تراجع جديد يضرب أسعار الذهب في السعودية .. هل الوقت مناسب للشراء؟

تراجع جديد يضرب أسعار الذهب في السعودية.
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

شهدت أسواق الذهب في السعودية اليوم الجمعة 27 يونيو/حزيران 2025 تراجعًا ملحوظًا في الأسعار، متأثرة بالتقلبات التي تشهدها أسواق المعدن النفيس عالميًا، حيث انخفضت الأسعار المحلية بالتزامن مع موجة خسائر جديدة على المستوى الدولي، مما أثار تساؤلات المستثمرين والمستهلكين حول المسار المتوقع للذهب خلال الفترة المقبلة.

ويأتي الانخفاض الحالي في وقت تستمر فيه أسعار الذهب عالميًا في التراجع، وسط توجهات الأسواق نحو ثاني خسارة أسبوعية متتالية، وهو ما انعكس مباشرة على السوق السعودية، التي تتأثر بشكل يومي بتحركات الأسواق العالمية المرتبطة بأسعار الأوقية والمعادن الثمينة.


إقرأ ايضاً:سهم طيران ناس يمحو خسائره ويتجه نحو اسبوع حافل"العد التنازلي يبدأ".. حدث "نوعي" ينطلق الأحد المقبل في المدينة المنورة.. فماذا يخبئ للمستثمرين؟

وسجلت أسعار الذهب الفورية على المستوى العالمي انخفاضًا بنسبة 1% لتصل إلى 3,292.19 دولارًا للأوقية، في حين هبطت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 1.3%، لتسجل 3,305.20 دولارًا للأوقية، وهو ما دفع السوق السعودية إلى إعادة ضبط أسعارها وفق هذه المؤشرات الجديدة.

وبحسب التحديثات اليومية من منصة Saudi gold price، فقد سجل سعر غرام الذهب عيار 24 في السعودية اليوم نحو 397.73 ريال سعودي، أي ما يعادل 106.06 دولار أمريكي، ليواصل بذلك الانخفاض مقارنة بالأيام السابقة، ويعكس حالة التذبذب المسيطرة على السوق في ظل توترات السياسة النقدية العالمية.

أما سعر غرام الذهب عيار 21، الأكثر طلبًا في السوق المحلية، فقد بلغ 348.01 ريال سعودي، أي ما يعادل 92.80 دولار، وهو ما يثير قلق المستهلكين، خاصة المقبلين على الزواج أو الادخار، الذين يتابعون تحركات السوق عن كثب لاتخاذ قرارات الشراء أو التريث.

وبالنسبة لعيار 18، فقد وصل سعر الغرام الواحد إلى 298.30 ريال سعودي، أي ما يعادل 79.55 دولار، ليكون بذلك خيارًا اقتصاديًا نسبيًا للباحثين عن التوفير أو الاستخدام في أغراض الزينة البسيطة، دون أن يغيب عن التأثر بالموجة الحالية من التراجع.

كما أظهرت البيانات انخفاض سعر الذهب المستعمل في السوق السعودية، حيث بلغ سعر غرام الذهب من عيار 22 نحو 359.58 ريال سعودي، أي ما يعادل 95.83 دولار أمريكي، في حين سجل غرام الذهب عيار 21 المستعمل نحو 343.01 ريال سعودي، ما يعادل 91.45 دولار، وبلغ متوسط السعر لعيار 18 نحو 293.30 ريال سعودي، ما يعادل 78.19 دولار.

وتمتد تأثيرات هذا التراجع أيضًا إلى سوق السبائك الذهبية في المملكة، حيث بلغ سعر سبيكة الذهب زنة 10 غرامات نحو 4088.65 ريال سعودي، أي ما يعادل 1090.31 دولار، وهو ما يشير إلى تراجع في قيمتها بالمقارنة مع الأسبوع الماضي، نتيجة لانخفاض سعر الأوقية عالميًا.

أما السبيكة الذهبية زنة 50 غرامًا، فقد بلغ سعرها في السوق السعودية نحو 20164.86 ريال سعودي، أي ما يعادل 5377.30 دولار أمريكي، بينما وصلت سبيكة الذهب زنة كيلوغرام واحد إلى سعر 400513.13 ريال سعودي، وهو ما يعادل 106803.50 دولار، لتسجل بذلك انخفاضًا رغم كونها من الخيارات الاستثمارية طويلة الأجل.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل في شركة Marex، إدوارد مير، أن هناك توجهًا واضحًا لتحويل بعض الاستثمارات من الذهب إلى معادن ثمينة أخرى مثل البلاتين والبلاديوم، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعكس احتمالية حدوث تدوير مضاربي داخل الأسواق، في ظل رغبة المستثمرين في الاستفادة من التذبذب المستمر في الأسواق العالمية.

وسجلت أسعار المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا مشابهًا، إذ انخفض سعر الفضة الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 36.38 دولارًا للأوقية، في حين هبط البلاتين بنسبة 2.2% ليبلغ 1,386.75 دولارًا، بعد أن كان قد وصل إلى أعلى مستوياته خلال 11 عامًا، فيما خالف البلاديوم هذا الاتجاه مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.9% ليصل إلى 1,142.49 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2024.

وتأتي هذه التطورات في ظل صعود طفيف للدولار الأمريكي، الذي يضغط بدوره على الذهب، إلى جانب تهدئة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد إعلان هدنة بين إسرائيل وإيران، ما قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن، ودفع المستثمرين إلى إعادة النظر في توزيع أصولهم.

كما يترقب المستثمرون عالميًا صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال الأيام القادمة، والتي من المتوقع أن ترسم ملامح السياسة النقدية المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على توجهات أسعار الفائدة، وبالتالي على جاذبية الذهب كمخزن للقيمة في الأوقات غير المستقرة.

وتبقى الأسئلة مفتوحة حول قدرة الذهب على استعادة زخمه في ظل هذه المتغيرات، حيث تشير التوقعات إلى أن استمرار الضغوط على الذهب قد يدفع الأسعار نحو مزيد من التراجع، ما لم تظهر بيانات اقتصادية تدعم موقف المعدن الأصفر وتعيد إليه جاذبيته كأداة تحوط في وجه التقلبات.

وفي الوقت نفسه، يرى مراقبون أن السوق المحلية في السعودية قد تستفيد من هذا التراجع في جذب المشترين الجدد، خاصة في ظل الإقبال المتزايد على الذهب بغرض الادخار أو الاستخدام الشخصي، إلا أن القرار الشرائي يبقى مرهونًا بتوقعات السوق خلال الأسابيع المقبلة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook