"بعد مغادرة الثلاثي".. الترجي والهلال الفرصة الأخيرة للعرب في المونديال

اتجهت أنظار جمهور الكرة العربية مساء الثلاثاء صوب الولايات المتحدة، حيث شارك خمسة أندية في نهائيات كأس العالم للأندية، لكن حظوظ التأهل تضاءلت لثلاثة منها، ليبقى الأمل فقط للهلال السعودي والترجي التونسي في بلوغ الأدوار الإقصائية، وسط حالة من الترقب والتوتر بين الجماهير العربية.
فعلى الجانب المصري، ودع الأهلي البطولة بعد مشاركته في دور المجموعات، إثر تعادله الملحمي 4-4 مع بورتو البرتغالي فجر الثلاثاء، ليكتفي بنقطتين ويتذيل ترتيب المجموعة الأولى، بينما أقصى من المنافسات منها بالميراس البرازيلي وإنتر ميامي الأمريكي، اللذين تأهلا لدور الـ16.
إقرأ ايضاً:"سنرسم ملامح مستقبل اللعب".. الرياض تستعد لأضخم مؤتمر للرياضة العالمية.. فماذا كشفت؟انطلاقة جديدة "سار" تطلق المرحلة الأولى من مشاريع توسعة مجمع الصيانة بالنعيرية لتعزز كفاءة قطارات الشحن!
وفي المجموعة نفسها، كان من المنتظر أن يستعيد الأهلي حظوظه بالفوز، لكنه اكتفى بالمشاركة مع منافسه، ليؤكد الخروج بعد امتلاكه فرصة واضحة للتأهل، لكن الأداء التهديفي العالي لم يساعده على التقدم، ليغادر دون تحقيق المطلوب.
أما العين الإماراتي والوداد المغربي، فواجهتهما محاولات يائسة عبر مباراتهما الأخيرة الأربعاء مساء، ضمن المجموعة السادسة، وسط أجواء شدّت أنفاس المتابعين، لكن خسارتين متتاليتين أمام يوفنتوس ومانشستر سيتي أخطأتا في مسار تأهلهما، رغم الأداء الرجولي والتركيز الكبير.
وفي الوقت نفسه، يضع الترجي التونسي أول قدم على سلم المنافسة، إذ يلتقي مساء الأربعاء مع تشيلسي الإنجليزي وسط أمل وحيد، متمثل بفوز يضمن له المرور إلى ثمن النهائي، بعد أن فاز على لوس أنجليس بهدف دون رد، وخسر أمام فلامنجو البرازيلي في مباراته الأولى.
أما الهلال السعودي، فمهمته تبدو أسهل نسبياً إن ضمن الفوز على باتشوكا المكسيكي بفارق هدفين فجر الخميس، إذ يتواجد في المجموعة الثامنة المتكافئة إلى حد كبير، ويتشاركه النقاط مع ريال مدريد الإسباني ورد بُل سالزبورج النمساوي، في وقت واحد.
ويحظى الهلال بفرصة ذهبية للبقاء في المنافسة حتى لو فاز بفارق هدف واحد وانتظر نتيجة اللقاء الآخر، لكن الفوز بفارق ثلاثة أهداف وتأهل العملاق الأوروبي بنفس الوقت يعني اعتلائه صدارة المجموعة ونيله لتأشيرة بلوغ ثمن النهائي.
وبينما يسعى الهلال لحسم موقفه قبل نهاية مشوار المجموعات، يتعوّل على استعادة قوته الهجومية ويبذل جهده لتعويض التعثر أمام سالزبورج وريال مدريد، والرد بقوة في مواجهة باتشوكا للتأهل رسمياً.
وفي حال تألّق الهلال، فسيبرهن على قدرته على المنافسة العربية والعالمية، ويثبت أن المسار نحو منصة البطولة لا يُحسم إلا بالأهداف والإصرار على أرض الميدان، بعيداً عن مجرد المشاركات الرمزية.
أما في الجانب الآخر، فإن فشل الأندية العربية في رحلة التأهل هذه المرة يثير تساؤلات حول التطور الفني والإعداد البدني والقدرة على الصمود أمام المستوى العالمي في المنافسة القارية.
ويرى محللون أن خروج الأهلي والعين والوداد يعكس فجوة كبيرة في الإعداد الفني قبل البطولة، كما يطرح قضايا تتعلق بالتحضير النفسي والبدني للفرق العربية أمام مواجهات مصيرية يحكمها الأداء الفردي والجماعي.
وفي المقابل، يسلط تألق الهلال والترجي الضوء على أهمية التخطيط البدني والذهني، كما يبرز دور التحليل الفني والاستفادة من التجارب أمام الفرق الأوربية، في تحقيق نتائج إيجابية داخل محيط عالمي.
ويبدو أن المساء الفاصل الذي ينتظر الترجي والهلال سيحدد بشكل نهائي مصير الأندية العربية في البطولة، وسيقود لنتائج قد تكون حاسمة في رسم الصورة النهائية لمشاركة الفرق من القارة في مونديال الأندية.
كما يمثل هذا المشهد اختباراً من نوع خاص لقوة الروح العربية أمام التحدي التنافسي، إذ يُصاغ فيه ملامح حقيقية لجدارة الأندية على المستوى الدولي، وقادرة على مبادرة واستثمار الفرص حتى الرمق الأخير.
وفي نهاية المطاف، إن حقق الهلال تأهله، فسيضيف صفحة جديدة تحمل أسمه ضمن نادٍ قليل تمكن من بلوغ ثمن النهائي، أما إذا خرج فقد ينزل بتقييم المشاركة العربية ويستدعي مراجعة برامج إعداد المنتخبات والأندية القارية.