لأول مرة في صامطة.. شاب سعودي يطلق مشروعاً "غير مسبوق".. ويديره "فريق نسائي" بالكامل

في خطوة ريادية لافتة، خطف الشاب حسام اليامي الأنظار بإطلاق أول مغسلة سيارات بإدارة نسائية بالكامل في محافظة صامطة بجازان، مقدمًا نموذجًا جديدًا لدور الشباب في تطوير مشاريع مبتكرة تحاكي متطلبات المجتمع وتراعي خصوصيته.
لم تكن الفكرة وليدة دراسات طويلة، بل بدأت بجلسة عائلية عابرة قبل نحو ثلاثة أشهر، حين لاحظ “اليامي” حاجة كثير من السيدات إلى خدمات غسيل سيارات في بيئة مريحة وخاصة، فقرر تحويل هذه الملاحظة إلى مشروع حقيقي يحقق فائدة للمجتمع ويدعم الاقتصاد المحلي.
إقرأ ايضاً:ضربة موجعة تربك استعدادات الأخضر قبل موقعة المكسيك في الكأس الذهبيةآبل تفاجئ الجميع بقفزة من iOS 18 إلى "رقم غير متوقع"
انطلقت رحلة التأسيس بسرعة لافتة، فبعد اعتماد الفكرة وبدء الترتيبات، افتتح المشروع رسميًا قبيل شهر رمضان الماضي، ليشهد منذ اللحظة الأولى إقبالًا ملحوظًا من السيدات والرجال على حد سواء، وسط إشادات واسعة بتجربة الخدمة والتنظيم.
المغسلة التي يديرها “اليامي” تضم فريقًا مكونًا من 10 موظفات سعوديات يعملن بنظام الفترتين، ما يمنحهن مرونة في العمل واستقرارًا وظيفيًا ضمن بيئة احترافية تحترم الخصوصية وتواكب التطورات في سوق الخدمات.
ولم تقتصر الخدمات على الجوانب الفنية، بل تجاوزتها إلى جوانب راقية في الضيافة، حيث توفر المغسلة صالات انتظار أنيقة، ومشروبات مجانية، وهدايا رمزية تضفي طابعًا خاصًا على تجربة العميلات.
كما تم ابتكار آلية خدمة مخصصة للرجال تضمن الحفاظ على خصوصيتهم أيضًا، إذ يُطلب منهم تسليم السيارة خارج بوابة المغسلة، فيما تُعاد إليهم المفاتيح بعد إتمام الخدمة دون الحاجة إلى الدخول.
يرى “اليامي” أن أحد أهم عوامل نجاح المشروع هو الدعم الحكومي اللامحدود لرواد الأعمال، والذي شمل تسهيلات تمويلية وسرعة في الإجراءات الرسمية ساعدت على بدء التشغيل خلال فترة زمنية قصيرة.
وأشار إلى أن البيئة الاستثمارية في المملكة أصبحت أكثر تحفيزًا وجاذبية، خاصة في ظل السياسات التي تضع تمكين الشباب والمرأة في صدارة أولوياتها، انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 الطموحة.
وأكد أن اختياره لفريق نسائي بالكامل لم يكن خيارًا تقليديًا، بل خطوة مدروسة تستجيب لحاجة حقيقية في السوق، وتعزز من حضور المرأة في مجالات عمل غير نمطية، كقطاع خدمات السيارات.
ولفت إلى أن المشروع يشكّل رسالة قوية للمجتمع مفادها أن المرأة قادرة على الإبداع والإنتاج في أي مجال، متى ما أُتيحت لها الفرصة والدعم، وأن التغيير يبدأ من الأفكار البسيطة التي تجد من يؤمن بها.
وقد حظيت التجربة بتفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تداول المستخدمون صورًا وفيديوهات توثق أجواء المغسلة، مشيدين بالتنظيم والمهنية والروح الإيجابية التي تسود المكان.
ويأمل “اليامي” أن تكون هذه البداية حافزًا للتوسع في مناطق أخرى، مشيرًا إلى تلقيه عروضًا من مستثمرين مهتمين بنقل الفكرة إلى مدن متعددة داخل المملكة، ما يؤكد الحاجة لهذا النوع من المشاريع.
كما عبر عن فخره بكون المشروع يوفّر فرص عمل حقيقية لفتيات المنطقة، ويسهم في تنمية الاقتصاد المحلي، مؤكدًا أن النجاح الجماعي أهم من الربح المادي، وأن روح الفريق هي مفتاح الاستدامة.
ويقول إن المغسلة تعمل حاليًا على تطوير باقات اشتراك شهرية وعروض خاصة للأسر والدوائر النسائية، بما يعزز من القاعدة الجماهيرية ويكرّس الولاء للخدمة على المدى البعيد.
ولم يخفِ “اليامي” تطلعه إلى أن يكون مشروعه ضمن سلسلة مشروعات شبابية تُحتذى، داعيًا من يملكون أفكارًا خلاقة إلى المبادرة وعدم التردد، فالمجال مفتوح والدعم متاح والفرص متعددة.
ويبقى مشروع مغسلة السيارات النسائية في صامطة تجربة فريدة تؤكد أن التمكين لا يتوقف عند القرارات، بل يُترجم من خلال مبادرات فردية تصنع فرقًا على الأرض وتعيد رسم ملامح السوق المحلية.