بعد فشل المفاوضات: مدرب الأهلي مستمر رغم الغموض حول مستقبله..وكيل "يايسله" يكشف التفاصيل

كشفت تقارير صحفية سعودية عن المستجدات الأخيرة المتعلقة بمصير المدير الفني الألماني ماتياس يايسله، مدرب فريق الأهلي الأول لكرة القدم، في ظل تعثر مفاوضات تجديد عقده مع إدارة النادي، وذلك بعد موسم شهد العديد من التحولات والنتائج المتباينة للفريق، ووفقًا لما تم نشره، فإن المدرب الألماني سيبقى في منصبه حتى نهاية عقده الحالي، رغم عدم التوصل إلى اتفاق رسمي لتمديد العقد لمواسم إضافية.
ويمتد عقد يايسله مع الأهلي حتى نهاية الموسم الرياضي المقبل، ويتضمن بندًا جزائيًا في حال قرر أحد الطرفين فسخه مبكرًا، ما يشير إلى تمسك الطرفين بمبدأ الاستمرارية في الوقت الراهن، على الرغم من غياب رؤية واضحة لمستقبل العلاقة بعد نهاية الموسم، وأكدت مصادر الصحيفة أن المدرب سيواصل قيادة الفريق الأول، مع الالتزام الكامل بتحقيق الأهداف الموضوعة لهذا الموسم.
إقرأ ايضاً:خطوة هائلة لدعم "السعودية الخضراء".. كيف سيساهم هذا الاكتشاف في نجاح مشاريع التشجير الكبرى؟"المسند يكشف السر"... لماذا صيف محافظة الوجه أقل حرارة؟
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تستعد إدارة الأهلي لإعادة ترتيب الأوراق الفنية تمهيدًا للموسم الجديد، وسط توقعات بتغييرات في بعض مراكز الفريق، وهي تغييرات تحتاج إلى استقرار فني لضمان نجاحها، ورغم أن المفاوضات مع يايسله لم تؤتِ ثمارها، فإن إدارة النادي لم تقطع خطوط التواصل بشكل كامل، ما يفتح الباب أمام احتمالات لاحقة للتجديد في حال تغيرت الظروف.
وكان كيس فوس، وكيل أعمال المدرب يايسله، قد خرج عن صمته وأدلى بتصريحات مهمة لصحيفة "الرياضية"، كاشفًا فيها بعض تفاصيل المفاوضات التي لم تكتمل، وأوضح فوس أن الهدف الأساسي من الحوار مع إدارة الأهلي كان دائمًا يتمحور حول تمديد العقد، من أجل بناء مشروع طويل الأمد يضمن استقرار الفريق وتطوره المستمر في السنوات المقبلة.
وأكد وكيل أعمال المدرب أن المفاوضات لم تكن سهلة، وشهدت الكثير من النقاشات بين الطرفين، مضيفًا أن "لكل طرف الحق في التعبير عن رؤيته وتوقعاته"، مشيرًا إلى أن يايسله كان حريصًا على مواصلة العمل داخل النادي وتطوير مشروعه الفني الذي بدأه منذ توليه المسؤولية الفنية، ونفى فوس تمامًا ما تم تداوله حول وجود مطالب مالية مبالغ فيها من جانب المدرب، معتبرًا تلك الأخبار غير صحيحة وتفتقد للمصداقية.
وأضاف أن المدرب لم يتلقَ من إدارة الأهلي عرضًا لتجديد غير مشروط، ما تسبب في شعورهم بخيبة أمل من فشل التوصل إلى اتفاق نهائي، وأوضح أن الفريق كان يخطط لمواصلة البناء على ما تم تحقيقه خلال الموسم الماضي، خصوصًا أن يايسله بدأ في وضع أسس واضحة للنهج الفني الذي يتبعه مع الفريق، والذي كان بحاجة إلى مزيد من الوقت ليؤتي ثماره.
وتأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه جماهير الأهلي منقسمة حول أداء المدرب، فبينما يرى البعض أنه نجح في إعادة التوازن للفريق بعد فترة من التراجع، يرى آخرون أن الفريق لم يقدم حتى الآن ما يشفع للمدرب للاستمرار لفترة أطول، وهو ما يعكس صعوبة اتخاذ قرار واضح بشأن التجديد، وفي ظل هذا التباين، اختارت الإدارة أن تواصل العمل معه حتى نهاية الموسم، على أن يتم تقييم التجربة لاحقًا.
يُذكر أن يايسله تولى تدريب الأهلي بداية الموسم الماضي بعد تجربة ناجحة في الدوري النمساوي، وقدم مع الفريق أداءً متذبذبًا تراوح بين القوي والمتراجع، إلا أن الفريق أظهر في بعض المباريات شخصية فنية واضحة تعكس بصمات المدرب الألماني، كما أبدى عدد من اللاعبين تطورًا في الأداء تحت إشرافه، وهو ما قد يكون أحد الأسباب في الإبقاء عليه حتى نهاية العقد.
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من التحركات داخل أروقة النادي، خصوصًا مع اقتراب فترة الإعداد للموسم الجديد، حيث يتعين على المدرب العمل على إصلاح بعض الثغرات التي ظهرت خلال الموسم الماضي، سواء على مستوى الدفاع أو الفاعلية الهجومية، وهي عناصر ستكون حاسمة في تحديد مستقبل المدرب بعد نهاية عقده.
ويبدو أن قرار الاستمرار المؤقت يعكس رغبة الإدارة في تجنب الدخول في مرحلة تغيير فني جديد قد يؤثر على استقرار الفريق الفني خلال التحضيرات للموسم، خاصة أن الفريق سيشارك في عدة بطولات محلية وقارية تتطلب توازنًا وانسجامًا بين اللاعبين والجهاز الفني، وقد يتجدد الحديث حول مستقبل المدرب في فترة الانتقالات الشتوية إذا لم تتغير المعطيات الحالية.
وفي الوقت الذي يسود فيه الغموض حول إمكانية التمديد مستقبلاً، يبقى يايسله أمام فرصة أخيرة لإثبات جدارته بقيادة الفريق على المدى الطويل من خلال تحقيق نتائج إيجابية هذا الموسم، وهو ما قد يدفع الإدارة لإعادة فتح ملف التجديد بشروط مختلفة، أما في حال تراجع النتائج، فقد يشهد الأهلي تغييرًا فنيًا جديدًا مع نهاية العقد الحالي.
الجماهير من جهتها تترقب ما ستؤول إليه الأمور، ففي الوقت الذي يعبّر فيه البعض عن خيبة أمل لعدم حسم مسألة التجديد مبكرًا، يفضل آخرون الانتظار وتقييم المدرب بناءً على نتائج الموسم المقبل، معتبرين أن الوقت لا يزال مبكرًا لاتخاذ قرار مصيري يتعلق بمستقبل الجهاز الفني.
في ظل هذه المعطيات، تبدو العلاقة بين يايسله وإدارة الأهلي قائمة على الترقب والتقييم المستمر، ما يجعل من الموسم الرياضي المقبل فترة حاسمة للطرفين على حد سواء، فإما أن تثمر التجربة ويُمنح المدرب عقدًا جديدًا، أو تكون نهاية صفحة قصيرة في تاريخ القلعة الخضراء.