موسم استثنائي وسط استعدادات مكثفة وفعاليات غير مسبوقة..صيف "عسير" 2025 ينطلق بزخم سياحي كبير
بدأت منطقة عسير أولى فصولها الصيفية بمشهد حيوي لافت، إذ بدأت أفواج السياح بالتدفق مع انطلاق موسم صيف 2025، وشهدت الطرق المؤدية إلى المرتفعات ازدحامًا لافتًا بالمركبات، فيما انتشرت العائلات على المسطحات الخضراء في مشاهد تنبض بالحياة والطبيعة، ولم يكن حضور الزوار مجرد زيارة عابرة، بل بدا وكأنهم جاؤوا بحثًا عن متنفس حقيقي يلامس الروح ويمنحهم لحظات استثنائية بين أحضان الطبيعة.
على قمم الجبال وبين شرفات الغيوم، افترشت الأسر المساحات الخضراء، واختار آخرون الجلوس على الأطراف الصخرية لمراقبة الغيوم وهي تنهمر برذاذ المطر الصيفي، لحظات من التأمل والهدوء في قلب الطبيعة، اختلط فيها عبق الأرض برائحة المطر، ما أضفى على التجربة لمسة ساحرة تُروى ولا تُنسى.
إقرأ ايضاً:السوق المالية تسدد ضربة قاسية لمخالفي الأنظمة بغرامات تتجاوز 96 مليون ريالالهلال أمام الحلم الكبير.. مواجهة محتملة ضد عمالقة أوروبا
وتتصدر عسير مشهد السياحة الداخلية في المملكة خلال فصل الصيف، بفضل تميز تضاريسها وتنوع مناخها، إذ تجمع بين اعتدال الطقس في المرتفعات وبين التنوع البيئي الممتد من السراة حتى تهامة، وتبقى مواقع مثل السودة والنماص وبللحمر وبللسمر على رأس خيارات الزوار، لما توفره من مناظر خلابة وأجواء لا تضاهى.
وشهدت الطرق الجبلية في الأيام الأولى من الإجازة المدرسية ازدحامًا لافتًا، خصوصًا في المسارات المؤدية إلى المناطق الأكثر جذبًا، هذا الإقبال اللافت لم يكن مفاجئًا، إذ تميز هذا الموسم بمؤشرات قوية على زيادة التدفقات السياحية مقارنة بالسنوات الماضية، ما يشي بموسم استثنائي ينتظر المنطقة.
وما أن يدخل الزائر أجواء عسير حتى يجد نفسه محاطًا بكرم الضيافة وروعة المكان، إذ تحتفي المنطقة بزوارها من خلال تجهيزات متكاملة وخدمات راقية تعكس الاستعداد المسبق لاستقبال موسم الصيف، بدءًا من الطرق والمرافق وحتى الفعاليات النوعية المنتظرة خلال الأسابيع المقبلة.
وتعمل هيئة تطوير منطقة عسير، بالتعاون مع وزارة السياحة وشركائها، على تنظيم عدد من الفعاليات التي تلامس ذائقة مختلف الفئات العمرية، وتشمل حفلات فنية وعروضًا تراثية ومهرجانات بيئية وثقافية، إلى جانب الأنشطة الترفيهية التي تستهدف تعزيز تجربة الزائر على مستوى التفاعل والذكريات.
ويحظى موسم عسير الصيفي باهتمام خاص هذا العام، كونه يأتي ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي القطاع السياحي أهمية متزايدة، ليس فقط كرافد اقتصادي، بل كجزء من تعزيز جودة الحياة وتعميق الارتباط بين المواطن وثراء بلاده الطبيعي والثقافي.
وتسعى عسير إلى ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية أولى داخل المملكة، من خلال تقديم تجربة متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والبنية التحتية الحديثة، والتي تشمل فنادق متنوعة، ومقاهي ومطاعم تطل على مناظر ساحرة، إضافة إلى مرافق مخصصة للعائلات ومحبي المغامرات في الطبيعة.
كما يُتوقع أن يسهم الطقس المعتدل وهطول الأمطار الصيفية في جذب أعداد إضافية من الزوار خلال شهري يوليو وأغسطس، حيث اعتادت المنطقة أن تستقبل مئات الآلاف من السياح في ذروة الموسم، خصوصًا من مناطق المملكة الداخلية ذات المناخ الحار.
ويعزز من جاذبية عسير موقعها الجغرافي الفريد، الذي يمنح الزائر فرصة التنقل بين مناخات وتضاريس مختلفة خلال وقت قصير، وهو ما يجعلها مفضلة لدى الأسر الباحثة عن التنوع والمتعة في آنٍ واحد، دون الحاجة لرحلات طويلة أو معقدة.
وتشهد المنطقة هذا الصيف إطلاق عدد من المبادرات المجتمعية الهادفة إلى إشراك السكان المحليين في إثراء تجربة السائح، من خلال الحرف اليدوية والمنتجات التقليدية والمأكولات الشعبية التي تقدم طابعًا فريدًا لا تجده في أي مكان آخر.
وتأتي هذه المبادرات ضمن جهود تحويل عسير إلى مركز سياحي دائم طوال العام، لا يقتصر على الصيف فقط، وذلك عبر تعزيز الاستدامة البيئية والثقافية وتنويع مصادر الجذب، ما يُسهم في نمو الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
ويؤكد المراقبون أن عسير باتت تضرب مثالًا حيًا على الإمكانات التي يمكن أن تتحقق حينما تتلاقى الطبيعة مع التخطيط، حيث تُترجم الخطط والاستراتيجيات الحكومية إلى واقع ملموس يعيد رسم خريطة السياحة الداخلية.
وتواصل الجهات المعنية في المنطقة جهودها لضمان تجربة آمنة وممتعة للسياح، من خلال تعزيز الخدمات الأمنية والإرشادية، وتوفير نقاط المساعدة على الطرق، بما يضمن انسيابية الحركة ويمنح الزوار شعورًا بالراحة والثقة خلال رحلاتهم في ربوع المنطقة.
ويترقب الكثير من السعوديين والمقيمين البرامج القادمة خلال الأسابيع المقبلة، حيث يتوقع أن يشهد موسم صيف عسير 2025 ذروته مع انطلاق الفعاليات الكبرى، ما يعزز من حجم الإقبال ويزيد من الحراك السياحي النشط الذي تعيشه المنطقة حاليًا.