرت الفرق العاملة قدرة عالية على الالتزام والتنظيم، ما يبشر بنجاح واسع للمشروع عند دخوله مرحلة التشغيل الكامل في المستقبل القريب.