اختفاء غامض لطفل في مكة وأسرته تطلق نداء مؤثرًا للبحث عنه

تعيش أسرة سعودية في مكة المكرمة ساعات من القلق والاضطراب، بعد أن فُقد أثر ابنها مهدي محمد أيوب، البالغ من العمر 16 عامًا، في ظروف وصفتها الأسرة بالمقلقة، حيث خرج من منزلهم الواقع في حي السلولي مساء يوم الأربعاء، ولم يعد منذ ذلك الحين.
وقالت الأسرة إن مهدي غادر المنزل بعد صلاة المغرب دون أن يُبلغ أحدًا بوجهته، ومنذ تلك اللحظة لم ترد أي معلومات حول موقعه، مما أدخل ذويه في دوامة من البحث المتواصل والخوف المتزايد، خاصة أن مهدي يعاني من اضطراب التوحد، وهو ما يجعل خروجه المفاجئ في مثل هذه الظروف أكثر خطورة.
إقرأ ايضاً:هل فقد الهلال السيطرة؟ ميتروفيتش يخلق أجواء من التوتر قبل المباراة الحاسمة!في محمية محظورة .. ضبط مواطن يرعى 45 رأسًا من الإبل في انتهاك بيئي صريح
وأكد ذوو الفتى المفقود أنهم بدأوا بالبحث في شوارع الحي والمناطق المجاورة فور غيابه، مستنفرين كل معارفهم وجيرانهم للمساعدة في العثور عليه، لكن الساعات مرت دون ظهور أي مؤشرات تدل على مكانه أو الجهة التي اتجه إليها، ما ضاعف مشاعر القلق لدى الأسرة.
ولم تكتف الأسرة بالبحث الذاتي، بل قامت بتقديم بلاغ رسمي لدى الجهات الأمنية في مكة، وتم تسجيل الواقعة ضمن بلاغات المتغيبين، كما تم تزويد الشرطة بكافة المعلومات الخاصة بالطفل، بما في ذلك أوصافه والملابس التي كان يرتديها لحظة خروجه.
وتقول الأسرة إن مهدي لا يمكنه التواصل بشكل طبيعي بسبب إصابته بالتوحد، وهو ما يجعله غير قادر على الرد في حال ناداه أحد، كما أنه لا يملك هاتفًا جوالًا، مما يعقّد عملية تحديد موقعه أو تتبعه عبر الوسائل التقنية المعتادة، ويزيد من صعوبة الجهود المبذولة في تعقبه.
وقد ناشدت الأسرة جميع من يقرأ الخبر، سواء من سكان مكة أو الزوار، بالتواصل معهم فورًا في حال رصدوا مهدي أو كانت لديهم أي معلومات قد تُسهم في العثور عليه، مؤكدة أنها لا تزال تعيش حالة من الهلع منذ لحظة فقدانه، خاصة أن الوقت يمر دون أي تطورات إيجابية.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة مهدي وبعض البيانات التعريفية عنه في محاولة لتوسيع دائرة البحث، أملاً في أن يصل الخبر إلى شخص يكون قد صادفه في أي مكان أو تمكن من التقاط أي تفاصيل تساعد على معرفة خط سيره أو الجهة التي توجه إليها.
ويُذكر أن حي السلولي يقع في منطقة سكنية ذات طابع شعبي في مكة المكرمة، وتتميز شوارعه بتقارب منازلها وتشابك الأزقة فيها، مما يُصعّب من عملية التتبع، خصوصًا إذا كان المفقود لا يستوعب الاتجاهات أو لا يستطيع الاستدلال على المنزل في حال الضياع.
ويرى مختصون أن حالات فقد الأطفال المصابين بالتوحد تتطلب تحركًا عاجلًا وسريعًا من قبل الجهات المختصة، نظرًا لخصوصية حالتهم، فهم غالبًا لا يستجيبون للنداء، ولا يملكون القدرة على طلب المساعدة أو التعبير عن حاجتهم، كما قد يتجهون إلى أماكن نائية أو غير مأهولة دون إدراك للخطر.
وتطالب الأسرة الآن بتكثيف الجهود الرسمية والشعبية للعثور على ابنهم، داعين الجميع إلى التحلي بالإنسانية والمبادرة في نشر صورة الطفل والمساعدة في البحث عنه، مشيرين إلى أنهم لن يهدأ لهم بال حتى يعود مهدي سالمًا، وينتهي هذا الكابوس الذي بدأ مساء الأربعاء.
ومع استمرار اختفائه لأكثر من 48 ساعة، تتسع دوائر القلق، ويزداد الخوف من أن يكون مهدي قد ابتعد لمسافات طويلة أو تعرّض لأذى، في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها مكة هذه الأيام، ما يعزز من المخاوف بشأن حالته الصحية والنفسية.
ويرى متابعون أن من المهم تطوير آليات الإنذار المبكر للأطفال المتغيبين من أصحاب الإعاقات الذهنية، مثل التوحد، وربط بلاغات الفقد بأنظمة إلكترونية يتم تفعيلها سريعًا عبر الرسائل النصية ومواقع التواصل، لتعزيز فرص العثور عليهم في أسرع وقت ممكن.
وحتى اللحظة، لم تصدر الجهات الرسمية في مكة أي بيان توضيحي بشأن المفقود أو سير عملية البحث، وهو ما جعل الأسرة تواصل الاعتماد على المبادرات الفردية والتطوع الشعبي، على أمل أن يحمل أحد الاتصالات أخبارًا سعيدة تُنهي معاناة استمرت أيامًا.
وقد تكررت في السنوات الماضية حوادث فقد مشابهة لأطفال مصابين بالتوحد في مناطق مختلفة من المملكة، إلا أن الاستجابة السريعة في بعضها ساعدت على إعادتهم إلى ذويهم سالمين، فيما انتهت أخرى بشكل مؤلم، وهو ما جعل الأهالي يطالبون دائمًا بإجراءات وقائية استباقية.
وتُعد هذه الحادثة تذكيرًا مهمًا بمدى حاجة الأسر التي تحتضن أطفالًا من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى برامج دعم ومرافقة، لا سيما في الجوانب الأمنية والنفسية، حيث يُعد التوحد من أكثر الاضطرابات التي تتطلب متابعة دقيقة وحضورًا دائمًا للبالغين حول المصاب.
وأعرب عدد من سكان مكة عن تضامنهم الكامل مع الأسرة، مؤكدين عبر مواقع التواصل أنهم مستعدون للانضمام إلى حملات البحث والتطوع في مسح الأحياء المجاورة، داعين في الوقت ذاته الجهات المعنية إلى دعم الأسرة بشكل مباشر وتكثيف العمل الميداني في المنطقة.
ولا تزال أسرة مهدي محمد أيوب تنتظر خبرًا يبدد خوفها، ويُعيد لها نجلها الغائب منذ مساء الأربعاء، وسط دعوات متكررة من أقاربهم ومعارفهم بضرورة التكاتف لإنهاء هذا الموقف المؤلم، وإعادة الفتى إلى حضن والدته التي تعيش منذ أيام على أمل سماع صوته أو رؤية وجهه من جديد.