ضربة موجعة تربك استعدادات الأخضر قبل موقعة المكسيك في الكأس الذهبية

تلقى المنتخب الوطني السعودي لكرة القدم صفعة موجعة قبل أيام قليلة من مباراته الحاسمة أمام المنتخب المكسيكي، في إطار منافسات دور الـ 16 من بطولة الكأس الذهبية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة منتخبات من أمريكا الشمالية والوسطى ومنطقة الكاريبي، إلى جانب منتخبات مدعوة من آسيا.
ففي الساعات الأخيرة من مساء الخميس، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عبر بيان رسمي تعرض لاعب خط الوسط همام الهمامي لإصابة قوية في كاحل القدم، مما اضطره لمغادرة الحصة التدريبية وعدم استكمال التمارين، الأمر الذي أثار القلق داخل المعسكر الأخضر، وأحدث ارتباكًا في حسابات الجهاز الفني بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.
إقرأ ايضاً:مصنع سعودي صيني لإنتاج المركبات التجارية.. شراكة استراتيجية تدفع التوطين وتخدم "رؤية 2030"التجارة السعودية تكشف 9 ضوابط صارمة لتنظيم التخفيضات في المتاجر الإلكترونية
وتأتي الإصابة المفاجئة للهمامي في وقت حرج للغاية، إذ لم يتبقَ سوى ساعات معدودة على المواجهة المرتقبة أمام المنتخب المكسيكي، والمقررة عند الخامسة والربع فجر الأحد بتوقيت السعودية، على أرضية ملعب "آليجانت" في مدينة لاس فيغاس، في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، نظرًا لأهمية التأهل إلى ربع النهائي.
ويُعد همام الهمامي أحد أبرز ركائز التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها رينارد خلال دور المجموعات، حيث لعب دورًا محوريًا في منظومة وسط الميدان، وساهم بفاعلية في التوازن بين الدفاع والهجوم، ما جعل غيابه المحتمل يشكل أزمة فنية يتوجب التعامل معها بسرعة وحذر قبل صافرة البداية.
وبحسب مصادر مقربة من المعسكر، فإن الفحوصات الأولية تؤكد أن الإصابة ليست بسيطة، ومن المرجح غياب الهمامي عن اللقاء أمام المكسيك، فيما ينتظر الطاقم الطبي نتائج الأشعة الدقيقة خلال الساعات القادمة لتحديد مدى خطورة الإصابة، وفترة الغياب المتوقعة، وإمكانية لحاقه بالأدوار المقبلة حال تجاوز الأخضر عقبة ثمن النهائي.
وكانت الصدمة داخل الجهاز الفني واضحة، خصوصًا أن بدائل الهمامي لا تملك نفس الخبرة الدولية، مما يفرض على رينارد إجراء تغييرات اضطرارية في خط الوسط، وقد يتم الدفع بأحد اللاعبين الشباب ممن برزوا خلال الفترة الأخيرة، لتعويض هذا الفراغ المؤثر في وسط الملعب.
وكان المنتخب الوطني قد تأهل إلى الدور الثاني بعدما أنهى مشواره في دور المجموعات بالمركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد 4 نقاط، خلف المنتخب الأمريكي المتصدر برصيد 9 نقاط، بعدما حقق فوزًا على ترينيداد وتعادل مع بنما، وخسر أمام الولايات المتحدة، ليضرب موعدًا ناريًا مع وصيف المجموعة الثالثة، وهو منتخب المكسيك.
وتوصف المواجهة أمام المكسيك دائمًا بأنها كلاسيكو من نوع خاص، نظرًا للتاريخ العريق للمنتخب اللاتيني، الذي يعتبر من أقوى المنتخبات المشاركة في البطولة، ويتمتع بخبرة طويلة في مثل هذه المراحل الإقصائية، مما يزيد من صعوبة المهمة على كتيبة رينارد، خاصة في ظل الغيابات المفاجئة التي أربكت التحضيرات.
سيجبر غياب همام الهمامي المنتخب على تعديل خطة اللعب، وقد يلجأ المدرب الفرنسي إلى حلول تكتيكية غير تقليدية لتعويض الخسارة، وسط ترقب كبير من الجماهير السعودية التي كانت تعوّل على تألق الهمامي لمواجهة الضغط البدني المعروف عن المنتخب المكسيكي، الذي يتميز بالسرعة والاندفاع العالي.
وقد ظهر المنتخب السعودي بمستوى متوازن خلال الدور الأول، وأظهر قدرة على مجاراة النسق العالي في بعض فترات المباريات، غير أن اللمسة الأخيرة والفعالية الهجومية لا تزال محل تساؤل، مما يفرض على اللاعبين تقديم أقصى ما لديهم أمام المكسيك، لتعويض النقص الفني، وتسجيل الحضور في ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 2002.
ويعمل الجهاز الطبي حاليًا على متابعة الحالة الصحية للهمامي عن كثب، مع الحرص على عدم المجازفة به في حال عدم تعافيه الكامل، إذ تُفضل سلامة اللاعب على الدفع به مصابًا في مباراة مصيرية، قد تزيد من تفاقم إصابته وتحرمه من بقية مشوار البطولة وربما الموسم بأكمله.
وقد عبرت جماهير الأخضر عن قلقها الشديد على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار نبأ الإصابة، وطالبت بدعم المنتخب معنويًا، ودعت اللاعبين لتقديم أداء قتالي يعكس روح المنتخب السعودي، خصوصًا في ظل الضغط الكبير الملقى على كاهلهم بعد خسارة جهود أحد أعمدة الفريق.
وأكد اللاعبون من جانبهم التزامهم الكامل بالقتال من أجل التأهل، معتبرين أن غياب أي عنصر مهما كان مهمًا لا يجب أن يُثني عزيمة الفريق، وشددوا على أن قوة المنتخب تكمن في جماعيته وقدرته على التكيف مع المتغيرات، وهي رسالة طمأنينة للجماهير التي تنتظر أداء مشرفًا.
ولم يعلن الاتحاد السعودي حتى الآن عن استدعاء لاعب بديل، مما يعني أن قائمة المنتخب ستظل على حالها حتى إشعار آخر، وقد يُبقي المدرب على خياراته المتاحة مع التركيز على تجهيز لاعب وسط قادر على ملء الفراغ بجهد مضاعف وخطة مدروسة بدقة.
ومن جهة أخرى، يحظى المنتخب بدعم جماهيري سعودي كبير في الولايات المتحدة، حيث يعيش آلاف السعوديين هناك، ويتوقع أن تشهد مدرجات ملعب المباراة حضورًا أخضر لافتًا، وهو ما قد يشكل عاملًا محفزًا للاعبين في مواجهة التحدي المرتقب.
ويرى المتابعون للشأن الرياضي في السعودية أن مباراة المكسيك ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأخضر على المنافسة الجادة في المحافل القارية، خاصة في ظل تطور الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، ودخولها على خط المنافسة القوية إقليميًا ودوليًا، ما يجعل تجاوز هذا الدور مطلبًا مهمًا لتعزيز الثقة وتأكيد الطموحات.
ولا تزال الآمال قائمة رغم ضربة همام الهمامي، والأنظار تتجه نحو حلول المدرب رينارد، الذي عرف بقدرته على تجاوز المحن، وتحويل التحديات إلى فرص للانتصار، وهو ما ينتظره الجميع في ليلة الأحد الحاسمة.