لأول مرة.. شاهد "السيرة النبوية" بالخرائط التفاعلية.. مشروع سعودي يعيد كتابة التاريخ بصرياً

الأطلس التاريخي للسيرة النبوية.
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في خطوة علمية تهدف إلى توثيق السيرة النبوية بأسلوب حديث، أعلنت دارة الملك عبدالعزيز عن إطلاق حساب بصري معرفي جديد يُعنى بتقديم وقائع السيرة النبوية الشريفة بمنهجية علمية دقيقة، مستندة إلى أطر جغرافية وزمانية موثوقة، وذلك ضمن مخرجات مشروع "الأطلس التاريخي للسيرة النبوية" الذي تُشرف عليه الدارة بدعم علمي وتقني متكامل.

ويُعد هذا الحساب أحد المنصات الرقمية النوعية التي تعتمد على تبسيط المعلومات التاريخية وتقديمها للجمهور بأسلوب بصري تفاعلي، بما يسهم في تعزيز الوعي بتاريخ السيرة النبوية، وفهم مجرياتها في سياقاتها الطبيعية الحقيقية، بعيدًا عن الصور النمطية أو الروايات المتداولة غير الموثقة.


إقرأ ايضاً:انطلاقة مرتقبة من الهيئة العامة للعقار .. خطوة حاسمة تُغيّر مستقبل هذه المناطق"عاجل من حساب المواطن".. بلاغ هام يكشف عن خطأ شائع يهدد دعمك الشهري

ويعتمد الحساب على مجموعة من الخرائط التفاعلية والمواد المرئية والتصاميم المعلوماتية "إنفوجرافيك"، التي تستعرض أبرز محطات السيرة النبوية، مثل الهجرة والغزوات والتنقلات، كما تسلط الضوء على المعالم الجغرافية التي شكّلت محطات فاصلة في مسيرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة وما بعدها.

ويهدف المشروع إلى إثراء المحتوى الرقمي الإسلامي المتخصص، من خلال تقديم مادة علمية دقيقة تستند إلى أمهات كتب السيرة والحديث النبوي الشريف، إلى جانب الدراسات الأكاديمية الحديثة، التي تخضع لرقابة علمية صارمة لضمان جودة المعلومة وصحتها وموثوقيتها.

ويُنظر إلى مشروع "الأطلس التاريخي للسيرة النبوية" كأحد أبرز المبادرات العلمية التي أطلقتها دارة الملك عبدالعزيز خلال السنوات الأخيرة، حيث يجمع بين المعرفة التراثية والتقنيات الجغرافية الحديثة، عبر استخدام أدوات نظم المعلومات الجغرافية في تتبع مسارات الأحداث وربطها بالواقع الجغرافي الحالي.

ويأتي هذا الجهد في إطار سعي المملكة العربية السعودية إلى تعزيز حضور المحتوى الإسلامي المعرفي على المنصات الرقمية، وتقديم روايات دقيقة عن التاريخ النبوي العظيم تستند إلى معايير علمية رصينة، في وقت تشهد فيه الساحة الرقمية تدفقاً كبيراً للمحتوى المفتقر إلى التدقيق.

وقد لقي إطلاق الحساب تفاعلاً إيجابيًّا من المهتمين بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، الذين رأوا فيه أداة تعليمية وتوعوية بالغة الأهمية، لا سيما لجيل الشباب الذي يتفاعل مع الوسائط البصرية بشكل أكبر، ويبحث عن المعلومة بأسلوب عصري وسهل الفهم.

ويحظى المشروع بدعم علمي من نخبة من الباحثين والمؤرخين المختصين في السيرة النبوية، إلى جانب فرق تقنية تتولى تحويل البيانات النصية إلى وسائط رقمية دقيقة، تُسهم في ربط المتابعين بالأحداث التاريخية عبر صور الخرائط والتحليلات الزمنية والبيانية التفاعلية.

وتسعى "الدارة" من خلال هذا المشروع إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة التي علقت بأذهان البعض حول بعض محطات السيرة، عبر العودة إلى المصادر المعتمدة وربطها بمواقعها الجغرافية الدقيقة، لتقديم سيرة النبي الكريم على حقيقتها كما وثقها كبار علماء الأمة.

ويمتاز الحساب الجديد بمحتوى مرئي عالي الجودة، يستخدم تقنيات التصميم المتقدم والخرائط الرقمية الدقيقة، كما يتيح للمستخدمين التفاعل مع المعلومات عبر أدوات ديناميكية مثل "المسارات التوضيحية" و"الزمن التفاعلي"، مما يعزز من فهم الوقائع التاريخية في سياقاتها المتكاملة.

ويُعد هذا الحساب امتدادًا للجهود الكبرى التي تبذلها دارة الملك عبدالعزيز في خدمة التاريخ الوطني والإسلامي، حيث سبق أن أطلقت عددًا من المشاريع المماثلة التي تهدف إلى توثيق الأحداث المفصلية في التاريخ السعودي والإسلامي بأسلوب علمي وميسر في آن واحد.

وتتطلع "الدارة" إلى أن يكون الحساب منصة علمية مفتوحة تتيح للباحثين والمهتمين والطلاب الوصول إلى محتوى موثوق عن السيرة النبوية، كما تسعى إلى توسيع نطاق المستفيدين من المشروع ليشمل الناطقين بلغات أخرى، عبر تعريب وتصميم نسخ متعددة اللغات مستقبلًا.

ويُعزز هذا التوجه الطموح من مكانة السعودية كمرجعية علمية في خدمة السيرة النبوية، وهو ما ينسجم مع دور المملكة التاريخي في الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره بأساليب حديثة، تستجيب لحاجات العصر وتطلعات الجمهور الرقمي الجديد.

ويأتي المشروع أيضًا ضمن الرؤية الوطنية الأشمل التي تهدف إلى توظيف التقنية في خدمة التاريخ والتراث، وتحقيق التكامل بين البحث العلمي والتقنيات الحديثة، وهو ما تُجسّده "الدارة" من خلال هذا العمل الذي يجمع بين الدقة الأكاديمية والجاذبية البصرية.

ويؤكد القائمون على المشروع أن العمل لا يزال مستمرًا لتحديث وتطوير المحتوى بشكل دائم، بما يواكب التوسع في الدراسات والأبحاث الجديدة، ويوافي التقدم في وسائل النشر الرقمي، مما يجعل الحساب مساحة معرفية حية ومتجددة على الدوام.

ويُنتظر أن يكون للحساب دور ملموس في إثراء المحتوى العربي الرقمي، والمساهمة في بناء وعي معرفي رصين لدى المتابعين، يقوم على الفهم العميق والمبني على أدلة وحقائق موثقة، وليس مجرد سرديات عامة أو معلومات سطحية متداولة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook