"أشبه بمعجزة".. أسرة زائر ماليزي تروي قصة إنقاذ حياته بعد أزمة قلبية حادة في مكة

في مشهد يجسّد فعالية التحول الصحي في المملكة، أنقذ تدخلٌ طبي سريع حياة زائر ماليزي تعرّض لأزمة قلبية حادة أثناء أدائه مناسكه في مكة المكرمة، بفضل الاستجابة الفورية لمنظومة الرعاية العاجلة، أحد أهم ركائز نموذج الرعاية الصحية الحديث الذي تتبناه المملكة في إطار رؤيتها 2030.
وفي تفاصيل الحادثة التي كشف عنها "تجمع مكة المكرمة الصحي"، فقد نقل المريض على وجه السرعة إلى مستشفى أجياد للطوارئ، أحد أبرز مرافق الطوارئ القريبة من الحرم، بعد أن شعر بآلام مفاجئة في الصدر أثارت الاشتباه بوجود مشكلة قلبية مهددة للحياة.
إقرأ ايضاً:"مهلة أخيرة".. لا تفوت فرصة "الإعفاء من العقوبات المالية".. "زاتكا" توضح التفاصيلوداعاً لزيارة "الأحوال المدنية".. "أبشر" تطلق خدمة جديدة تمكنك من إصدار "أهم وثيقة" لأسرتك من منزلك
لم يكن الوقت في صالح أحد، لكن بروتوكولات العمل الدقيقة وضعت الفريق الطبي المناوب في قلب الحدث بثقة ومهارة. حيث تم استقبال المريض وإجراء سلسلة من الفحوصات العاجلة التي شملت تخطيط القلب وتحاليل الإنزيمات وتصوير الصدر الشعاعي، والتي أثبتت وجود جلطة حادة في عضلة القلب.
وبروح مهنية عالية، شرع الطاقم في تنفيذ الإجراءات العلاجية العاجلة، بما في ذلك إعطاء مذيبات ومسيلات الجلطات وفق أحدث المعايير الطبية العالمية، ما أدى إلى استقرار مؤشرات المريض الحيوية في زمن قياسي.
وبعد السيطرة على الحالة مبدئيًا، تم تحويل المريض مباشرة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بمكة، لمتابعة حالته ضمن بيئة طبية متخصصة، وبإشراف طاقم مختص في أمراض القلب والشرايين.
هذا التدخل الناجح لم يكن ليحدث لولا التناغم الدقيق بين أقسام الطوارئ وفرق الإحالة والإسعاف، ضمن منظومة الرعاية العاجلة التي باتت تمثل الخط الأمامي في حماية الأرواح، لاسيما في مكة التي تشهد تدفقات بشرية هائلة خلال مواسم الحج والعمرة.
ويُعد مستشفى أجياد أحد الأعمدة الأساسية لهذه المنظومة، حيث يعمل بكامل طاقته الاستيعابية على مدار الساعة، ويضم طاقمًا طبيًا مؤهلاً يتقن التعامل مع الأزمات الصحية في وقتٍ حرج، مدعومًا بأحدث التجهيزات.
وتعكس هذه الحادثة، في مضمونها، ما تسعى إليه وزارة الصحة السعودية من خلال تحديث البنية التحتية للرعاية الصحية، وتوسيع نطاق الخدمات الطارئة، وتكثيف برامج التدريب لضمان استعداد الفرق الطبية لأي طارئ، مهما بلغت خطورته أو جنسية المريض.
كما تبرز دور النموذج الصحي الجديد في خلق منظومة تستجيب للأزمات بكفاءة، وتعمل على خفض معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب، عبر التدخل السريع والتكامل بين وحدات العلاج والإنقاذ.
ذوو المريض من جهتهم لم يخفوا امتنانهم الشديد للفريق الطبي، مؤكدين أن ما حدث كان "أشبه بمعجزة"، وأن الاستجابة الطبية المذهلة وروح العطاء التي لمسها المريض من الطاقم كانت سببًا مباشرًا في إنقاذ حياته.
وتُعد هذه الحالة جزءًا من سجل متنامٍ لقصص النجاح والإنقاذ التي تُسطرها مرافق مكة الطبية، حيث لا تتوقف فرق الطوارئ عن العمل في صمتٍ وشغفٍ، يتجاوز حدود الواجب إلى رحابة الإنسانية.
وفي ظل هذا الأداء المتسارع، تؤكد وزارة الصحة مواصلة تطوير برامج الرعاية العاجلة والذكية، بما يشمل دعم التقنية، وتوسيع قدرات غرف الطوارئ، وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر والتدخل السريع في كافة مناطق المملكة.