الأهلي في مأزق.. "كبار روشن" يتسابقون لضم مجرشي

صيف سعودي مشتعل على وقع الأقدام الذهبية، حيث تحوّل علي مجرشي، ظهير الأهلي والمنتخب الوطني، إلى أحد أكثر الأسماء تداولًا داخل أروقة الأندية وخلف الكواليس، بعدما اشتعل الجدل بشأن مستقبله في أعقاب تألقه الأخير بقميص "الأخضر".
في قلب بطولة الكأس الذهبية 2025، وعلى مشارف مواجهة نارية أمام المكسيك، تتجه الأعين نحو مجرشي ليس فقط كلاعب مؤثر في المنتخب، بل كنجم يحوم حوله مستقبل غامض مع نادٍ يعيش على وقع قرارات مصيرية.
إقرأ ايضاً:انطلاقة جديدة "سار" تطلق المرحلة الأولى من مشاريع توسعة مجمع الصيانة بالنعيرية لتعزز كفاءة قطارات الشحن!رسميًا "ثنائي الهلال"... التجديد والبقاء في الهلال لمدة عامين عقب انتهاء كأس العالم للأندية!
ومع اقتراب موعد مواجهة ربع النهائي على استاد "ستيت فارم" في ولاية أريزونا الأمريكية، يترك مجرشي بصمته داخل الملعب، فيما تُكتب سطور قضيته خارج المستطيل الأخضر، حيث تنتظره طاولة قرار في جدة قد تغيّر مساره المهني بالكامل.
في هذا المشهد المعقّد، تتحرك إدارة الأهلي بسرعة للحفاظ على جوهرتها الدفاعية، مقدّمة عرضًا ضخمًا يتجاوز سقف العروض السابقة، يتضمن راتبًا يصل إلى 10 ملايين ريال سنويًا، ومنزلًا فاخرًا، وسيارة من الطراز الرفيع.
العرض لم يأتِ من فراغ، بل في توقيت لا يحتمل التأجيل، فالأيام القليلة المقبلة ستفتح الباب أمام دخول اللاعب الفترة الحرة، ما يعني منح الضوء الأخضر لأي نادٍ للتفاوض معه دون قيود أو موافقة مسبقة.
العقد الحالي لمجرشي يمتد حتى يناير 2026، لكنه قانونيًا بات على بُعد خطوات من التحول إلى لاعب حر في المفاوضات، ما يضع الأهلي تحت ضغط زمني كثيف لحسم مصير أحد أعمدته الدفاعية قبل أن تخطفه أعين المنافسين.
منذ قدومه إلى الأهلي في يناير 2022، أظهر مجرشي حضورًا لافتًا، حيث خاض 96 مباراة رسمية، وقدم أداءً قويًا في الموسم المنصرم بمشاركته في 41 مواجهة محلية و12 أخرى قارّية، ساهم فيها بتألق لافت في دوري أبطال آسيا.
ورغم ما يحمله من قيمة داخل التشكيلة، فإن اللاعب لم يتفاعل مع عرضين سابقين من الأهلي، بلغت قيمتهما 5 و6 ملايين ريال على التوالي، مع عقود لم تتجاوز الثلاثة مواسم، ما اعتبره مقربون منه غير كافٍ لطموحاته المادية والمهنية.
هذا التردد فتح شهية كبار الأندية، حيث تشير تسريبات إلى اهتمام كل من الاتحاد، النصر، والقادسية بضم اللاعب، في صفقة قد تتحول إلى "مزاد كروي" بمجرد دخوله رسميًا الفترة الحرة في يوليو المقبل.
ويعرف الجميع أن مجرشي ليس ظهيرًا تقليديًا، بل لاعب يمتلك أدوات هجومية نادرة في مركزه، حيث يجمع بين السرعة والتمركز والانطلاقات الذكية، ما يجعله هدفًا ثمينًا لأي مدرب يبحث عن التوازن بين الدفاع والهجوم.
في المقابل، تُدرك إدارة الأهلي تمامًا أن خسارة مجرشي لن تعني فقط فقدان لاعب مهم، بل تقديم هدية مجانية لأحد المنافسين، في موسم يُتوقع أن يكون ناريًا على صعيد المنافسة على جميع البطولات.
ويتردد أن اللاعب لا يبحث فقط عن الجانب المالي، بل يطمح إلى مشروع فني حقيقي يضمن له دورًا قياديًا وتطورًا فنيًا في بيئة تنافسية عالية، ما يجعل قراره النهائي مرتبطًا بعوامل تتجاوز الراتب والمكافآت.
الاجتماع المنتظر بين إدارة الأهلي ومجرشي، المرتقب فور عودته من معسكر المنتخب، سيكون حاسمًا بدرجة كبيرة، وقد يحمل عنوان "إما الآن أو لا"، في ظل تشديد الإدارة على ضرورة إنهاء الملف قبل فتح نافذة التفاوض الحر.
ومع أن تركيز اللاعب حاليًا منصب على تقديم أفضل ما لديه في البطولة القارية، إلا أن كواليس مستقبله لا تغيب عن الأحاديث داخل معسكر "الأخضر"، خصوصًا مع ارتفاع وتيرة الترقب بشأن وجهته المقبلة.
المشجعون يتابعون السيناريو بشغف، فبقاؤه في الأهلي سيُعد انتصارًا إداريًا كبيرًا، أما رحيله فسيقلب موازين السوق، خاصة إن ارتدى ألوانًا منافسة على صدارة الدوري، ما قد يُضفي طابعًا دراميًا على مواجهات الموسم القادم.
الوقت يداهم الجميع، والإغراءات تتساقط من كل صوب، بينما يجلس اللاعب في مركز القرار، يُقيّم العروض، ويستعد لكتابة فصل جديد في مسيرته، ربما يكون هو الأهم منذ انطلاقته في الملاعب السعودية.
في نهاية المشهد، لا شيء محسوم حتى اللحظة، إلا أن المؤكد هو أن صيف 2025 لن يمر بهدوء، مع نجم كسب احترام الجميع بموهبته واحترافيته، وها هو اليوم يقترب من اتخاذ القرار الذي قد يُغيّر كل شيء.