هبوط أسعار الذهب.. فرصة أم مخاطرة والمحللون في حالة ترقب!

أسعار الذهب
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

تراجعت أسعار الذهب في ختام تعاملات اليوم، لتتجه نحو تسجيل ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، متأثرة بعدد من العوامل التي ضغطت على أسعار المعدن الأصفر، أبرزها الارتفاع الطفيف في قيمة الدولار الأمريكي والهدوء الجيوسياسي عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

ويأتي هذا التراجع في وقت تترقب فيه الأسواق المالية العالمية صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد المسار المقبل للسياسة النقدية التي يتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.


إقرأ ايضاً:غرامة 5 ملايين ريال والسجن 4 سنوات.. "هيئة التأمين" تقترح "عقوبات رادعة" في نظامها الجديدعلى ارتفاع آلاف الأقدام .. تفاصيل الرحلة التي انتهت بفاجعة على متن الخطوط السعودية

وقد انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليُسجل 3313.23 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس تراجعًا أسبوعيًا بنسبة 1.7%، ويؤشر إلى تراجع شهية المستثمرين تجاه الذهب كملاذ آمن وسط حالة من الترقب لما ستسفر عنه المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة.

أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب، فقد هبطت بنسبة 0.7% لتصل إلى 3325.70 دولارًا للأوقية، ما يُظهر أن الضغط على السوق لم يكن لحظيًا فقط بل يمتد أيضًا إلى التوقعات المستقبلية للمعدن.

ويُعد الدولار الأمريكي أحد أبرز المؤثرات على أسعار الذهب خلال هذا الأسبوع، إذ أدى ارتفاعه إلى تقليص جاذبية المعدن الأصفر للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، فعادةً ما يُنظر إلى الذهب كأداة تحوط ضد التضخم واضطرابات الأسواق، إلا أن قوة الدولار تقلل من قيمته الشرائية في الأسواق العالمية، ما ينعكس سلبًا على مستويات الطلب.

من جهة أخرى، ساهم إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في تهدئة التوترات الجيوسياسية التي كانت قد دفعت بالذهب إلى مكاسب كبيرة في الأسابيع الماضية، ومع تراجع المخاوف من اندلاع صراع واسع في المنطقة، تراجعت الحاجة إلى الاستثمار في الأصول الآمنة، مما أثر بدوره على أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.

في سوق المعادن النفيسة الأخرى، سجلت أسعار الفضة استقرارًا ملحوظًا في المعاملات الفورية عند 36.63 دولارًا للأوقية، لتبقى دون تغير يُذكر مقارنةً بجلسات سابقة، في حين سجل البلاتين تراجعًا بنسبة 1.8% ليُتداول عند 1391.28 دولارًا للأوقية، وهو من أكبر الانخفاضات اليومية التي شهدها هذا المعدن خلال الشهر الجاري.

على الجانب الآخر، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 1.4% ليصل إلى 1147.78 دولارًا للأوقية، مدعومًا بتوقعات الطلب في قطاع السيارات، الذي يُعد المستهلك الرئيسي لهذا المعدن.

ويترقب المستثمرون حاليًا صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهو المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لمراقبة التضخم، وقد تُشكل هذه البيانات عاملًا حاسمًا في تحديد توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي سيكون له تأثير مباشر على حركة أسعار الذهب في الأسابيع المقبلة.

ويُجمع محللون اقتصاديون على أن السوق تمر بمرحلة حساسة من الترقب والحذر، حيث تتداخل فيها العوامل الاقتصادية مع التطورات السياسية، ما يجعل من الصعب التنبؤ باتجاهات الأسعار على المدى القصير.

ويبقى الذهب، رغم تراجعه الحالي، أحد الخيارات الاستثمارية الرئيسية التي يلجأ إليها المستثمرون في ظل الشكوك العالمية، وإن كانت تلك الشهية الاستثمارية قد تتراجع مؤقتًا في ظل تحسن العوائد على الأصول المقومة بالدولار الأمريكي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook