كارثة كادت أن تقع في جدة.. كيف نجح "الدفاع المدني" في منع امتداد حريق ضخم إلى المباني المجاورة؟
في حادثة مفاجئة صباح يوم الأربعاء، استنفرت فرق الدفاع المدني بمحافظة جدة إثر اندلاع حريق ضخم داخل أحد المستودعات الواقعة في حي الصفا، لتبدأ عملية الاستجابة السريعة قبل أن يمتد اللهب إلى المواقع المجاورة.
وتلقت الجهات المختصة بلاغًا أوليًا عن تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان في سماء الحي، ما أثار حالة من القلق بين السكان، ودفع فرق الدفاع المدني إلى التحرك الفوري ومباشرة الموقع خلال وقت قياسي.
إقرأ ايضاً:بعد أداءه التاريخي في كأس العالم للأندية..21 مليون دولار مكافاة الهلال بعد عبور دور المجموعات مصنع سعودي صيني لإنتاج المركبات التجارية.. شراكة استراتيجية تدفع التوطين وتخدم "رؤية 2030"
المستودع المحترق كان يحتوي على مواد قابلة للاشتعال، ما ضاعف من سرعة انتشار النيران داخل أرجائه، إلا أن تدخل رجال الإطفاء ساهم في تطويق الحريق ومنعه من التوسع نحو المباني المجاورة.
ووسط أجواء متوترة وخطر دائم، نفذت الفرق الميدانية خطة إخلاء احترازية شملت المحيط القريب، حفاظًا على سلامة المتواجدين، في وقت تم فيه تعزيز الموقع بآليات إضافية لإسناد جهود الإخماد.
وذكرت المديرية العامة للدفاع المدني عبر منصتها في "إكس" أن الحريق تمّت السيطرة عليه بالكامل دون تسجيل أي إصابات بشرية، وهو ما اعتُبر إنجازًا بالنظر إلى طبيعة الموقع وخطورته.
وأشارت إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة التي أدت إلى اندلاع الحريق، وسط ترجيحات أولية بوجود تماس كهربائي داخل إحدى وحدات التخزين الداخلية.
وفي ظل مشاهد الدخان الكثيف الذي غطى سماء الحي لساعات، شهدت المنطقة المحيطة بالحريق تكدسًا مروريًا، فيما تم تحويل السير من الجهات الأمنية إلى مسارات بديلة حتى انتهاء عمليات الإطفاء.
من جهتهم، عبّر عدد من سكان الحي عن شكرهم وتقديرهم لجهود الدفاع المدني، مشيرين إلى أن سرعة استجابة الفرق أسهمت في تجنب كارثة محققة، خاصة أن الموقع قريب من مناطق سكنية وأسواق تجارية.
وأكد شهود عيان أن الحريق بدأ من الجهة الخلفية للمستودع، قبل أن يمتد إلى باقي الأرجاء بشكل متسارع، فيما كان صوت فرق الإنقاذ وصفارات الطوارئ يملأ المكان طوال فترة التدخل.
المشهد الذي عاشه حي الصفا لم يكن عاديًا، إذ تحولت المنطقة خلال ساعات النهار إلى مسرح طارئ لجهود الإطفاء، حيث عمل رجال الدفاع المدني بتنسيق محكم وحرفية واضحة.
ونفذت الفرق خطة الإخماد على عدة مراحل، بدأت بعزل مصادر الكهرباء والمواد القابلة للاشتعال، ثم الشروع في إخماد اللهب بالسوائل والرغوة إلى أن تم التأكد من إخماده كليًا.
وتضمنت الإجراءات الاحترازية أيضًا إخلاء موظفي المستودع قبل وصول النيران إليهم، وهو ما تم بنجاح ودون إصابات، وسط إشادة من الأهالي بحرفية رجال الدفاع المدني.
وبعد الانتهاء من الإخماد، شرعت فرق السلامة في تمشيط الموقع والتأكد من عدم وجود بؤر متقدة قد تُعيد الاشتعال، في حين باشرت فرق التحقيق معاينة الموقع لتحديد الأسباب والخسائر المادية.
وفي سياق متصل، شددت المديرية العامة للدفاع المدني على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة في مواقع التخزين، محذرة من تهاون بعض المنشآت في صيانة التمديدات أو ترك المواد القابلة للاشتعال دون رقابة.
كما وجهت دعوتها لأصحاب المنشآت بضرورة توفير أنظمة إنذار مبكر ومعدات إطفاء فعالة، مؤكدًة أن سرعة التعامل في الدقائق الأولى من أي حادث هي العامل الأهم في تقليل الخسائر.
ويُعد هذا الحريق هو الثاني من نوعه في جدة خلال أقل من شهر، ما يسلّط الضوء على الحاجة لتعزيز الوعي والجاهزية داخل المناطق الصناعية والتجارية، للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث.
وتبقى الجهود الميدانية التي بذلتها فرق الدفاع المدني اليوم محل إشادة من جميع الجهات، حيث أثبتت مجددًا أن الكفاءة والخبرة هما الحصن الأول في مواجهة الكوارث، وتفادي خسائر الأرواح والممتلكات.