في مواجهة "حر الصيف".. ما هو "الملاذ الأخضر" الذي أصبح وجهة سكان جدة اليومية؟

حدائق الأحياء
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

في قلب مدينة جدة، حيث يلتقي البحر بالحياة المدنية، تمتد حدائق الأحياء كمساحات خضراء تنبض بالجمال والسكينة، وتتحول إلى وجهات يومية تقصدها العائلات والمقيمون للاستمتاع بأجواء طبيعية آمنة ومتكاملة.

تشكل هذه الحدائق أحد الملامح المتجددة لجدة، حيث لم تعد مجرد مواقع للراحة، بل أصبحت عناصر حضرية نابضة تدعم أهداف جودة الحياة، وتتماشى مع مرتكزات رؤية المملكة 2030.


إقرأ ايضاً:هيئة العقار"السعودية تُطلق التسجيل العيني لأكثر من 17 ألف قطعة في هذه المناطق إليكم التفاصيل كارثة كادت أن تقع في جدة.. كيف نجح "الدفاع المدني" في منع امتداد حريق ضخم إلى المباني المجاورة؟

الجهود التي تبذلها أمانة محافظة جدة في تصميم الحدائق وصيانتها لا تتوقف، بل تتصاعد عامًا بعد عام، مع الحرص على توفير بنية تحتية مستدامة ومرافق خدمية متنوعة ترضي مختلف الأعمار والاحتياجات.

حتى الآن، تجاوز عدد الحدائق التي أنشأتها الأمانة حاجز 445 حديقة، إضافة إلى خمس واجهات بحرية حديثة، لتغطي الأحياء السكنية بمساحات متنوعة من الخُضرة والنشاط المجتمعي.

تشتمل الحدائق على مسطحات خضراء واسعة وممرات مخصصة للمشي، فضلًا عن مناطق ألعاب للأطفال وملاعب رياضية ومقاعد استراحة ومرافق خدمية، تجعل من كل زيارة تجربة متكاملة.

هذه الوجهات باتت تلعب دورًا رئيسيًا في تنشيط السياحة المحلية، لا سيما في موسم الصيف، حيث يتزامن وجودها مع فعاليات "صيف السعودية 2025" الذي يقام هذا العام تحت شعار "لون صيفك".

وسط درجات حرارة مرتفعة، تمثل هذه الحدائق ملاذًا للسكان والزوار، توفر لهم متنفسًا طبيعيًا يوميًا دون الحاجة إلى التنقل خارج الأحياء أو التوجه إلى الوجهات البعيدة والمزدحمة.

وفي مشهد حضري متطور، بات من السهل على سكان جدة العثور على أقرب حديقة في نطاقهم، وذلك عبر دليل إلكتروني ذكي أتاحته الأمانة على موقعها الرسمي لتسهيل عملية البحث والاستكشاف.

الدليل الرقمي يوفر خاصية تحديد الحي، واستعراض تفاصيل كل حديقة من حيث المرافق والخدمات المتاحة والصور والموقع الجغرافي على الخريطة، ما يسهم في تنظيم الرحلات العائلية بشكل مريح.

وتُعد هذه المبادرة الرقمية امتدادًا لرؤية أمانة جدة في تعزيز العلاقة بين السكان وبيئتهم المحلية، من خلال خلق نقاط جذب ترفيهية مستدامة ومجانية أو منخفضة التكاليف داخل كل حي.

في المقابل، يشكل تزايد الإقبال على الحدائق تحديًا من نوع آخر، يستدعي جهودًا مستمرة في الصيانة والتحديث والتوسعة، وهو ما تعمل عليه الجهات المختصة بشكل دوري ومنظم.

أصبحت حدائق الأحياء في جدة أكثر من مجرد مرفق عام، بل نقطة التقاء اجتماعي وتعزيز للروابط المجتمعية، حيث تُقام فيها اللقاءات العائلية والتجمعات البسيطة والمناسبات المحلية.

وتتوزع هذه الحدائق بشكل استراتيجي ضمن أحياء مختلفة من شمال جدة إلى جنوبها، لتغطية أكبر شريحة ممكنة من السكان، وتوفير العدالة المكانية في توزيع الخدمات.

ويتجلى أثر هذه الحدائق ليس فقط في تعزيز الصحة العامة والنشاط البدني، بل في الحد من التلوث السمعي والبصري، وخلق بيئة يومية أكثر توازنًا وانسجامًا مع الطبيعة.

كما تسهم هذه المواقع في جذب السائحين القادمين من خارج المدينة، والذين يبحثون عن تجارب حضرية تتسم بالبساطة والهدوء، بعيدًا عن صخب المراكز التجارية.

مع استمرار أعمال التطوير والتخطيط الحضري في جدة، يُنتظر أن تشهد الأعوام المقبلة المزيد من الحدائق والمرافق المفتوحة، التي ستشكّل العمود الفقري للترفيه المحلي الأخضر.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook