بعد تجديد عقده مع النصر .. رونالدو يُشعل الحماسة مجددًا برسالة مؤثرة
أثار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو تفاعلًا واسعًا بعد إعلانه تجديد عقده رسميًا مع نادي النصر السعودي حتى يونيو 2027، في خطوةٍ أعادت تسليط الأضواء العالمية على دوري روشن، وأكدت التزامه الكامل بمواصلة رحلته الاحترافية في الملاعب السعودية.
وأعلن نادي النصر عبر حساباته الرسمية عن تمديد عقد قائده البرتغالي، دون الكشف عن أي تفاصيل مالية أو بنود إضافية في العقد، مكتفيًا بالإشارة إلى أن التجديد يمتد حتى صيف عام 2027، مما يعني بقاء رونالدو لموسمين إضافيين على الأقل، بعد أن انضم إلى الفريق في يناير 2023.
إقرأ ايضاً:"رسالة غامضة!"... الهلال يتلقى إشارة من نجمه البرازيلي قبل مباراة باتشوكاالجليدان يقترب من الرحيل .. والفتح يرفع السقف لـ 50 مليون
وحرص رونالدو على مشاركة جماهيره هذه اللحظة، بنشره صورة لقميص النصر عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس" تحمل الرقم 2027، في إشارة إلى العام الذي سينتهي فيه عقده الجديد، وأرفق الصورة بتعليق أثار حماسة المتابعين بقوله: "فصل جديد يبدأ، نفس الشغف، نفس الحلم. لنصنع التاريخ معًا".
ويأتي هذا الإعلان بعد مسيرة امتدت لعامين ونصف قضاها رونالدو داخل أسوار "العالمي"، حقق خلالها العديد من الأرقام الفردية، وساهم في رفع مستوى التنافسية في الدوري السعودي، رغم الاكتفاء بلقب وحيد وهو بطولة كأس الملك سلمان للأندية الأبطال، التي حسمها النصر لصالحه أمام الهلال بهدفين أحرزهما رونالدو بنفسه.
وكان النجم البرتغالي قد انتقل إلى النصر قادمًا من مانشستر يونايتد الإنجليزي في صفقة انتقال حر، عقب فسخ تعاقده مع النادي الإنجليزي في ظروف أثارت جدلاً واسعًا آنذاك، ليبدأ تجربة كروية جديدة في منطقة الخليج، اعتبرها الكثيرون نقطة تحول في مشواره الكبير.
ومنذ وصوله إلى العاصمة الرياض، لم يكن تأثير رونالدو مقتصرًا على الملعب فقط، بل تجاوز ذلك إلى جذب أنظار العالم نحو الدوري السعودي، كما ساهم في إحداث طفرة إعلامية وتسويقية للنصر بشكل خاص، وللرياضة السعودية عمومًا، ما يُعد جزءًا من خطة المملكة الطموحة لتعزيز حضورها الرياضي العالمي.
وخلال موسميه مع النصر، ظهر "الدون" بمستوى فني لافت، حيث تصدر قائمة هدافي الفريق في أكثر من مناسبة، وقدم أداءً قويًا في منافسات الدوري والكأس، إضافة إلى مشاركته في بطولة دوري أبطال آسيا، التي اعتبرها تحديًا خاصًا له مع النادي.
وجاء تجديد عقد رونالدو في وقتٍ يشهد فيه النصر استعدادات مكثفة للموسم الجديد، وسط تطلعات كبيرة للمنافسة بقوة على كافة الألقاب، وبدعم واضح من إدارة النادي التي لم تُخفِ طموحها في أن يكون النصر الرقم الأصعب على المستوى القاري، مستفيدة من عناصر الخبرة وعلى رأسهم كريستيانو.
ويُعد استمرار رونالدو حتى 2027 مؤشرًا على ثقته بالمشروع الرياضي للنصر، كما يعكس استقرار اللاعب نفسيًا ومهنيًا داخل المملكة، لا سيما وأنه صرّح في أكثر من مناسبة عن سعادته بالحياة في السعودية، والتطورات المتسارعة التي تشهدها الرياضة في البلاد.
وتشير التقارير الصحفية إلى أن النصر يطمح لأن يكون رونالدو جزءًا محوريًا في خططه الاستراتيجية، سواء داخل الملعب أو خارجه، من خلال استثماره كرمز تسويقي عالمي، يعزز من هوية النادي، ويرفع من مستوى القاعدة الجماهيرية محليًا ودوليًا.
وكانت الجماهير النصراوية قد عبّرت عن فرحتها العارمة فور إعلان التجديد، حيث ضجّت المنصات برسائل الترحيب والدعم للنجم البرتغالي، وعبّر العديد من المشجعين عن فخرهم باستمرار "الأسطورة" في ارتداء القميص الأصفر، معتبرين أن هذا القرار بمثابة صفقة الموسم للنصر.
وما زال رونالدو يُثبت أن العمر ليس عائقًا أمام العطاء، إذ يُعد أحد اللاعبين القلائل الذين تجاوزوا سن الأربعين وما زالوا يقدمون أداءً عاليًا على أعلى المستويات، بل ويشكلون إضافة حقيقية لفريقهم، مما جعل كثيرين يصفون استمراره مع النصر حتى 2027 بأنه إنجاز بدني وتكتيكي لافت.
ورغم أن النادي لم يوضح ما إذا كان العقد الجديد يتضمن بنودًا تتعلق بدور إداري أو فني مستقبلي، إلا أن البعض بدأ يطرح تساؤلات حول إمكانية أن يصبح رونالدو جزءًا من منظومة النصر بعد الاعتزال، نظرًا لعلاقته القوية مع الإدارة والمشجعين وتأثيره الواضح في غرفة الملابس.
كما يُتوقع أن يشكل وجود رونالدو ركيزة مهمة في جذب نجوم جدد للنادي خلال المواسم المقبلة، إذ سبق وأن أكد عدد من اللاعبين العالميين أن وجود "الدون" في الدوري السعودي شكّل حافزًا لهم للنظر في خيارات الانتقال إلى الشرق الأوسط، وهو ما يعزز فرص النصر في إبرام صفقات كبرى.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى الموسم المقبل، يراهن النصر على قوته الهجومية بقيادة رونالدو، من أجل العودة لمنصات التتويج، خصوصًا وأن الفريق خرج من الموسم الماضي دون تحقيق لقب محلي، رغم اقترابه من المنافسة في أكثر من بطولة.
وحتى الآن، يظل مستقبل النصر مرتبطًا بشكل وثيق بمستوى واستمرارية رونالدو، فوجوده داخل التشكيلة يعطي دفعة معنوية وفنية هائلة، ويمثل عنصر ثقة داخل منظومة الفريق، وسط طموحات جماهيرية واسعة لرؤية النجم البرتغالي يرفع مزيدًا من الكؤوس بالأصفر والأزرق.