بهذه الوسائل .. شؤون الحرمين تقدم خدمات متكاملة لذوي الإعاقة بالمسجد النبوي

شؤون الحرمين تقدم خدمات متكاملة لذوي الإعاقة بالمسجد النبوي.
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

في إطار جهودها المستمرة لتوفير بيئة روحانية آمنة ومهيأة لجميع الزوار، تبذل الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين جهودًا حثيثة في تقديم خدمات شاملة ونوعية لكبار السن وذوي الإعاقة داخل المسجد النبوي، بما يُعزز من تجربتهم الدينية ويُيسر عليهم أداء عباداتهم في أجواء من الراحة والطمأنينة.

وتضع الهيئة هذه الفئة على رأس أولوياتها، لما لها من احتياجات خاصة تتطلب تدخلًا دقيقًا ومخصصًا، حيث حرصت على تنفيذ منظومة متكاملة من الخدمات الميدانية واللوجستية لتسهيل دخولهم وتنقلهم وممارسة عباداتهم اليومية بسلاسة وأمان داخل الحرم النبوي الشريف.


إقرأ ايضاً:مدافع برشلونة يدخل حسابات النصر.. مفاوضات سرية وصفقة كبرى مرتقبة لحل الأزمة الدفاعيةطلاب سعوديون يتألقون عالميًا.. دراسات رائدة في إدارة الرياضة تضع المملكة على خارطة التميز الأكاديمي

وفي هذا السياق، خُصصت مصليات مستقلة لكبار السن وذوي الإعاقة بالقرب من مداخل الأبواب الرئيسة للمسجد النبوي، لضمان سهولة الوصول وتقليل الجهد البدني المبذول، كما جرى تحديد مواقع دخول وخروج تراعي احتياجات هذه الفئات وتُسهّل انسيابية الحركة في أوقات الذروة.

كما حرصت الهيئة على تلبية احتياجات ذوي الإعاقة السمعية، من خلال تجهيز موقع مخصص للصم داخل المسجد، مع توفير ترجمة مباشرة لخطبة الجمعة بلغة الإشارة، بهدف تمكينهم من التواصل مع مضمون الخطبة والاستفادة الكاملة من المحتوى الديني دون عوائق.

وفي السطح الغربي للمسجد، خُصص باب رقم 6 ليكون منفذًا رئيسيًا لذوي الإعاقة وكبار السن، بما يعزز من استقلاليتهم ويسهل وصولهم إلى المصليات، دون الحاجة لعبور مسافات طويلة أو التعرض للتدافع في الممرات الرئيسية.

ولم تغفل الهيئة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، حيث وفرت لهم نسخًا من المصحف الشريف بلغة برايل، وُزعت بعناية في أنحاء المسجد النبوي، بما يتيح للمكفوفين ممارسة عبادة التلاوة بكل يسر واستقلال، وضمن بيئة مريحة وهادئة.

ومن أبرز الخدمات التي توفرها الهيئة أيضًا، خدمة العربات الكهربائية (جولف) والكراسي المتحركة، التي تساعد الزوار من كبار السن وذوي الإعاقة على التنقل في أروقة المسجد وساحاته، حيث تُعَار هذه الوسائل مجانًا من خلال المخرجين 309 و343 ضمن إجراءات منظمة.

كما تم تجهيز المنحدرات عند مداخل المسجد ومرافقه المختلفة لتكون مناسبة لحركة العربات المتحركة، بما يضمن سهولة الدخول والخروج دون الحاجة إلى مساعدة دائمة، مما يُعزز من استقلالية الحركة ويُقلل من مخاطر السقوط أو الإعاقة المفاجئة.

واهتمت الهيئة أيضًا بتوفير حوامل خاصة لحافظات مياه الشرب، جرى تثبيتها بارتفاع مناسب لمستخدمي الكراسي والعربات، حتى يتمكنوا من تناول ماء زمزم دون صعوبات أو انتظار، في لفتة إنسانية تُجسد حرص إدارة الحرمين على راحة ضيوف بيت الله.

ويضم المسجد النبوي حاليًا 180 مصعدًا و156 سلمًا كهربائيًا موزعة بعناية في الساحات والمرافق المحيطة، و24 منها تقع داخل أروقة المسجد، لتلبية احتياجات الصعود والنزول للزوار من مختلف الفئات دون الحاجة لاستخدام السلالم اليدوية التقليدية.

كما تشمل التجهيزات 62 دورة مياه مخصصة بالكامل لكبار السن وذوي الإعاقة، موزعة على المرافق الرجالية والنسائية، بما يُراعي الخصوصية ويوفر مرافق مهيأة هندسيًا لضمان النظافة والراحة وسهولة الاستخدام.

وتُعد هذه المنظومة الخدمية جزءًا من منظومة أوسع تعتمدها الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين، التي تهدف من خلالها إلى تحسين تجربة الزائر في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ورفع جودة الخدمات المقدمة بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية للضيافة الدينية.

وتأتي هذه الجهود في سياق رؤية المملكة 2030 التي تُركز على تطوير الخدمات المقدمة في المشاعر المقدسة، ورفع كفاءة البنية التحتية للحرمين الشريفين بما يستوعب الأعداد المتزايدة من الزوار، ويُلبي احتياجات فئات المجتمع كافة.

وتُعَد الخدمات المقدمة لكبار السن وذوي الإعاقة في المسجد النبوي نموذجًا يُحتذى به في مجال الرعاية الشاملة، حيث تمتزج التقنية الحديثة مع الاعتبارات الإنسانية في تصميم وتقديم الخدمة، لتخرج تجربة الزيارة عن النمط التقليدي إلى آفاق أكثر تطورًا وشمولية.

وتُشيد قطاعات واسعة من الزوار بالتطور الكبير في الخدمات المقدمة داخل المسجد النبوي، خصوصًا فيما يتعلق بسهولة التنقل وتنوع المرافق المهيأة، ما أسهم في تخفيف الأعباء على الحجاج والمعتمرين من هذه الفئة، ومنحهم مزيدًا من الاستقلالية أثناء أداء مناسكهم.

وتواصل الهيئة تطوير خدماتها بشكل دوري، من خلال تقييم الأداء والاستماع لملاحظات المستفيدين، والعمل على تلبية الاحتياجات المستجدة عبر تحديث المرافق أو تحسين آليات التشغيل، بما يضمن استمرارية التميز في تقديم الخدمة.

وتؤكد الهيئة أن خدمتها لضيوف الرحمن تمثل شرفًا ومسؤولية، وأن العناية بكبار السن وذوي الإعاقة لا تُعد خيارًا، بل التزامًا أصيلًا ينبع من قيم الإسلام التي تُعلي من شأن الإنسان وتُراعي حاجاته في مختلف أحواله.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook