"لأول مرة في التاريخ"... محمية عروق بني معارض تدخل القائمة الخضراء

محمية عروق بني معارض
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

في إنجاز بيئي غير مسبوق على مستوى المملكة والمنطقة، أعلن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة إدراج محمية "عروق بني معارض" ضمن قائمته الخضراء للمناطق المحمية ذات الإدارة الفعالة والعادلة، ما يُعد تتويجًا لجهود المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في تعزيز منظومة الحماية البيئية.

ويأتي إدراج المحمية ضمن هذه القائمة النخبوية التي تضم أقل من 100 محمية حول العالم، رغم وجود أكثر من 300 ألف محمية مسجلة عالميًا، ليؤكد المكانة البيئية المتقدمة التي بدأت المملكة في ترسيخها ضمن استراتيجيتها الوطنية الطموحة للبيئة.


إقرأ ايضاً:أربعة عمالقة وجولة آسيوية نارية .. السوبر السعودي بنكهة عالمية ومواعيد رسميةرحلة النمو مستمرة.. طيران ناس يعزز أسطوله ويستعد للتحليق أبعد

ويعكس هذا الاختيار نجاح المحمية في تحقيق كافة المعايير المطلوبة، ومنها الحوكمة الفعالة التي تضمن الشفافية والمساءلة، إلى جانب تطبيق منهجيات تخطيط وإدارة مبنية على أفضل الممارسات العلمية الدولية والمحلية، ضمن رؤية تنموية متكاملة.

وتعتمد القائمة الخضراء في تقييمها على أربع ركائز رئيسية، تشمل وجود خطط فعالة لإدارة المحميات، وآليات دقيقة لرصد التهديدات والتعامل معها، واستيعاب السياقات الاجتماعية والاقتصادية المحيطة، والحفاظ على القيم البيئية والتنوع الأحيائي.

وفي تصريح للمناسبة، أعرب الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان عن فخره بهذا الإنجاز، واصفًا إياه بأنه ثمرة دعم القيادة الرشيدة ورؤية المملكة الطموحة نحو بيئة أكثر استدامة وتنوعًا.

وأشار الدكتور قربان إلى أن إدراج المحمية في القائمة الخضراء يُمثل امتدادًا للمنجزات الوطنية التي تحققت خلال السنوات الماضية، ويعكس التزام المملكة بتطبيق المعايير البيئية العالمية، وتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.

ولفت إلى أن المحمية باتت نموذجًا عالميًا في حماية الأنظمة البيئية، بفضل ما تحظى به من تنوع فريد ومكونات طبيعية نادرة، إلى جانب الجهود الحثيثة لتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في استدامة الموارد البيئية.

وتقع محمية عروق بني معارض على الطرف الغربي من صحراء الربع الخالي، وتمتد على مساحة تزيد عن 12 ألف كيلومتر مربع، وتُعد الصحراء الرملية المتصلة الوحيدة في منطقة آسيا الاستوائية، ما يمنحها قيمة جغرافية وبيئية فريدة.

وتحتضن المحمية أكثر من 900 نوع من الكائنات النباتية والحيوانية، من ضمنها أنواع مهددة بالانقراض، مثل المها العربي والظباء الرملية والجبلية، إضافة إلى الضبع المخطط والقط الرملي، وعدد كبير من الطيور والزواحف النادرة.

وفي سبتمبر من العام الماضي، تم تسجيل المحمية ضمن قائمة التراث العالمي الطبيعي لمنظمة اليونسكو، لتصبح بذلك أول موقع طبيعي سعودي يدخل هذه القائمة العالمية المرموقة، في خطوة تؤكد عمق القيمة البيئية للموقع.

ويُشرف على برنامج القائمة الخضراء خبراء مستقلون من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، ويُعد هذا البرنامج معيارًا دوليًا معتمدًا لقياس مدى فاعلية إدارات المحميات الطبيعية حول العالم، بناءً على تقييم علمي صارم.

ويُعتبر الانضمام إلى هذه القائمة شهادة اعتراف دولية بالجهود السعودية في حماية الطبيعة، ويُعزز من مكانة المملكة كدولة رائدة في الإدارة البيئية المستدامة، ويُسهم في إبراز صورتها عالميًا كحاضنة للتنوع الحيوي.

ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرة طويلة من الجهود العلمية والميدانية، شملت استزراع الأنواع المهددة، وحماية المواطن البيئية الحساسة، وتوفير الظروف المناسبة لتكاثر الأنواع النادرة وعودتها إلى بيئتها الأصلية.

ويأتي هذا التقدم البيئي ضمن رؤية المملكة 2030، التي تضع الاستدامة البيئية في صدارة أولوياتها، عبر مبادرات نوعية تهدف إلى حماية 30% من مساحة المملكة البرية والبحرية بحلول عام 2030، في إطار هدف 30x30 العالمي.

وتُشكل محمية عروق بني معارض اليوم جزءًا من شبكة وطنية متكاملة من المحميات التي حققت إنجازات دولية، إلى جانب محميات مثل الوعول، وشرعان، ومحمية الملك عبدالعزيز، ومحمية الملك سلمان الملكية، مما يعكس تناغمًا في الرؤية والسياسات البيئية.

ويؤكد هذا التناغم أن المملكة لم تعد تكتفي بإدارة محمياتها بيئيًا فقط، بل تسعى إلى تطويرها وفق أعلى المعايير الدولية، لتكون نماذج رائدة في الحفاظ على التنوع الحيوي والتنمية المستدامة، في توازن بين البيئة والاقتصاد والمجتمع.

ومع دخول المحمية إلى القائمة الخضراء، ترتقي المملكة خطوة إضافية نحو تحقيق التميز العالمي في حماية البيئة، وتُرسل رسالة واضحة بأن حماية الطبيعة ليست خيارًا، بل التزام وطني واستثمار طويل الأمد في مستقبل الأجيال.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook